في بيئات العمل التي يكثر فيها مغادرة الموظفين، سواء بسبب تسريحات ناتجة عن ضعف الأداء أو استقالات طوعية بحثًا عن فرص أفضل، يبدأ الشعور بعدم الاستقرار في التسلل إلى من تبقى داخل الفريق. ورغم أن المغادرة جزء طبيعي من دورة أي مؤسسة، إلا أن تكرارها بإختلاف الأسباب يخلق مناخًا من الترقب والشك، ويؤثر بشكل مباشر على ثقة الأفراد في مستقبلهم المهني داخل الشركة.
في مثل هذه الأجواء، لا يكون التحدي في فقدان الكفاءات فقط، بل في الحفاظ على من بقوا. لأن الفريق يبدأ في قراءة كل شيء من زاوية واحدة: "هل سأكون التالي؟" وتبدأ مرحلة من التفكير الفردي بدل الجماعي، وتتحول الرغبة في المبادرة إلى حذر مفرط، ويتراجع الانتماء أمام غريزة الحذر والبقاء.
حتى الموظف المجتهد، إذا أحاط به الصمت والقلق، لن يعمل بنفس الدافع. سيبدأ بتقليل التعلّق، وتأجيل أي ارتباط طويل الأمد بالمكان. وسيصبح تفكيره محصورًا في الاحتمالات لا في الإنجاز. ليس لأنه سلبي، بل لأنه ببساطة لم يعد يشعر أن هناك ما يضمن استمراره.
وهنا يراودنى قلق وتساؤل
كيف نحافظ على التزام الفريق وطاقته، وشعوره بالأمان الوظيفي ببيئة مليئة بالمغادرات؟
التعليقات