منذ فترة تابعت ندوة في مجال ريادة الأعمال تتحدث عن كيفيّة إطلاق المشاريع من الألف إلى الياء. وبما أنّني دائمًا ما أسجّل الأسئلة الجدلية التي لا أجد لها جوابا فقد سجّلت حينها سؤال المدرب الأساسي للدورة وهو : هل أنت من تجد الفرص أم أنّها هي من تجدك؟ فكّرت مليّا بالسؤال إلاّ أنّني لم أجد جوابا حتميّا إذ أنّني أمشي حسب التيّار أي لا مشكلة عندي بكلا الأسلوبين طالما أنّها تحقّق لي ما أريد من أهداف.

ولكن وبنفس الوقت أتّفق مع إحدى الأقوال في عالم الأعمال وهي أنّ الفرص تُخلق لا تُكتشف وهو أمر حقيقي بالفعل إذ أنّنا وكما قلنا مسبقا فإنّ المشاريع هي أفكار والأفكار تنطلق من خلال مشكلة ولكي نحل مشكلة فنحن نحتاج إلى الإبداع في طرحها. وهنا استلفتني مثال حول الاختراع الثوري للشبكة العنكبوتية (الإنترنت ) بحيث أنّه لم يرتكز على أي معلومات مسبقة وإنّما من خلال الإبداع في خلق فكرة من خلال جمع متغيّرات مختلفة. وقد عمل الإنترنت منذ ذلك الحين على حل الكثير من المشكلات المتعلّقة بحياة الأفراد. ولاحقا، تمّ استخدام الإنترنت من أجل تطوير تقنيات الذكاء الصناعي AI وهو ما يمكننا أن نسمّيه إنتهاز أو تفيّن الفرصة إذ أنّ الفرصة كانت موجودة لاستثمار وجود الإنترنت إلا أنّ تحويلها إلى فكرة عملية كانت تحتاج إلى مستثمر حقيقي. ومن الأمثلة الأخرى أيضا على خلق الفرص شركة تسلا Tesla التي وضعت أوّل سيّارة كهربائية في السوق في العام 2008 والتي تعمل على بطاريات الليثيوم.

إلاّ أنّ ما أثار حيرتي، وهو أمر مرتبط بمشروعي الذي أرغب في تحقيقه، هو أنّني كيف أعرف إذا ما كان عليّ أن أبتكر أو أنتهز الفرصة لمشروعي الناشىء؟ وأّيهما أكثر ربحيّة وفائدة؟ ففكرتني تتمحور حول تعليم اللغة الإنكليزية ضمن المنطقة التي أعيش فيها وقد انطلقت فكرتي من خلال ملاحظتي أنّ أولاد منطقتي يعانون من ضعف في هذا المجال.

ومن هنا وبرأيكم، متى علينا أن نخلق الفرصة كروّاد أعمال؟ ومتى علينا أن نجدها؟ وأيّ الأسلوبين أكثر فائدة؟