بات التحول الرقمي Digital Transformation المحطة الأبرز لتغيير توجهات المؤسسات نحو الأتمتة والتقنية. فأصبح لزاماً بعالم المال والعولمة أن نتصرف بسرعة للبقاء في سباق التنافس وتحقيق رضا الجمهور وهو ما يدفعنا دفعاً نحو التحول الرقمي.
فالتحول الرقمي هو الإجراءات التي تنفذها المؤسسة لدمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الأعمال، والتي تؤدي إلى إحداث تغيير جذري في كيفية تقديم المؤسسة للخدمة للعميل.
الصادم هنا أن معظم مبادرات التحول الرقمي هذه تفشل أو تتقدم ببطء، 70٪ من التحولات الرقمية تفشل! كشفت دراسة حديثة أجرتها Couchbase عن معدل فشل بنسبة 90% تقريبًا من قبل المديرين التنفيذيين بمجال تقنية المعلومات الذين حاولوا تنفيذ مبادرات للتحول الرقمي، فمن بين 1.3 مليار دولار تم إنفاقها على برامج التحول الرقمي للعام 2018 قدّر أن نحو 900 مليار دولار ذهبت سدى.
الأكثر صدمة من معدلات الفشل هو حين نعلم أن المسببات داخلية بأيدينا نحن ،،
أحد أسباب فشل التحول الرقمي هو الحواجز التي توضع قصداً أو دون قصد أمام تلك التحولات. على رأسها مقاومة التغيير والتي تمثل تحديًا حيوياً كونها عامل مؤثر على الموظفين بشكل يجعلهم عوامل فشل لا بناء نتيجة خوفهم مما هو جديد.
يقول توربن ريك Torben Rick، استشاري إدارة التغيير والأعمال الألماني، أن أسباب فشل 70% من محاولات التحول الرقمي في تحقيق أثرها المطلوب ترتبط بالمؤسسة نفسها وفشلها في وضع سياسات فعالة تحدد أولويات عملية التحول الرقمي، وفق التفصيل التالي:
- 33% من الجهود تفشل لأن سلوك الإدارة أصلاً غير داعم للتغيير.
- 39% من الجهود تفشل لأن الموظفين يقاومون التغيير.
- 14% من الجهود تفشل بسبب نقص الأموال أو الموارد الكافية.
- 14% من الجهود تفشل لأسباب أخرى.
فلو استثنينا آخر سببين للفشل بالتحول الرقمي سنجد أن ما يقرب من 70% من الفشل مرتبط ارتباط وثيق بمعيق التغيير والقصور بسياسات وأساليب إدارة المؤسسة، وهل هذا بقليل؟ فكيف لنا حينها أن نطمح للوصول لعوائد التحول الرقمي ونحن نفشله بأيدينا وبعقليتنا المقاومة لأي تغيير أو تجديد؟!
وهنا بتنا على ثقة أن فشل مؤسساتنا أو بطئها في التحول نحو الرقمية هو من داخل المؤسسة لا خارجها، سواء بسبب موروث إداري تقليدي قديم متمسكين به أو من خوفنا مواجهة المجهول الجديد.
من واقع عملك ومهنتك ما هي الوسائل والأساليب التي تقع على عاتقنا وعاتق الإدارة لإنجاح التحول الرقمي لمؤسستك بشكل سلس وآمن؟
التعليقات