يحدث أنّ الكثير من الشركات خلال مرحلة من مراحل وجودها تضطر إلى إعادة هيكلة بنيتها وذلك بسبب عدّة عوامل أو قد يكون عامل واحد أحيانًا. ففي العام 2009، اضطرت شركة Uber وهي العاملة في مجال خدمات النّقل ، لإعادة الهيكلة وذلك بسبب بيئة العمل السامّة التي كانت تعاني منها. فقد تمّ تسجيل العديد من حالات التمييز العنصري في بيئة العمل بالإضافة إلى انعدام المصداقيّة وهو ما أثّر على أداء الشركة.

عندها لم يكن هناك حل أمام الشركة إلا إعادة الهيكلة وذلك من أجل إحداث تغيير جذري على بيئة العمل وتحويلها إلى مكان أكثر شمولًا تنوّعًا وتقبّلَا للاختلافات. ومن هذا المنطلق فقد شملت جهود إعادة الهيكلة إجراء تغييرات على طاقم الموظفين سواء أكانوا في أسفل أو أعلى الهرم ودخل ضمن عملية التغيير كافّة التنفيذيين، ضمنًا المدير التنفيذي. وخلال عمليّة التغيير، كان أبرز تحدي واجهته الشركة اختيار المديرين التنفيذيين المناسبين الذين سيحملون التغيير بنجاح عبر إحداث نقلة نوعيّة في ثقافة الشركة.

برأيي، في حالة أوبر كان هناك ضرورة لتغيير الموظّفين على رأس الهرم وذلك من أجل بناء بيئة ثقافية جديدة تكون أكثر احتضانًا للاختلاف. ولو أنّها نوت إبقاء أحد هؤلاء فإنها ستختاره وفق عنصر التكيّف أوّلًا أي مدى امتلاكه المرونة لتقبّل الاختلافات وثانيًا وفق عنصر القيادة. ستسألوني لماذا؟ سأقول لكم أنّ القيادة هي التأثير الإيجابي على الآخرين، وبالتالي فإنّ ما يحتاجه الموظفين هو القائد الذي يحمل رسالة يستطيع إقناع الموظّفين بها. ومن هنا تبدأ رحلة بناء ثقافة مؤسسية أكثر تقبّلًا للاختلاف.

ولكن الحال ليس كذلك دائمًا .فقد تكون دوافع إعادة الهيكلة ماليّة أي المرور ببعض العقبات أو عدم امتلاك الهيكل المالي المتين للصمود بوجه الأزمات أو قد يكون السبب التكيّف مع الثورة التقنية وما تحمله من تغييرات. فلكل حالة معايير مختلفة لإختيار من سيبقى من الموظفين القدامى أم أنّ المعايير هي نفسها؟

برأيكم أنتم، هل معايير الإختيار من بين الموظّفين القدامى يجب أن تكون ثابتة دائمًا أم أنّها تختلف بحسب سبب الحاجة لإعادة الهيكلة؟ ما هي المعايير التي تعتمدها للإختيار من بين الموظفين القدامى؟