في عالم الأعمال ما اكتشفته أنه قد لا يكفي أن أكون ذكيا وموهوبا ومتخصصا في مجالي فقط بل يجب أن امتلك مهارات شخصية واجتماعية تمكنني من التعامل مع الآخرين بفعالية وإنجاز أهدافي بنجاح من بين هذه المهارات توجد مهارة تسمى الذكاء العاطفي، وهو القدرة على التعرف على مشاعر الذات والآخرين وإدارتها بشكل فعال. لمست أثر الذكاء العاطفي في الشركات الناشئة من خلال أحد المقاولين الذي سرد قصته وبداياته في إدارة فريقه المصغر وكيف كان لهذه المهارة الدور الكبير في تحسين التواصل والتعاون بين أعضاء فريقه وشركائه ومختلف عملائه. لها دور في قليل التوتر والصراعات وتزيد الثقة والولاء وتُنمّي الإبداع والابتكار والمرونة في مواجهة التحديات والفرص. السؤال الأخير والرئيسي الذي طرحته عليه هو كيف كان أثر الذكاء العاطفي على اتخاذ قراراته؟ لا شك أننا أثناء اتخاذ القرارات نعمل على تحديد خيار من بين خيارات متعددة، بناء على المعلومات المتوفرة لدينا وكذلك أهدافنا المحددة أما حينما نتحدث عن شركة ناشئة، يجب أن يكون صاحب القرار قادرا على اتخاذ قرارات سريعة وصائبة في ظروف متغيرة وغير مؤكدة، وهنا برأيي يكمن دور الذكاء العاطفي في التمييز بين المشاعر المفيدة والضارة، والتحكم فيها فعلى سبيل المثال إذا كان يشعر بالخوف أو الغضب أو التوتر، فقد تؤثر هذه المشاعر سلبا على قدرته على التفكير بوضوح وانطلاقية ونفس الأمر إذا كان يشعر بالثقة أو السعادة أو الحماس، فقد تؤثر هذه المشاعر إيجابا على قدرته على التحليل والابتكار، كذلك من خلال فهم مشاعر الآخرين واتخاذ القرار الصائب بناء على ذلك، وأنتم ما رأيكم؟ هل تمتلكون مهارة الذكاء العاطفي ومتى وكيف تستخدمونها؟
ما هي العلاقة بين الذكاء العاطفي والقدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات بالنسبة لرواد الأعمال؟
إذا كان يشعر بالثقة أو السعادة أو الحماس، فقد تؤثر هذه المشاعر إيجابا على قدرته على التحليل والابتكار.
طرحك جميل جداً لموضوع مثل هذا يحتمل جوانب متعددة من النقاش، لكن لعلنا لا نتفق في هذه النقطة تحديداً لأن شعور الثقة والحماس يدفعنا إلى قرارات نندم عليها في وقت لاحق. فعلى سبيل المثال، لو أنه قرر في لحظة حماس زائد زيادة رواتب الموظفين بشكل غير مدروس فإن ذلك سيؤثر سلباً على مستقبل الشركة الناشئة واستمرارية عملها.
لذلك قالوا قديماً لا تعط وعداً وأنت سعيد ولا تتخذ قراراً وأنت غاضب.
فبالاضافة إلى الذكاء العاطفي، كان ضرورياً أن نتحكم بانفعالاتنا ومشاعرنا وضبطها بما يتناسب مع المواقف المختلفة حتى لا نقع في مشاكل بسبب تلك الانفعالات سواء على المستوى القريب والبعيد.
فبالاضافة إلى الذكاء العاطفي، كان ضرورياً أن نتحكم بانفعالاتنا ومشاعرنا وضبطها بما يتناسب مع المواقف المختلفة حتى لا نقع في مشاكل بسبب تلك الانفعالات سواء على المستوى القريب والبعيد.
الذكاء العاطفي في حد ذاته يعني أن نتحكم بانفعالاتنا ومشاعرنا من الأساس، فالمبالغة هنا يعني أن الشخص لا يتحكم في نفسه وفي قراراته ما يتعارض برأيي مع الذكاء العاطفي.
لذلك قالوا قديماً لا تعط وعداً وأنت سعيد ولا تتخذ قراراً وأنت غاضب
هذا أمر صحيح لكن ما رأيك متى يجب أن نتخذ القرار الصحيح؟
لكن ما رأيك متى يجب أن نتخذ القرار الصحيح؟
يمكن من تجربتي أن أفضل وقت لاتخاذ القرارات يكون في أوقات حيادية المشاعر فلا غضب يشتتك ولا فرح يخدعك.
أحيانا يقوم المرء باتخاذ قراراته وهو في قمة غضبه لكنها تخرج صحيحة، أحيانا أيضا يكون متوترا ومشتتا وذلك التوتر يجعله يتخذ قرارا بسرعة فيكون صائبا وكأنه دافع وحافز يحرك الإنسان ليقرر ويتخلص من ذلك العبئ الكبير، أحيانا يأخذ الإنسان وقتا طويلا وهو مرتاح البال لكنه لا يقرر القرار الصائب فيتخبط بين العديد من القرارات! ما تفسيرك؟
ما تفسيرك؟
لربما كان ذلك مبنياً على أساس التفاوت بين الأفراد والفوق الطبيعية الموجودة بينهم.
ولا يمكننا تعميم حالة بعينها على مجمل الحالات، فلكل واحد تجربته الخاصة التي قد تتغير إذا مر بمواقف تختلف.
طرحك جميل محمد نذير.. وهنا أريد أن ألتفت إلى الآتي وهو : العلاقة بين الذكاء العاطفي والقدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات بالنسبة لرواد الأعمال هي علاقة طردية، الذكي عاطفياً يقلب الأمور إلى صالحه دائماً، حتى في أسوأ الظروف، تكون له اليد العليا في السيطرة على القرارات. وهذه من المهارات الناعمة أو ال soft skills التي من شأنها اختصار الكثير من الوقت، الجهد، والخسارة عليك خاصة بالنسبة لرواد الأعمال، بما أنهم المعنيّون في هذا الطرح
أعتقد أنني أمتلك مستوى جيد من الذكاء العاطفي، فأنا قادر على التعرف على مشاعري والتحكم فيها بشكل مناسب، وأنا أحترم مشاعر الآخرين وأحاول فهمها والتفاعل معها بإيجابية. أنا أستخدم هذه المهارة في تحسين علاقاتي مع الأصدقاء والزملاء والعملاء، فأنا أحب التواصل مع الناس والتعلم منهم والتعاون معهم. أنا أستخدم هذه المهارة أيضا في تطوير نفسي وزيادة ثقتي بقدراتي، فأنا أحب التحديات والابتكارات، وأحب تجربة أشياء جديدة ومختلفة.
بحسب العديد من الأصدقاء والزملاء الذين عملتُ معهم، تأكدتُ أنني بالفعل أمتلك هذه المهارة، ومع أنني أستطيع التركيز في المحيط وفهم مشاعر الآخرين وتقبلها والتعامل معها بإنسانية، إلا أن وقت اتخاذ قرار مصيري في شركة أو فريق عمل سيكون مختلفًا، وهذا لا يعني أنني لن آخذ مشاعر الآخرين وأفكارهم وتفضيلاتهم في الحسبان، بل سأضعها، وسأضع معها المعطيات من حولي، وما يتوجب علي فعله.
أحيانًا سيكون التعاطف مع الآخرين وتلبية رغباتهم قوة للعلاقة التي تربط بهم سواء أكان ذلك على المستوى الشخصي أو في بيئة عمل، ولكن أحيانًا سيكون عليك أن تقدرهم بالكلام وتشكرهم أو تعتذر لهم بشكل لبق، وبالطبع ستسلك ما فيه تلبية للمصلحة العامة، أو ما تفرضه عليه مبادئؤك والمنطق في الحياة، في النهاية الأمر يعتمد على الموقف.
اتخاذ القرار دوما ما كنا نقول بأنه لا يجب أن نتخذ قرارا ونحن غاضبون إلى غير ذلك، لكن الواقع مختلف، أعتقد ان أغلب قراراتتا نتخذها ونحن منزعجون فنحن دوما ما كنا نؤجل اتخاذ القرار لأننا غير مستعدون له، فيأتي الغضب، التوتر والقلق وضيق الوقت ليسرّع الأمر ويجبرنا على اتخاذ القرار والتضحية بكل شيء فقط لنتخلص من ذلك الشعور أي شعور التأنيب بأننا لم نبادر في اتخاذ القرار.
كلامك صحيح، لكن امتلاك مهارة الذكاء العاطفي هي ما ستجعلك تعرف نفسك أيضًا؛ لأنك ستمارس مهارتك على نفسك، ستعرف تمامًا أنك قلق، وأن عليك اتخاذ القرار، ولكن في الوقت نفسه ستعي أنك مسؤول سواء أكان عن نفسك أو عملك أو فريقك أو حتى شركتك، وهنا ستعرف أن عليك التوقف قليلًا، وأخذ نفس عمق، ثم الجلوس على طاولتك الفكرية الخاصة لأخذ كل المعطيات في الحسبان والوصول إلى قرار صائب، لن تكون بطيئًا في ذلك لأن الأمر لن يحتمل أحيانًا، لكنك ستتمهل لأن التهور يمكن أن يجعل تخسر الكثير.
حسنا فهمتك لكن لنكن منطقيين وحياديين، ألم يكن التوتر أحيانا دافعا لنا لاتخاذ القرار الصائب بينما حينما كنا نتريث في الحقيقة كنا نتخبط كي نتخذ قرارا واحدا لأننا كنا ندرس الخيارات ونكيل فيها مما يخلق التشتت، بينما ذلك التوتر كان له دور في تخليصنا من عناء الاختيار.
أنا مؤمنة بأن الذكاء العاطفي موجود بالفطرة لدى البعض، وبعضهم يكتسبونه في حياتهم. ولكن في كل الظروف إنه مهارة تتطلب التطوير الدائم، ويمكن للشخص تطوير مهارة الذكاء العاطفي لديه عن طريق تطبيقه بخطوات عملية كالتالي:
- الانصات الفعّال للآخرين ومحاولة فهمهم.
- التعاطف معهم وفهم مشاعرهم.
- الحزم والوضوح في توصيل المشاعر والاحتياجات الشخصية.
- عدم إصدار الأحكام.
- التفكير بالكلام قبل النطق به.
- توقع رد فعل الطرف الآخر.
- عدم أخذ الأمور بشكل شخصي.
التفكير بالكلام قبل النطق به
جربت ذلك من قبل؛ ألا يخلق لك هذا مشكلة!! لا أطيق التفكير بتلك الطريقة أحيانا أسعر بأنني أصارع عقلي ونفسي من الداخل، خاصة في المواقف الرسمية أين كل كلمة سيكون لها حساب ويُحسب لها ألف حساب.
لقد فادني موضوع الذكاء العاطفي في حياتي المهنية بشكل كبير. فقد صرتُ أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين رغم الاختلافات التي تكون موجودة أحيانًا ويكون هذا الأمر نتيجة الحصول على فهم أكبر للآخر والقدرة على التعبير عن المشاعر بطلاقة. وهذه المهارة في التعامل مع الآخرين ساعدتني بدورها في حل المشكلات ببراعة وفطنة . وأمّا الأهم فإنّ الذكاء العاطفي أعطاني القدرة على التكيف ومواجهة التغيير وذلك عبر إدارة الضغوطات الناجمة عن التغيير بفعالية أكبر.فمنذ مدّة مثلا اضطررنا في عملي للانتقال بشكل مفاجأ من منطقة إلى أخرى نتيجة ظروف أمنية طارئة. لأكن منطقيّة: كان التغيير تحدّيا وليس صعوبة وحمدًالله فقد واجهتها بقوّة بالرغم من أنّها كانت تتطلب نقل الكثير من الأغراض وتحضير البيئة الجديدة للعمل. فمن جهة أخرى ساعدني الذكاء العاطفي في بناء علاقات أقوى مع أعضاء الفريق وهو ما سهّل عملية الانتقال من مكان إلى آخر وذلك نتيجة تكاتف الجهود.
رغم الاختلافات التي تكون موجودة أحيانًا ويكون هذا الأمر نتيجة الحصول على فهم أكبر للآخر والقدرة على التعبير عن المشاعر بطلاقة.
صحيح الاختلافات لا يمكن أن نقصيها من حياتنا سواء الشخصية أو العملية، الذكاء العاطفي بالنسبة لي لا يعني التحدث بالمشاعر بطلاقة كما ذكرت، فكيف قمن بربطهما ببعضهما البعض، أعتقد أنه يوجد فرق كبير بينهما. كما أنني لا أشجع على التعبير بالمشاعر بطلاقة خاصة ونحن في بيئة عمل.
التعليقات