عندما نطرح مثل هكذا مواضيع أمام أصحاب الشركات على السوشيال ميديا أو أمام مجتمعاتهم الواقعية، فإنّ إجابتهم تجدها غالباً تنبع من منظور المدينة الفاضلة، وأنّهم لا يمارسون التمييز بين موظفٍ عن بُعد وآخر في المكتب، لكنّ حقيقة الأفعال لا الأقوال تجدها واضحة المعالم في فروقات التعويضات المالية التي يحصل عليها كلا النوعين من الموظّفين.
ربما تقول لي "لا" هذا غير صحيح، وهنا اسمح لي أن أؤكّد على نقطتي بمثال:
وجود موظّف أونلاين يعيش على سبيل المثال في تركيا ويقدّم خدماته لشركة ما، وموظف آخر يقدّم نفس الخدمات لكن يعيش في سوريا، من سيحظى هنا براتبٍ أعلى من قبل المدير؟ أتركُ لك الجواب.
ليس هذا وحسب بل إنّ الجانب الإنساني في التواصل وكمية المهام تجدها أيضاً بالغالب غير متكافئة، وكأنّ الموظف عن بُعد أشبه بآلة تنجز المهام. هذا لا يعني أنّ الموظّف في المكتب يعيش في راحة ودون ضغط، لكني هنا أناقش الفرق في التعامل وحسب (وبالتأكيد دون تعميم).
برأيكم هل حقاً يَعتبِر المدراء أنّ الموظفين عن بُعد هم درجة ثانية؟ أم أنّ الفروقات في الإنتاجية هي الأصل وراء ذلك التمييز؟
التعليقات