كيف تتعاملون مع القلق الناتج عن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل أثناء الاجازة؟

أنا ضد هذه الآلية قلبًا وقالبًا يا هدى، لأنني دائمًا أصرّ على أن يكون يوم العطلة يومًا محرّمًا على العمل. ما أعنيه بهذا هو أنني أتخذ مختلف الإجراءات التي تمكّنني من عزل نفسي عن تفاصيل العمل في هذا اليوم بالتحديد. هذه الإجراءات تتمثّل في الآتي:

• تجنّب البريد الإلكتروني بشكل تام، وقد امتنعتُ عن استخدام التطبيق الخاص به حتى لا أتمكّن من تفحّصه إلا من خلال اللابتوب.
• عدم الجلوس في مكان العمل المعتاد على الإطلاق.
• تثبيط نشاط مختلف التطبيقات التي أستخدمها في العمل في نهاية يوم العمل السابقة ليوم العطلة، وإخفائها داخل ملف واحد على الهاتف لا أفتح مطلقًا.
• عدم الخلط أبدًا بين الحضور الرقمي الاجتماعي والحضور الرقمي المهني، حيث أمتنع تمامًا عن انخراط أي حساب شخصي لي في أي عمل مهني، على أن تكون الحسابات الخاصة بالعمل مخصصة للعمل المهني فقط.
• تنظيم خطة للمحتوى على منصات التواصل الاجتماعي التي أستخدمها استخدامًا مهنيًا وجدولة المحتوى للنشر في يوم العطلة أثناء اليوم السابق لها، حتى لا أضطر إلى متابعة أي شيء خلال هذا اليوم.

بالنسبة لي لا أرى أن هذا الأمر مقلق ، بل بالعكس أرتاح كثيراً فأنا أتفقد البريد في أيام الاجازات على الأقل 5 مرات، حتى لو كان بريد تحضير لعمل الغد فأقوم بعمله مبكراً ، نعم في يوم الاجازة ، أنا لا أفضل الاجازات كثيراً أتبع مقولة "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد " حتى لو كان يوم إجازة ، وبهذه الطريقة سأجد في الغد متسع من الراحة و سيخف ضغط العمل عني.

أتفق جزئيًا مع التعليق الذي يسبقني في أنّ تفقد البريد خلال يوم العطلة قد يكون مفيدا. لكن ليكن ذلك خلال وقت مستقطع من اليوم.. فلنفترض أن العطلة يومًا واحدًا فقط، سأبدأ بتفقد بريدي الإلكتروني خلال الثلث الأخير من اليوم بدافع التحضير للعمل في اليوم التالي.

الأمر يقلقني ويزعجني فعلاً ولكن بما أنني أقوم أصلاً بالتسويق لخدماتي كثيراً عبر البريد الإلكتروني فإنّ إيقاف خدمة البريد الإلكتروني أثناء العطل أو حتى تجاهلها لمدّة ساعات قد يسبب لي خسارات حقيقية وكبيرة لا يمكنني تحمّلها، فالجهد بالتسويق الذي أبذله لا يجعلني قادر على التضحية بيوم كامل مثلاً دون متابعة لرؤية النتائج.

كيف السبيل إلى الخروج منها هنا لورطتي؟ أقوم بتفقد دوري كل 6 ساعات تقريباً عبر منبه، تفقّد لمدّة عدّة ثواني، لكنّها عدّة ثواني أحتاجها.

أحد أصدقائي المقربين، يعمل شيئاً غريباً بعض الشئ بالنسبة لي، وهو أنه بمجرد انتهاء ساعات العمل الرسمية يغلق هاتفه تماماً ولا يرد على أي مكالمة تخص العمل، وحين عاتبه المدير قال له :

(هذا وقتي ووقت عائلتي وراحتي، فلا يجب أن أعمل بالبيت كما أنه لا يجب أن أحل أموري الشخصية داخل ساعات العمل)

قلت له يا فلان يجب أن تكون معطاء قليلاً ولا مانع من مزيد من الإجتهاد، ولكنه قال إن هذا لا يريحه نفسياً.

بمجرد أن قرأت تلك المساهمة شعرت بأنني أكثر ميلاً لما فعله صديقي، فيجب أن نكون بمعزل عن كل ما يصيبنا بالقلق، ففي الإجازة مثلاً لا بد أن ننقطع عن كل ما يخص العمل حتى وإن كان مجرد مطالعة الرسائل.

هناك طريقة أخرى لحل تلك المشكلة وهي مطالعة الرسائل لمرة واحدة فقط في اليوم (آخر اليوم مثلاً) تجنباً للقلق.