يقال أن أعظم سمتين للقائد هما التأثير والتكيف. ففي عصر يتسم بالإنقلابات المستمرة والتغيرات الجذرية يتمكن القائد من الإمساك بقوة بزمام شراعه والتكيف مع الأوضاع المستجدة مهما كلف الأمر. هذه المرونة المطلقة في استقبال المتغيرات تستدعي درجة عالية من التكيف والتي تسمى في العالم الاقتصادي":الحرباء الثقافية "

ففي عالم الأعمال مثلا كم من شركة رائدة أفل نجمها بسبب بقاءها في مكانها، ومقاومة الظروف بدلا من التكيف معها ومجارتها. وسنأخذ مثالا قويا هنا:

كانت "نوكيا" في قائمة الشركات المتصدرة لعالم الهواتف المحمولة. وفجأة، وبين ليلة وضحاها كما يقال، لم نعد نسمع بها والسبب؟

ببساطة لم تقم بمواكبة ثقافة التغيير وحافظت على أنماط المنتج الذي تقدمه بدون تحديث. أي أنها حافظت على طابعها التقليدي ورفضت الحداثة.

من جهة أخرى ، هناك من يتمسك بالطابع الثقافي وخصوصية الأعمال لأن الهوية الثقافية لأي كيان هي الأهم. ولا يمكن رفض هذه الفكرة أيضا إذ أن نجاح الكثير من الأعمال يرتكز على الحفاظ على الطابع الثقافي كما محل البسترما في زاوية إحدى المناطق والذي لا يتجاوز حجمه حجم كوخ صغير .إلا أن الأهم في الموضوع أنه الأشهر على الاطلاق. وبعد سؤال المارة عن سبب شهرته أجمعوا على أن حفاظه على بساطته وطابعه الثقافي هو ما يشجع الزبائن على تجربة ما يقدمه من طعام.

والآن ثمة سؤال مهم يطرح نفسه، كيف يمكن للأعمال أن تكون حرباء ثقافية بالتزامن مع الحفاظ على هويتها الثقافية ؟