يقول أحد روّاد الأعمال "ريادة الأعمال هي أعظم تحدٍ للديكتاتورية، فهي تمنح الأفراد قوة تحديد مصيرهم الخاص وبناء مستقبل يتعدى قيود القمع." فهل ريادة الأعمال هي مفتاح الديكتاتوريّة؟ وهل هي الحل السحري للتعامل مع النّمط التسلّطي من المدراء؟

والآن إليكم إحدى سيناريوهات الدّيكتاتوريّة التي واجهتها منذ عدّة أعوام مع مديري السابق وفي خضم انطلاقتي المهنيّة. فقد كنتُ أعمل في قسم التسويق في إحدى الشركات النّاشئة وبما أنّني أثبتُت كفائتي فقد سلّمني مدير قسم التسويق مشروعًا لأعمل عليه وحدي وبدون سؤالي عن رأيي حول الموضوع بما أنّه صاحب السلطة الأوحد . بعد تسلّمي للمشروع عملتُ عليه لأكثر من 4 أشهر وقد كان مهّمًا بالنسبة لي لدرجة تحديد مصير مستقبلي المهني. ولكن، هيهات!

ف بعد انتهائي من المشروع سلّمته للمدير الذي لم يعطني أي تغذية راجعة وتجنّب الإدلاء بأيّة معلومات حول الهدف من المشروع بالنسبة للشركة. وفي النّهاية فقد نسب المشروع له ولم يكن لي أيّة رصيد ولو قيد أنملة في إنجاز العمل. هنا تيقّنت أنّ ما سمعته من باقي الموظّفين صحيح وهو أنّ مديري ديكتاتوري وهو ما بدا جليًّا من خلال:

  • تفرّده باتخاذ القرارات وعدم استشارة الآخرين
  • عدم إعطاء تغذية راجعة للموظفين
  • غياب الشفافية في أسلوب تعاطيه مع الموظّفين

حينها لم يكن عندي من الوعي ونتيجة صغر سنّي ما يساعدني على النّهوض بنفسي في الشركة والتعامل مع هذا الّنوع من المدراء. ولذلك فقد آثرتُ الاستقالة.

ومنذ بضعة أيام قرأتُ مقالًا على إحدى المواقع يتحدث عن ريادة الأعمال على أنّها الحل للتعامل مع نمط المديرين الديكتاتوري. وأمّا السبب؟ قيام ريادة الأعمال على تمكين الأفراد عبر إعطائهم القوّة وخلق ثقافة من الإبداع والابتكار داخل الشركات النّاشئة خاصةً. ولكن لم يتضّح لي إلى الآن هذا الرّابط الخفي بينهما.

وأنتم برأيكم، هل هناك حقًّا علاقة بين ريادة الأعمال ومواجهة المدير الديكتاتوري؟وإن كان نعم، ففسر لي ذلك أكثر؟ وما هي الحلول الأخرى للتعامل مع هذا النّمط؟