التوظيف الصامت مكسب للشركة وضغط للموظف

ولكن برأيي الموظف هو رأس مال الشركة الحقيقي.

أختلف مع هذه العبارة جملةً وتفصيلاً، الموظف لا يمكن أن يكون رأس مال للشركة أو جزءاً منها حتى، هو لديه مهام فقط عليهِ إنجازها، هذا كل مافي الأمر، لإنّهُ عادةً حين تتعب الشركة مالياً وتترهّل وظيفياً أو يحصل أي شيء سيء آخر لا يمكن للموظف ذاته أن يكون مع الشركة ويساعدها أو يتخلى عن جزء من راتبه، مباشرةً سيتركها ودون أن ترمش له عين وهذا حقّ لا يمكن أبداً إنكاره، إنّهُ يعمل لمُرتّبه الشهري، ليس لإعمار الشركة وتطويرها، هو يقوم بمهمّته الموكل فيها والمدير يجب أن يقوم أيضاً بما يخدم الشركة ولو في توفير ليرات فقط على الشركة، عليه أن يكون مع الصرح الكامل بنظرة بانورامية دون أن يخصخص الأمر مع الموظفين وأحوالهم، الموضوع كلّه يجب أن يكون: مصلحة الشركة قبل مصلحة كل موظف، لإنّ بها سنبقى.

لست مؤيدة لهذه الطريقة لأنها قد تسبب ضغط وإحباط للموظف، خاصةً إن وُكل له مهام لا يرغب بها، كذلك قد تصيب الموظف بالإرهاق نتيجة تكليفه بأكثر من مهمة. بالتأكيد ستوفر الأموال للشركة ولكن برأيي الموظف هو رأس مال الشركة الحقيقي.

لا أتفق معك بذلك الصدد، لأن الموظف نفسه من يبادر وهو من يستعرض قدرته على تولي مهام إضافية وأحيانًا مهام غير موكلة له، وهو يعي ويريد ذلك ويريد مهام أعلى وتوكيل مهام إضافية له والموظف نفسه يريد أن يثق به المدير أكثر ويزيد من مهامه مقابل زيادة بالراتب حتى وإن كانت لاحقة. ومن الطبيعي أن تجد من يكون في منصب ما يريد أن يحصل على أفضل وتكون مهامه أعلى لأنها حتماً ستكون بزيادة لاحقاً.

وكيف يمكن للشركات تحويله لممارسة إيجابية على مستوى الموظف والشركة سويًا؟

هي ممارسة جيدة وتفيد تماما الشركة لأن الموظف جاهز ويحتاج إلى القليل من التدريب ربما للمهام الجديدة إذا تطب الأمر وهو لا يتطلب ما يتطلبه موظف جديد وأيضاً لا يحتاج إلى راتب جديد كلياً بل ستضطر الشركة إلى الزيادة فقط.

ما رأيك هل تقبل لو تعرضت لهذه الممارسة؟ وكيف يمكن للشركات تحويله لممارسة إيجابية على مستوى الموظف والشركة سويًا؟

لا بد ان يكون المكسب للطرفين وغلا سيكون استغلال، الشركة تعرض الامر على الموظف مع بعض الميزات وإذا قبل فالأمر يعود غليه، وإذا لم يقبل لا تقم الشركة بمعاملته بطرق مختلفة أو بالتقليل من شأنه وغيرها من الطرق التلاعبية، تقبل الأمر بطريقة صحية، فغذا ثبت على شركة أنها استغلالية هذا سيضر بها في سوق البحث عن الموظفين الأكفاء، ووبالتالي تجد نفسها مع الوقت هي الخاسر الأكبر.

في بداية مسيرتي المهنية فقد كان هينا تقبل هذا الأمر حيث كنت أسعى لإثبات ذاتي بشتى الطرق. وكان الظن أنني سأحظى بالمزيد من التقدير والإحترام من كافة الرؤساء والموظفين, ولكنني إكتشفت لاحقا أن هناك لغط بهذه الفكرة. فعندما نقوم بعمل أكثر مما يجب علينا فإننا نساعد الآخرين على التفاني في إستغلالنا. لذلك فأنا ضد القيام بمهام أكثر من تلك التي تم الإتفاق عليها بحسب عقد العمل. وبالطبع فهناك حالات إستثنائية يمكن فيها غض النظر وإستلام مهام مؤقتة وجديدة لفترة زمنية محدد (مثلا في فترات الجردة السنوية) بالتزامن مع التوضيح للطرف الآخر بأن ما أقوم به ليس من واجباتي ولكنني أقوم به كحسن بادرة مني. على فكرة, أنا أعتبر أن هذه الطريقة في التعامل من قبل أرباب العمل نمطا إستعباديا لا أكثر وإلا فليوظفوا عاملا آخر. ولكن خوف الراسمالي دائما على ماله لا على عماله. وفي حال حسن النوايا عند أصحاب العمل, وهي حالات نادرة جدا, فيمكنهم توزيع المهام على الأفراد بشكل متساوي أو توكيل فرد جديد كل فترة بمهمة جديدة شرط أن لا تثقل كاهله وتكون مدفوعة. فالمال هو إحدى الحوافز التي تشجع العامل على المضي في العمل بكل رحابة صدر وحماس. ومن ناحية أخرى, يساعد صاحب العمل في هذه الحالة عماله على إكتساب مهارات جديدة.

تذكرت قصة قديمة...

كنت موظف مسؤل عن تصميم متابعة مشاريع بشركة صناعية...

باحد الايام تعطل حاسب صاحب المعمل. عندما وصلني الخبر كنت بغرفة بها موظفين قداما ... واخبرتهم انني سوف اذهب لاصلاحه ... من باب حسن النية وعمل امر مسلي ... هنا قفذ الجميع واخبروني انه بمجرد اصلاحه ... سوف تصبح مهمتي اصلاح اي جهاز بأي فرع او مكتب او معمل او مستودع بالشركة ( كمهام اضافية - واذا امتنعت عنها اصبح شخص مقصر بعمله ).

طبعا سمعت النصيحة.

لاداعي لذكر المزيد ولكن هناك فرق كبير بين ان يتم استبدال مهامك بمهام اكثر مسؤلية وهو من باب الترقية ... وبين تحميلك مهام اضافية والسلام