خلال اشتداد وباء كورونا وكمعلّمة ومربيّة صف، نظّمت نشاطًا داخل الصف يقوم من خلاله المتعلمين بصناعة الكمّامة الخاصّة بهم وهو ما يشجّعهم على الحفاظ على اتّباع الإجراءات الوقائيّة الضروريّة. أحضرت حينها مجموعة أقمشة ملوّنة وعليها رسومات أطفال وربطات مطاطيّة. وما كان من كل تلميذ إلّا أن اختار القماشة التي تناسبه وربطها بشريط مطّاطي ليرتديها فور انتهائه. فقط لو ترون حجم السعادة التي اعترتهم حينها!

وحين أخبرت منسّقة اللغات بالأمر، وهي حائزة أيضا على شهادة في علم النفس، كان ردّها حينها بسيطًا " نحن نسعد جدّا باستخدام الأشياء التي يكون لنا اليد في صناعتها." قمت حينها بالبحث عن إسم لهذه الظاهرة فوجدت مصطلح "تأثير إيكيا".

يعود أصل هذه التسمية لشركة الأثاث السويدية الشهيرة إيكيا التي تقوم، وخلافا لطرق البيع التقليديّة، بوضع منتجاتها على شكل قطع على أن يقوم العميل بتركيبها بنفسه وهو ما يضيف متعةً على عمليّة استخدام المنتج. يعني ما تقوم الشركة بتعزيزه من خلال هذه الاستراتيجيّة، الارتباط العاطفي بالمنتج وهو ما يؤسّس لعلاقة مستقبليّة متينة إذ أنّنا غالِبا ما نقوم بخيارات تلقائية نتيجة إثارتها فينا لسعادة ماضية تعود مجدّدا من خلال اختيار ثاني.

ومن منّا لا يتذكّر تجربته مع أحذية السنيكرز Sneakers التي أضفت سعادة إلى كلّ منزل. فبدل ارتداء الحذاء كما هو وبنفس المظهر والشرائط، تمنحنا شركة سنيكرز الحريّة باختيار الشرائط المناسبة لأذواقنا وخياراتنا. .ومن منّا أيضا لم ير أفلامًا كوريّة يذهب فيها بطل الفيلم إلى مطعم شعبي ويتوسّط مائدته عيّنة غاز صغيرة يقوم من خلالها بطهي الطعّام بنفسه بعد أن يضع له النادل المقادير. هل لاحظتم مقدار السعادة والبِشر التي تظهر على ملامح وجهه؟

ومن هنا وبرأيكم، ما إيجابيات اعتماد تأثير إيكيا في التسويق؟ وما هي سلبيّاتها أيضا؟