قرأت اليوم دراسةً تقترح أنّ الموظّف العادي يمكن أن يستخدم هاتفه تقريبيًّا لمدّة ساعتين يوميًّا ولأسبابٍ شخصيّة. وبما أنّ أصحاب العمل يضعون إنتاجيّة الموظّف كأولويّة، فإنّ استخدام الهاتف داخل العمل يثير مخاوفهم من آثار ذلك. والنتيجة الحتميّة لذلك؟ منع استخدام الهاتف في العمل.

نفس الدراسة تشير إلى أنّ استخدام الهاتف داخل العمل يزيد من فاعليّة عمل الموظّفين وهو أمر لمسته في عملي الحالي.

ففي عملي الحال كمعلّمة في إحدى المنظّمات، تنص السياسة الداخليّة على أنّه يحق للموظّف استخدام الهاتف داخل العمل بما أنّه لا يتعارض مع جودة عمل وإنتاجيّته الموظّف. عند اطّلاعي على هذا البند، كانت سعادتي كبيرة إذ أنّ الشعور الدّائم بالاتصال بالعالم الخارجي يبقيني مطمّئنة البال. ونتيجةً لذلك فإنّني أعمل بإنتاجيّة أعلى وذلك نتيجة إمكانيّة للاتصال بالأحبّة والأصدقاء والاطّلاع على أخبار العالم. على الغرار من ذلك، فخلال وجودي في عملي السابق فقد كنتُ أشعر بالغربة عندما يُحظر عليّ كأي موظّف استعمال الهاتف لمدّة ثمانية ساعات متواصلة. ولكن مهلُا، هل نحن آلات مبرمجة أم كائنات بشريّة تتسّم بالشعور؟ كان هذا الأمر يصيبني بالضيق ويشغلني ويصيبني بحالةٍ متواصلة من القلق والتشتّت. النتيجة: تدّني مستوى الانتاجيّة.

ومن هنا صار عندي أسئلة كثيرة تخطر على بالي ومن ضمنها: أليس من الأفضل لأصحاب العمل أن يسمحوا لموظّفيهم للهاتف وإن ضمن ضوابطٍ محدّدة؟

برأيكم أنتم، هل يجب على أصحاب العمل أن يمنعون موظّفيهم من استخدام الهاتف حرصًا على انتاجيّتهم؟ أم أنّه عليهم أن يسمحوا لهم بذلك حتّى لا يكون هناك قمع لحريّة الموظّف وتأثير سلبي على عملهم؟ ولما ذلك؟