جميع أنظمة هذا العالم تسير وفق قاعدة الصح والخطأ ولكن الأمر ليس كذلك في عالم الأعمال حيث تكون الأمور نسبيّة إلى حدٍّ كبير. فما تراه أنت كمستثمر محافظ يختلف عمّا يراه المستثمر المغامر. المستثمر المحافظ من جهة يسير وفق قاعدة 1+1= 2 وأمّا المستثمر المغامر لا يهتم بالقواعد بل بمقدار الرّبح الذي يحققه مهما كانت التكلفة.
فعلى سبيل المثال قد تختار كرائد أعمال الاستراتيجيات التسويقيّة المثبتة على مبدأ السير بجانب الحائط وأمّا منافسك فقد يفضّل ابتكار استراتيجية تسويقية جديدة واختبارها بالرغم من ارتفاع احتمال الفشل. ولكن كما يقول ريتشارد برانسون "النجاح يتطلب القفز في الهاوية والثقة بأنك ستتعلم كيفية الطيران في الطريق." من أمثلة الشركات التي اعتمدت على استراتيجية تسويقية مثبتة شركة Red Bull إلّا أنّها لم تحقّق النجاح المنشود. فريد بوول معروفة باعتمادها على استضافة الفعاليّات الرياضيّة كاستراتيجية تسويقية تهدف لبناء صورة قويّة لعلامتها التجارية. في العام 2012 واجهت الحملة الإعلانية للشركة "ريد بُل ستراتوس" وهي استضافة لحدث رياضي في الفضاء تحديات كبيرة حيث كان لها أثر محدود على التسويق على المدى الطويل ولم يكن لها تأثير مستديم على المبيعات. وهنا لا بد أن نطرح سؤال مهم : هل كان اتباع الشركة لسياسة تسويقية جديدة لينجح أكثر من اتباع سياسة مثبت نجاحها؟
آبل من ناحية أخرى معروفة بابتكارها واستحداثها لاستراتيجيات تسويقية جديدة لمنتجاتها. وفي كل سياسة تسويقية جديدة غالبًا ما تحقق (إن لم نقل دائمًا) نجاحًا باهرًا وملحوظًا. ففي العام 2017 أطلقت آبل منصتها ARKit التي تسمح بخوض المستخدمين تجربة افتراضية في استخدام منتجات آبل. ولا زالت تحقق هذه التقنية في ظل التحديثات التي تُدخلها عليها آبل دائمًا ، نتائجًا ملموسة على المبيعات.
ومن هنا، ماذا تختار كمستثمر: اتباع استراتيجيات تسويقية مثبت نجاحها أم ابتكار استراتيجية جديدة ذات مخاطر عالية؟
التعليقات