اذ أردت أن توظف شخص؛ هل ستوظف من يفتقر للخبرة ولكنه يمتلك الامكانيات التي تؤهله للعمل في شركتك أم من يتمتع بالخبرة؟

أتفق مع صديقك، حين تُمنح الفرصة لشخص له الامكانيات مع عدم وجود خبرة سابقة أفضل من الخبير الذي قد يكون حبيس دائرة معينة تخلوا من الابداعية والتجديد..

الفكرة أن الخبير في الأساس مُنحت له الفرص تباعا في السابق إلى ان تمكن وصار خبيرا، من نفس المنطلق فالحائز على القدرة في المجال سيجعل آخر همه هو المخاطرة فيما يجهل نتيجته لماذا؟ لأنه سيرى تمرسه مبنيّ على ما سيقدمه لك..

أتفق في أغلب ما ذكرته، فالموظف الذي يمتلك خبرة كبيرة يكون متشددا ومتعصبا نحو إستراتيجيته التي يعتمدها في العمل، أي أن لديه مقاومة للتغيير لا تجعله يبدع في البحث والتطوير من أسلوبه، أو التأقلم مع ظروف متغيرة في العمل، لكن الشيء الإيجابي هنا هو أن الموظف ذو الخبرة هو أقل عرضة للوقوع في الأخطاء أي أن نسبة وقوعه في الخطأ قليلة مقارنة بالموظف الذي بدأ لتوه في العمل.

الآن لنفترض بأنك لديك شركة وتمتلك الإمكانيات التي ستمح لك بتوظيف الموظفين، هل ستوظف شخصص يفتقر للخبرة لكنه يظهر القدرة بالمجال سيعمل به، أم أنك ستعبر هذا مخاطرة وستلجأ إلى موظف يمتلك الخبرة الكافية لتقلد الوظيفة ولماذا؟

على حسب المنصب الذي أبحث له عن موظفين، إن كان حساسا فسأستعين بموظف ذي خبرة، الباقي ليس لدي أي مانع في الاستعانة بأشخاص مبتدئين وتكوينهم وتعليمهم حتى يتكيفوا مع العمل وطبيعته.

يجيب علينا أولا عدم الربط بين الخبرة والسن لأن هذا الخلط شائع جدا بيننا بأن الشخص ذو خبرة هو في الغالب كبير في السن مقارنة بالذي لا يملك خبرة ولكن في الحقيقة يوجد الكثير من الطلاب حديثي التخرج من الجامعات ولديهم سجل حافل بالخبرات لأنهم كانوا يعملون جنبا لجنب مع الدراسة في مجال تخصصهم أو مجال آخر يؤهلهم لسوق العمل ولنقل الآن أنني صاحب عمل وجاء لي طالبان حديثي التخرج فأيهما سأختار الذي يمتلك الخبرة أم الذي بدونها؟ بكل تأكيد سأميل للطالب صاحب الخبرة لأنه يمتلك نفس المؤهلات بجانب خبرته السابقة فهو عمل على تأهيل نفسه بشكل أكبر.

ولنعطي مثالا آخر على أهمية الخبرة حسب مقالة بعنوان " أهمية الخبرة العملية" تأليف عدة مختصين بمجال الاقتصاد وسأرفقها في نهاية التعليق.

المثال هو على الخبرة المكتسبة خلال التطور الوظيفي لعامل لحام في إلمانيا فهو في البداية خبرته تكون بسيطة حسب مهام عمله ومن ثم لو ترقى ليكون مشرف صيانة فهنا سيكون اكتب مهارات جديدة وخبرة أكثر من عامل اللحام العادي بنسبة 33% ومن ثم الترقي القادم سيكون مدير إنتاج فستكون خبرته أعلى بنسبة 47% لأن كل تدرج وظيفي يحتاج المزيد من الخبرات وبالتالي مهارات جديدة ويمكنك تطبيق هذا المثال على غالبية الوظائف لأن هذا المنوذج يعد الأسهل للتدرج الوظيفي والخبرة المرادة لفهم العمل.

رأس المال البشري في سوق العمل: أهمية الخبرة العملية | McKinsey

دعني اخبرك يا صديقي عن قصة مع احد المدراء في شركة لانتاج وبيع اللحوم الحمراء والبيضاء ، اخبرني انه يوضف المبتدئين في المجال ومفاده ان الخبراء في المجال الذي يكون فيه البيع والشراء ورقم معاملات كبير غالبا ما يكونون خبراء في كل جوانب العمل ومنها كيفية السرقة واخفاء فواتير وتزويرها بطرق لا تخطر على البال. لذلك يفضل ان يوضف المبتدئين ويعلمهم كيف سيعملوا كما يريد المدير وليس كما يريد العامل او الموضف.

بعد انشاء شركتي فعلا واجهت هاد المشكل مع العمال مما دفعني للاستغناء عليهم وتوضيف ناس مبتدئة ومجتهدة.

المسلم الأخلاقي في التوظيف يعطي الأولوية لذوي الكفاءات المحتاجين للعمل فعلا .

من تجربتي، أحب أن أكون باب رزق لغيري .. لهذا إن كان الموضوع أو العمل تكفيني منه نتيجة 5/10 فسأوظف شخصا أعرفه، بمهاراته الضعيفة، أما إن كان العمل يحتاجُ احترافيةً 9/10

فسأعتذر للشخص القريب المبتدئ، وأوظف الأكفاء .

ماهو معيار الكفاءة والإحترافية لديك؟

إذا كان لدي شركة سأفضل أن أتعامل بفكر دبلوماسي، ففي النهاية كلنا يعرف أن الخبرة مهمة جدًا في عالم الأعمال، وأن أي شركة تحتاج إلى الخبرة والمعرفة ليس في المجال فقط بل بطبيعة السوق والتنافسية والأهداف التي على الشركة الوصول إليها وكيفية تحقيق هذه الأهداف، وبالطبع فإنّ الموظفين الذين لا يمتلكون أي خبرة في مجال العمل بالفعل يعدون مخاطرة كبيرة.

من الأفضل أن يكون المدراء ذوي خبرة، وأن يكون الموظفون بين الذين يمتلكون الخبرة والذين يفتقرون إليها، ولكني سأجعل اقتراح الأفكار الجديدة والإبداع في إنجاز العمل ركن من أركان قيام شركتي لأفسح للمبدعين أن ينطلقوا وأوقف الروتين المقلق عند ذوي الخبرة وأكبحه، حيث سيكون هناك اجتماع شهري مباشر مع الجميع بعد مجموعة اجتماعات مصغرة وروتينية بينهم.

سأختار توظيف من يمتلك الخبرة اللازمة للمشروع، خاصة إذا كان العمل الذي أريد إنجازه في غاية الحساسية وقد يتعرض للتخريب وعدم الكفاءة، أتحدث بصفة خاصة عن المشاريع التقنية التي تتطلب حجما كبيرا من الخبرة وأي خطأ قد يحدث قد يتسبب في عطل في النظام.