من لا يعرف جيف بيزوس سيكون حتما قد سمع به أو سمع بشركته الضخمة أمازون، التي تعتبر من أكبر وأنجح الشركات في العالم، وقصة نشأتها لطالما كانت محفزة وملهمة للكثيرين، وأنا منهم! فشركة أمازون تأسست حوالي سنة 1994 من طرف بيزوس الذي كان يعمل في مجال الاستثمار المصرفي، وقبل أن يدخل جيف مجال التجارة الإلكترونية من أوسع الأبواب كان فد انطلق في بيع الكتب عبر الإنترنت من منزله، وما يعجبني في هذه القصة هو اختيار الاسم الذي يكون عادة أمرا صعبا للغاية وقد يطول في العديد من الحالات، فقد اختار اسم أمازون لأنه يبدأ بحرف الألف ويشير إلى نهر الأمازون، لكن الذي يخفيه الكثيرون هو أن أمازون كانت تخسر الكثير من الأموال نتيجة لاستثمارها في البنية التحتية وتوسعها في الأسواق الجديدة، أغلب المحللين آنذاك توقعوا فشلها وانهيارها بسبب استراتيجيتها الخاطئة في نظرهم، لكن الحقيقة والواقع كان مخالفا تماما للتوقعات، فبيزوس كان يؤمن برؤيته الطويلة الأمد، ومن رأيي أنه اهتم أكثر بمدى رضى العملاء وهذا هو السبب في نجاة أمازون من شبح الانهيار سنة 2000 م تقريبا، لتبدأ حسب تحليلي مرحلة التريليون دولار في العشرية الجديدة من خلال استمرارها في دعم الإبتكار والتنويع في منتجاتها وخدماتها، واليوم لم تصبح أمازون متجرا إلكترونيا فحسب، بل أضحت شركة رائدة في العديد من المجالات، فقد نجحت أمازون في التغلب على التحديات والتحول إلى واحدة من أكبر وأنجح الشركات في العالم، لهذا يجب أن نستلهم من دروس النجاح التي تشمل تحمل المخاطر بشكل ذكي والتركيز على الابتكار وتنويع المنتجات والخدمات، واستخدام التكنولوجيا في تحسين تجربة العملاء لمواجهة المخاطر في بدايات مشاريعنا، لهذا يجب وضع رؤية واضحة والتركيز أكثر على رضا العملاء، والابتكار المستمر، وتحمل المخاطر بشكل استراتيجي، ما رأيكم في قصة نجاح أمازون وما هي النقاط التي يجب أن نركز عليها ببداية مشروعنا لنضمن النجاح كما فعلت أمازون؟
أمازون، كيف أصبحت وحش التجارة الإلكترونية وسيطرت على اقتصاد العالم؟
نجاح أمازون لديه أسباب كثيرة، لنبدأها من أمازون استراتيجيتها الرائدة في تقديم تشكيلة واسعة من المنتجات، وخدمة العملاء الممتازة، وشبكة توزيعها الكبيرة، لطن الشيء الأبرز هو استفادتها من التحول الرقمي وزيادة الاعتماد على التسوق عبر الإنترنت أعتقد أنه العامل الأبرز الذي ساهم في تعزيز تأثيرها على الاقتصاد العالمي.
وخدمة العملاء الممتازة،
هذه حقيقة عن أكثر من تجربة وآخر تجربة لي هي أني اتصلت بخدمة العملاء كي يأتي أحد المناديب ليتسلم المبلغ مني( وصل المنتج وحدث خطأ نتيجة طريقة الدفع عند التسليم)فاتصلت بخدمة العملاء وشرحت لهم الموقف بإني لدي منتج لم يحصلون ثمنه فماذا أفعل؟! كان الجواب أن أحتفظ بالمنتج هدية لي من أمازون!!! هذا غير المتابعة على المرتجعات وصدقهم فيما يقولون وحرصهم الشديد على تقديم تجربة ممتازة الصراحة.
فرق عظيم بين خدمة عملائهم وخدمة العملاء العمومية لبعص شركاتنا العربية هنا!! فرق شاسع حقا ومهول، لهذا لست متفاجئا من تجربتك مع خدمة العملاء في أمازون فهي في النهاية كانت إيجابية ومرضية لأن كل تركيزهم منصبّ على تقديم تجربة ممتازة للعملاء وتقديم المساعدة في حالة حدوث خطأ بشكل يعكس الاهتمام برضا الزبائن. يمكن أن تكون هذه الحالة تعبيرا عن سعيهم للحفاظ على رضا العملاء وتقديم حل يلبي احتياجاتهم.
بالتأكيد أخ ياسر فتحقيق أمازون لهذا النجاح يعزى إلى مجموعة من العوامل كتنوع تشكيلة منتجاتها وانفرادها في السوق فهي كانت نن الأوائل كذلك تركيزها على تحسين خدمة العملاء، وبناء شبكة توزيع فعّالة فهذه عناصر أساسية في استراتيجيتها المنتهجة. بالإضافة إلى ذلك، استفادت أمازون بشكل كبير من التحول الرقمي والارتفاع الملحوظ في التسوق عبر الإنترنت، مما ساهم في تعزيز تأثيرها وتوسيع نطاق تأثيرها على الاقتصاد العالمي.
هو اختيار الاسم الذي يكون عادة أمرا صعبا للغاية وقد يطول في العديد من الحالات.
أعجبتني أيضا الطريقة التي اختار على اساسها الاسم، فكون امازون هو اكبر انهار العالم كانت اشارة لشركته والمنتجات التي يقدمها بكونها لا حصر لها، هو أراد عمل اسم تجاري لأنه يعلم أهمية الاسم في عالمنا، كان قد ضرب مثال بماكدونالدز عندما قال أن الجميع حاول تقليدها ولكنها مازالت محافظة على قوتها وشراء الناس منها ليس بسبب المنتج أو الخدمة ولا الجودة فقط بسبب الاسم لأنه ماكدونالدز، وهو استطاع أن يصنع لنفسه هذا الاسم فلا يهم عدد الشركات التي تنافس أو تحاول التقليد لأن صنع لنفسه اسم والناس تشترى لهذا الاسم، لذا دائما أرى أن نجاح أي مشروع أو فكرة تعتمد على صنع اسم لها وهوية، فتستطيع جعل الناس تهتم بخدماتك ومنتجاتك فقط لاسمها.
لم يكن Amazon هو أول اسم خطر على بال بيزوس يا رنا بل قد اختار اسماً آخر في البداية (Cadabra) غير أن المحامي الذي يعمل معه أخطأ في نطق الإسم ونطقه (cadaver) وهو يعني جيفة أو جثة فصدم ذلك بيزوس وعلم إن الاسم غريب وثقيل في النطقعلى الناس وغير سلس وهة ما يخالف الاحترافية في اختيار اسماءء الشركات فوقع اختياره على أمازون وهو كما قلت سلس جداً ويشعر بضخامة الشركة وعملقتها....
الكثيرون يتغاضون عن أهمية ذلك مع الأسف، ولا يراعوت أهمية اختيار اسم قوي وفعّال فهذا الأخير يلعب دورا كبيرا في جذب الانتباه وبناء الهوية التجارية، بخصوص الأمثلة التي طرحتها وجدتها تبرز أهمية تكوين هوية تميز الشركة ومنتجاتها في ذهن العملاء. كأن تكون الأسماء ذكية ومعبرة عن قيم ورؤية العلامة التجارية فهي أداة فعّالة في بناء التفاعل والولاء من قبل الجمهور.
لهذا يجب وضع رؤية واضحة
الكثير من المشاريع تنجح رغم غياب الرؤية الواضحة فيها، مثلا المشاريع والأفكار الجديدة التي ليس لها سوق من الصعب في مثل هذه المشاريع أن تكون لدينا رؤية واضحة في التخطيط والاستهداف واستراتيجيات التسويق المناسبة وغيرها من الأمور، لكن الابتكار هو المفتاح في النجاح وكذلك الاستمرارية على التحسين والتطوير وعدم الوقوف أمام أول حاجز.
ما رأيكم في قصة نجاح أمازون وما هي النقاط التي يجب أن نركز عليها ببداية مشروعنا لنضمن النجاح كما فعلت أمازون؟
في قصة أمازون هناك العديد من النقاط التي يكون من الجيد تسليط الضوء عليها واتباعها في مشاريعنا لتنجح منها:
أمازون اعتمدت دائمًا على تلبية احتياجات ورغبات الزبائن. افهم جيداً جمهورك المستهدف وسعِ في تقديم قيمة لهم. التجديد وابتكار الحلول. أمازون قامت بتوسيع نطاق عملها من خلال إضافة خدمات جديدة وابتكارات تقنية.
- استغلال التكنولوجيا بشكل فعّال تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي ساهمت في تحسين عمليات أمازون وتجربة المستخدم.
- بناء سمعة قوية من خلال التركيز على الجودة.
- التفكير في التوسع على مستوى دولي أمازون بنت استراتيجيتها على التوسع العالمي.
- استخدم البيانات بشكل فعّال لفهم سلوك الزبائن واتخاذ قرارات مستندة إلى الحقائق.
- القدرة على التكيف مع التغييرات في السوق والتكنولوجيا، القدرة على التكيف كانت جزء مهم في نجاح أمازون.
- الاستثمار في الموظفين، عملت أمازون على الاستثمار في الموظفين من ناحية تطويرهم وتعليمهم وحتى التدريبات المتنوعة.
قد تنجح وقد لا تنجح، هذا أمر مفروغ منه فهذه الاستراتيجية ليست كلمة السر قي عالم المال والأعمال توجد عوامل كثيرة هي التي تتحكم في كل هذه الأمور، منها المعلن ومنها السري وما كلامنا إلا تحليل ووجهات نظر قد تصح وقد تكون خاطئة تماما فالنقاط التي أشرت إليها هي في الظاهر عناصر رئيسية في استراتيجيتها التي أدت إلى نجاحها، لكن لضمان نجاح أي مشروع يجب أن نركز على تحديد جمهورنا المستهدف وتلبية احتياجاتهم بشكل فعّال، والابتكار في تقديم القيمة، واستخدام التكنولوجيا بشكل ذكي، والاستثمار في جودة المنتج أو الخدمة، بالإضافة إلى التفكير في التوسع الدولي واستخدام البيانات لفهم الزبائن كما فعلت أمازون وغيرها، كما يجب علينا أن نكون قادرين على التكيف مع التغييرات والاستثمار في تطوير وتدريب فريق العمل.
أعتقد ان ما تسبب في نجاة أمازون ليس فقط توسعها وحرصها على رضا العملاء لكن التحول الرقمي وتطور تكنولوجيا التصفح والشراء الإلكتروني وجودة المنتج المقدم وخدمة ما بعد البيع المميزة
ظني أن أساليب النجاح أيامها لم تعد متاحه في عصرنا هذا، فالمال وحده لم يعد واحد من أسباب النجاح الوحيدة حتى يصمد مشروعك، ولا الفكرة بذاتها
يجب دمج الكثير من الاشياء كفكرة متينه لم تتكر، رأس المال، التسويق الجيد والمبيعات الجيدة والصبر في عدم نيل ماتريده في السنوات الاولى وهكذا.
نصحية أيضاً لرواد الأعمال العرب، صار كل شئ ممكنا الآن إذا اردت ان تقلد مشروع مثل امازون بمجرد قول انها عربي ١٠٠٪، وسينجح المشروع حتما، شيٌ كهذا لم يكن متاحا من عام أو عشرين عاماً
صحيح، ففي عصرنا الحالي، يشتمل النجاح على عدة عوامل متكاملة، وليس فقط على الرأسمال والفكرة بحد ذاتها. الجمع بين رأس المال، والتسويق الفعّال، والمبيعات الجادة، والصبر في بناء النجاح يعد مهمة حيوية. التنوع والابتكار في جميع جوانب الأعمال يمثلان السبيل الأمثل للتفوق.
أما بالنسبة لرواد الأعمال العرب، فالتحول الرقمي وتوسع الفرص يعني أن الابتكار والجهد الشخصي يمكّنان من تحقيق النجاح. لكن التمييز وتقديم قيمة فعّالة يظلان مهمين، ولا يكفي أن يكون المشروع مجرد نسخة من آخر نموذج ناجح.
بالرغم من ذلك أغلب المشاريع الناجحة في دولنا هي مقلدة هي أفكار تم تجسيدها بالفعل في السابق في دول متقدمة، لكن المهم هو فعاليتها وحلها لمشكلات في واقعنا ومجتمعنا أهم بكثير من الحديث عن التقليد.
تشمل تحمل المخاطر بشكل ذكي والتركيز على الابتكار وتنويع المنتجات والخدمات،
بالنسبة لي هذه الجملة هي قصة نجاح أمازون مع الرؤية طويلة المدى لجيف بيزوس، فعقلية التعامل مع المخاطر على أنها قد تصبح سبب أكبر مكاسب هي عقلية مرونة وابتكار، وهذا طبيعي في حالة جيف كونه دارس جيد لتقلبات السوق واحتياجات الناس والاسثمار، جعله ينجح في معظم مشروعاته، وحتى المشروعات الفاشلة هو يعرف جيدًا شأنه شأن جميع المستثمرين أن الفشل أمر طبيعي بل ومهم لمبدا التجربة والابتكار. في كتابه "سيكولوجية المال" تناول مورجان هاوسل سياسة جيف بيزوس في الاستثمار تحديدًا، كونها من أفضل الطرق، بذكره مثلًا منصة أمازون برايم، هذه كانت أحدى "مشروعات الذيول" في وجهة نظره، أي المشروعات التي قد تجني مالًا وقد لا تجني أي شيء وفي الحالتين لم يخسر شيئًا، لتعود عليه المنصة بأرباح لا مثيل لها وتصبح من أهم مشروعات الشركة. في رأيي أهم نقاط نحتاجها في بداية أي مشروع هي الرؤية والصبر وتقبل الفشل، وهذا بالطبع لن يأتي إلا بالتعلم من الأمثلة السابقة كجيف بيزوس وأمثاله.
أغلب روّاد الأعمال الذين سمعتُ قصص نجاحهم هم أولئك الذين آمنوا بفكرة لطالما اعتقد الآخرون أنّها غير صحيحة وفيها مخاطر عالية, فرائد الأعمال الناجح يملك رؤية قد لا يملكه سواه. ولذلك فهو غالبًا ما يقيّم ويزن الأفكار بالشكل الصحيح والرؤية الثاقبة وهو نفسه ما لفتني بقصّة الملهم جيف بيزوس. وأمّا النّقطة التي لفتنني فهي أنّ الأخير ركز على العملاء وهي من خلال خبرتي المتواضعة من أعظم الاستراتيجيات في تثبيث العلامة التجارية بوعي العملاء والزبائن. وهنا نصل إلى نقطة أخرى وهي أنّه على رائد الأعمال أن يضع نصب عينه عند تأسيس مشروعه الناشء أن يحقق الاستمرارية ثمّ يسعى لاحقًا لتحقيق النّمو.
التعليقات