في مساهمة سابقة لي تناولت الحديث عن خانة "العملاء" والتي أبدأ بها؛ حتى أحدد مشكلات عملائي وأحصرها بأهم ثلاث أو أربع مشكلات. ولكن السؤال المفترض هنا ما هي المشكلة التي تستدعي تدخلي من أجل خلق الحل المناسب.
في إعداد نموذج الأعمال "اللين كانفاس" نجد أن خانة المشاكل وخانة الحلول هما جوهر هذا النموذج، لأن خانة المشكلات تجعلني ببساطة أفهم ما هو "الألم " الذي يؤرق عملائي المحتملين. بينما خانة الحل، تجعلني أضع الحلول التي ينتظروها، وبذلك أضمن لهم تواجدها في منتجي أو خدمتي. لأن نجاحي بهذا الأمر يجعل مشروعي يبيع ذاتيًا دون الحاجة لحملات تسويق مبالغ فيها.
مثال على ذلك:
في برنامج شارك تانك مصر أطلت رائدة الأعمال " هند اليماني "صاحبة مشروع "country`s" الذي يقدم منتجات غذائية عضوية غير مصنعة أو محلاة. وحين بدأت عرضها التقديمي قالت قصتها الشخصية في محاربة السمنة، وكم المشكلات التي واجهتها فمثلا:
1. صعوبة فهم المكونات المكتوبة وكمية السعرات الحرارية على المنتجات المتاحة بالسوق.
2. المنتجات المتاحة في السوق مملة ومذاقها سيء
3. المنتجات المتاحة قد تناسب بعض الحميات دون أخرى.
4. الوجبات الصحية بحاجة لوقت طويل للتحضير
وهذا ما دفعها للبحث عن الحلول، فكل مشكلة من المشكلات التي تحدثت عنها في العرض، قدمت لها الحل المناسب فجعلت منتجها يوفر:
1. معلومات واضحة وسهلة الفهم.
2. طعام صحي ومذاق لذيذ.
3. منتج مناسب للجميع بغض النظر عن قيامهم باتباع حمية معينة أو لا.
4. وفرت وجبات صحية جاهزة للأكل، دون حاجة للتحضر.
هند كانت مصيبة في انتقاء المشكلات التي تحدثت عنها، والحلول التي وضعتها، هي لم تقول أن منتجاتها تساعد على خفض الوزن ولكنها تحدثت عن مشكلة الفئة المهتمة بتحسين صحتها، فلم تختار الوزن الزائد كمشكلة وتقدم منتجها على أنه الحل؛ وإنما اختارت الصعوبات التي تواجهنا أثناء اتباع حمية، أو أثناء اهتمامنا بالغذاء الصحي.
إن الوضوح الذي تحدثت به "هند" عن مشكلات عملائها، والحلول التي تقدمها أقنع لجنة التحكيم بأهمية مشروعها وقدموا لها خمس عروض سخية.
أحياناً لا يدرك العميل مشكلته الحقيقية وهذا يجعله يختار حلولًا غير مناسبة، مثل المريض الذي تم تشخيص حالته بشكل خاطئ و أدى ذلك لنتائج سلبية . في هذه الحالة يكون العميل في "السوق البارد" الذي لن يشتري مني بسهولة؛ إلا إذا استطعت اقناعه بمشكلته الحقيقية، و أخبرته بالحلول التي أقدمها، ومدى تأثيرها الإيجابي لحل مشكلته . فمثلاً حين تطرقت "هند" لبند المعلومات المكتوبة بطريقة صعبة الفهم ، هي وضحت للعميل أن المشكلة في المنتج وليست في ثقافته أو في وعيه ووضعت له البديل في الحل الذي تقدمه.
ولكن ما هي المشكلات التي قد يواجهها العميل في المنتجات والخدمات، وهل يمكن حصرها ؟
التعليقات