أعمل حالياً كاستشاري لإحدى المؤسسات العربية الكبرى، ومهمتي هي وضع خطة لتطوير الكفاءات داخل المؤسسة. خلال عملي، واجهت موقفاً غريباً، حيث يوجد موظف يفضل استخدام الدفاتر الورقية ويرفض التعامل مع التكنولوجيا الحديثة. هذا الأمر يمثل تحدياً حقيقياً أمام جهود التحول الرقمي التي نحاول تطبيقها. من المهم جداً أن نفهم الأسباب التي تدفع هذا الموظف للتمسك بالطريقة التقليدية، لكي نتمكن من تحقيق التطوير المطلوب. كيف يمكننا التعامل مع مثل هذه الحالات؟
ما هي أفضل الطرق للتعامل مع موظف يرفض التعامل مع التكنولوجيا الجديدة؟
أتوقع أن السبب هو عدم قدرته على التعامل مع التكنولوجيا بشكل جيد، وهنا يحتاج إلى دورة تدريبية أو شخص خبير فيما يتعلق بالتكنولوجيا بحيث يجلس معه بعض الوقت بشكل يومي ويعلمه طريقة التعامل مع الأجهزة، وذلك إلى أن يتمكن من الاستغناء عن الطرق التقليدية ويستخدم التكنولوجيا بدلًا منها، ولا بد من محاولة إقناع الموظف أثناء تعليمه بأن التكنولوجيا ستوفر عليه الكثير من الجهد والوقت مع تطبيق ما يثبت ذلك بشكل عملي.
كما يجب التركيز معه على مميزات التكنولوجيا وكيف هي قادرة على مساعدته على إتمام عمله بشكل سريع وسهل في نفس الوقت، ونعطيه أمثلة على هذا فلو كان يعمل على الحسابات مثلا فيمكن أن ينهي عمله اون لاين وفي نفس الوقت يصل هذا العمل إلى المدير مباشرة بدلا من الانتهاء منه ومن ثم إرساله إلى المدير للتوقيع عليه أو شيء من هذا القبيل.
حقيقي أنا متحير جدا يا حمدي،
هم يريدون مني تصفية الموظفين بعد التدريب والغريب أن هذا الموظف كان متفاعلا جدا ومع ذلك هو يقلق من رقمنة كل شيء بشكل كامل، ولا أعلم هل أطلب منهم إعطاؤه دورات إضافية أم أجلس معه في استشارات فردية لتوجيهه بشكل مخصص؟
رأيي أن تفهم أكثر ما هي مشكلته. لأن هناك بعض المجالات التي يحتاج فيها الشخص الكتابة ورقيا، وأنا أتفهم ذلك جدا. يمكنك التحدث معه أيضا عن بدائل؛ لأني وجدت مثلا الكتابة بقلم على تابلت مريح جدا بالنسبة لي؛ لأنه يعطيني إحساس الورقة التي أشخبط فيها ثم أرجع للأوراق وآخذ منها ما أحتاج، وأنقله لجداول "بنظام، ونظافة". لذا قد تكون أسبابه مشابهة.
حسب التقارير التي وصلتني من المؤسسة، فجميعهم حصل على دورات في استخدام الحاسوب وطبعا خبراتهم متفاوتة؛ لا أعلم ما إذا كانت الاستفادة بالنسبة لهذا الموظف كانت أقل أم أنه يرفض الأمر حتى لا يخرج من منطقة الراحة الخاصة به.
أم أنه يرفض الأمر حتى لا يخرج من منطقة الراحة الخاصة به.
قد يكون الأمر هكذا فعلا، أو أنه تعذر عليه مواكبة تطور تكنولوجيا، مما أصابه بالإحباط والإحساس بالنقص والخجل، لذا يجب أن تفتح معه حوارا، لتقف على أسباب المشكل الذي يعاني منه، ومحاولة إقناعه أن لاشيء صعب عن الفهم والتطور، إذا أراد المرء أن يتعلم، وانخرط بجدية واقتناع بضرورة مواكبة المستجدات التقنية، والعيش في العصر الحالي. مع ضرورة إخباره بالمصير الذي ينتظره إذا لم يندمج مع أسلوب العمل القائم على التكولوجيا التي تزداد تطورا يوما بعد يوم.
صحيح بسمة هذا السبب الشائع .. لكني أستعجب حياناً عندما يكون السبب الأغرب هو وجود أشخاص لا يسعون لأي نوع من التطور ( أو كما يقال محلك سر) فهذا النوع يعتقد أنه وصل لشئ من المعرفة مرتفع فيتكبر على المزيد من التعلم ! وهذا للأسف سيظل ذو مكانة ثابتة وقد يسبقه من هم أصغر منه سناً
فهذا النوع يعتقد أنه وصل لشئ من المعرفة مرتفع فيتكبر على المزيد من التعلم
حقيقي أواجه هؤلاء كثيرا يا معتز في عملي، ولعل أبرز هذه المواقف التي أنا شخصيا لا أستطيع استيعابها حتى الآن: هو فتاة كانت من المفترض أن تعمل معي كموظفة في أحد المشاريع بدوام كامل وكان راتبها سيكون 500 يورو شهريا مع سيارة خاصة تأخذها من وإلى العمل وسفرات لأوروبا والصين ودول أخرى على حساب المشروع، ولأنها لا تحب دخول التدريب مع أقرانها أو حتى التقيد بالاستيقاظ مبكرا أو العمل لساعات معينة في اليوم رفضت هذا الراتب وفضلت أن تتقاضى 15 دولار فقط على كل مشروع تقوم بتنفيذه كمستقلة ولا تدخل معي أي اجتماعات أو أي تدريبات أقوم بعملها للفريق خصوصا وأن الشركة تقدم لهم دورات مجانية كثيرة كجزء من التعليم والتطوير ومن هذه الدورات دورات محترفة في اللغات والمهارات الناعمة واستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل وغيره.
حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أتصور أن شخصا ما قد يضحي بكل هذا فقط من أجل ألا يتعلم أأو يجرب أشياء جديدة أو حتى تكون لديه التزامات وظيفية ومسؤوليات مرتبطة بمواعيد محددة في اليوم.
أنا من أنصار العمل المرن بالمناسبة لكن العمل المرن مع الأشخاص التي ليس لديها مشاكل في العمل المحدد بوقت أو بشكل عام الذين لديهم مرونة في العمل.
ذكرني هذا بقصة قرأتها عن الكاتب أحمد أمين (إن لم تخني الذاكرة) حيث كان يرفض استخدام الهاتف في بداية ظهوره ويرى أنه ليس خادمًا لكي يجيب كلما طلبه أحد.
وأعرف كذلك طبيبًا كان يرفض استخدام الهاتف الجوال تمام الرفض مهما أخبر عن مدى أهميته.
لذا أظن أن الأسباب قد تتباين تبعًا لكل شخص؛ البعض قد يرى أننا بهذا نتعرض للاستعباد عن طريق الآلات، والبعض قد تكون مشكلته الأساسية أنه لا يستطيع فهم أو مجاراة كل تلك التحديثات التي تحدث، فيرفضها ببساطة لأن الإنسان بالطبع عدو ما يجهل، ربما يكون السبب هو كونه شخص تقليدي يرفض التغيير ويرفض ما تعود عليه.
كيف يمكننا التعامل مع مثل هذه الحالات؟
ربما شرح أهمية التكنولوجيا وأي فائدة قد تضيفها للمشاريع مع وضع أمثلة قد يكون مفيدًا.
طرد الموظف
عملت مع مدير مبيعات شركة سيارات لأشهر من اجل التعامل مع عشرات جداول البيانات اكسل وفرزها وجعلها مطابقة للسيارات الموجودة واخيرا قمت بعمل قاعدة بيانات
في يوم من الايام قام المحاسب بجلب دفتر كبير وكلما يدخل سيارة يتم ادخالها الى الدفتر بلحظة صار بيانات الحاسبة قديمة وكبرت الفجوة ولم استطع تداركها في يوم تم بيع عشرات السيارات لجهة حكومية فطلبوا مني قائمة السيارات فأعطيتهم بيانات اتضح انها كلها لسيارات مباعة فتم طردي وبقي المحاسب
ربما السبب هو الأمان الوظيفي، موظف يعمل بوظيفة معينة براتب جيد لعدة سنوات، لا توجد ملاحظات سيئة والعمل يسير بسلاسة، ثم تأتي وتخبره أن يغير ما عتاد عليه لسنوات من أجل التأقلم والتحسين! لقد استمر بفعل هذا لسنوات وكانت طريقته ناجحة. ربما يكون الحل أن يشعر بأنه من الممكن استبداله إذا لم يغير أسلوبه في العمل مواكبًا التطور.
ربما يكون الحل أن يشعر بأنه من الممكن استبداله إذا لم يغير أسلوبه في العمل مواكبًا التطور.
هذا فعلا ما قد يحدث، وأنا لا أتمنى هذا لذلك طرحت هذا السؤال لأني مخول باختيار مَن استفاد من البرنامج التدريبي بالفعل ويمكنه الاستمرار.
لست بحاجة لتفعل هذا، فقط اجعل الرسالة تصل إليه بطريق مباشر، لأنه كرجل مسئول لن يتخلى عن استقراره ووظيفته مقابل العناد، أظنه عاقل لذا تحدث إليه بالعقل مع التنبيه على الحلول البديلة من جانب الشركة
اعمل فى شركة مع موظف له 7 سنوات بالشركة تقريبا وانا جديد ، وحولت العمل من اكسيل الى ويب لكن دائما وكثيرا ما يقلل من التغيير ، بعبارات سامه وجميعها محبط
ما الفائدة من التغيير ، ماذا عاد على الشركة ، البرنامج لم يضف شئ وهكذا .
من خلال فترة عملى معه اكتشفت انه يعامل كأنه انشتين الشركة لذلك يقلل من كل عمل ولايريد لاحد تقديم اى جديد حتى يظل الجميع يطلب منه ويرجعه اليه، وازيدك ايضا انه يذهب للموظفين ويقلل من اى عمل
ربما والله اعلم الموظف الذى تتحدث عنه من عينه هذا الشخص
وربما لاسباب اخرى ستعرفها بنفسك من خلال تعاملك معه او من خلال رأى زملائه عنه
تحول الرقمي يعد تحديًا مهمًا للمؤسسات، والتعامل مع الموظفين الذين يفضلون الطرق التقليدية يمكن أن يكون تحديًا إضافيًا. إليك بعض النصائح للتعامل مع مثل هذه الحالات:
- التواصل والتفهم:
- ابدأ بالحوار مع الموظف واستمع إلى مخاوفه واحتياجاته. قد يكون لديه أسباب مشروعة لتفضيل الدفاتر الورقية.
- اسأله عن تجربته مع التكنولوجيا وما يشعر به تجاهها.
- التدريب والتوعية:
- قدم دورات تدريبية حول استخدام الأدوات الرقمية وفوائدها. قد يكون الموظف بحاجة إلى فهم أفضل للتكنولوجيا.
- شارك قصص نجاح من موظفين آخرين استفادوا من التحول الرقمي.
- التحفيز والإيجابية:
- أظهر للموظف كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعده في تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية.
- قدم تشجيعًا ودعمًا له أثناء تجربته مع الأدوات الرقمية.
- التدريجية والمرونة:
- لا تجبر الموظف على التحول فورًا. ابدأ بتطبيق تقنيات بسيطة وتدريجية.
- اعتبر تخصيص حلاً مخصصًا له، مثل تطبيقات محددة تلبي احتياجاته.
فهم أسباب المقاومة والتعامل بحكمة يمكن أن يساعد في تحقيق التطوير المطلوب وتحقيق النجاح في جهود التحول الرقمي
التعليقات