الاستراتيجية، التخطيط، كلمات اسمعها واعلم معاناها ولكن عند التنفيذ لا أتمكن من وضع الاستراتيجية ولا أي منهما ابدأ، لذا لو هناك منكم من على دراية عملية حولهما وكيف أتمكن من وضع الاستراتيجية بمثال عملي سأكون شاكر لكم
ما هي الاستراتيجية؟ وهل تسبق التخطيط أم العكس؟
على الرغم من أن العديد من الأشخاص والكتّاب وصنّاع المحتوى وغيرهم يستبدلون كلًّا منهما بالأخرى، فإن كلا المفهومين بعيدين عن بعضهما البعض تمام البعد.
من الممكن أن أختص المقارنة بينهما على أساس نقطتين فاصلتين. النقطة الأولى تتمثّل في الدافع، حيث أن دافع الخطّة يختلف تمامًا عن دافع الاستراتيجية. فإذا كان الدافع الأساسي للخطة هو الإجابة على السؤال: "كيف؟"، فالدافع الأساسي للاستراتيجية هو الإجابة عن السؤال "لماذا؟".
بهذه الصياغة يمكننا أن نستوعب الفارق الأول بين الخطة والاستراتجية، وهو ما يتمثّل في أن الخطة تسعى إلى حل مشكلة قصيرة الأمد، وبالتالي فهي تقدّم مجموعة من الخطوات تساعدنا على إيجاد الحل، لأن الغرض الأساسي منها هو إيجاد الحل نفسه، وقد يكون ذلك مطلوبًا في أسرع وقت ممكن. أمّا فيما يخص الاستراتيجية، فهي لا تكتفي بالحل، وإنما تسعى إلى إيجاد أفضل حل ممكن على المدى الطويل، وبالتالي فهي تبحث عن أفضل مجموعة من الخطوات للقيام بذلك.
أمّا النقطة الثانية فهي عامل الوقت، فالخطة تستهلك وقتًا أقل من الاستراتيجية، لأن الاستراتيجية من جهة مخصّصة للخطط طويلة الأمد والقدرة على التنبّؤ بالمشكلات والمزايا ووضع أي حوادث ممكنة في الحسبان. أمّا الخطة فعادةً ما يستعان بها لمشكلة قائمة، وهو ما قد يضعها في قالب السرعة بشكل ضروري أصلًا.
تعتبر الخطة هي حجر الأساس الذي يبني عليه العمل أو الشركة، فلا تقام شركة ولا يؤسس لعمل إلا عن طريق خطة شاملة تحدد الموارد المتاحة وتحديد الوضع الحالي والتخطيط للوصول للنتائج المرجوة.
وهناك نوعان من الخطط:
الخطة الإستراتيجية وهي مخصصة للأعمال التجارية والمؤسسات.
خطة العمل: وهي تخص الشركات الجديدة ورجال الأعمال المبتدئين.
أما الإستراتيجية، فهي الخطوات الفعلية والدقيقة التي لم يكن مخطط لها ولكنها جاءت وفقاً للظروف وما نمتلكه من موارد، فالإستراتيجية لم تكن مقصودة حين التخطيط للعمل ولكنها تأتي على هيئة خطوات متسقة.
في أي استراتيجية تسويقية تأتي أولاً أم خطة تسويق؟
عليك كصاحب مشروع أن يكون لديك استراتيجية واضحة أولاً ثم بعد ذلك تأتي الخطة التي توضح ماذا تريد وتلفت نظرك لما تمتلكه من موارد وتساعدك على الإستمرار .
الفرق بين الخطة والإستراتيجية
تُظهر الإستراتيجية اتجاه المنظمة بينما هناك حاجة إلى خطة إستراتيجية لإظهار كيف يمكن للمنظمة أن تستمر في هذا الإتجاه على المدى البغيد. وبالرغم من أن الخطة تهدف إلى إظهار عملية تنفيذ الإستراتيجية ، إلا أنها عامة وليست مفصلة كالإستراتيجية
وهناك خمس خطوات للتخطيط.
حدد الوضع الحالي للمؤسسة
حدد النتيجة التي تود الوصول إليها
تطوير خطة استراتيجية.
صمم خطتك وقم بإدارتها.
مراجعة الخطة.
رغم أن المصطلحان متشابهان ويستخدمهما الناس أحيانًا بشكل غير منفصل إلا أنهما مختلفان ومتتابعان. الإجابة المختصرة ستكون الاستراتيجية تسبق الخطة دائمًا.
فالاستراتيجية هي التصور المبدئي عن ما نريده وما سنفعله لأجله. مثلًا قد يكون لديك رغبة في الوصول لتخصص ما وأنت طالب فتكون الاستراتيجية هي: علي تحديد التخصص ثم معرفة ما يتطلبه الوصول له وماهي فرص عمله إلخ إلخ. معرفة ماذا نريد ولماذا نريده.
أما الخطة فهي الجزء التالي لهذه العملية. فهي من تخبرنا بكيفية الوصول لما نريده عن طريق وضع حجر الأساس للبداية ومعرفة الخطوات التالية. فمثلًا لو أعتمدنا على نفس المثال السابق ستكون الخطة هي المذاكرة عدد ساعات معين في اليوم والتركيز على نقاط معينة والتجهز للاختبارات وهكذا.
تظهر الاستراتيجية الاتجاه الذي يجب المضي قدمًا فيه. أما الخطة فهي كيف نسير في هذا الاتجاه ونظل فيه.
التخطيط هو الأعم وأشمل والإستراتجية هي جزء من التخطيط، بمعنى كل منا يملك أهداف ومشاريع خطط لانجازها ولكن الى الأن لم تتحقق على أرض الواقع، وما ينقصه هو الإستراتجية العملية لتنفيذ تلك المشاريع بأدوات وخطوات عملية.
لذلك ممكن أن نعتبر مسألة التخطيط أقرب الى التنظير للمشاريع معينة بصفة عامة بدون الخوض في تفاصيلها وقد تكون بعيدة التنفيذ.
غير أنا الإستراتجية هي عبارة عن خطط عملية مدروسة بدرجة دقيقة، قد تتعلق بمشروع واحد او بجزئية من مشروع ككل، ما يميز الإستراتجية عن التخطيط كونها تأتي بأدوات وأفكار قابلة لتنفيذ مباشرة بدون البحث والتحليل بعد مرحلة التخطيط.
وهناك من يعرف التخطيط على أساس أنه هو عملية اتخاذ القرارات العلمية لتحديد اتجاه المستقبل المنشأة، أما عن الإستراتجية فتركز بدرجة كبيرة على اختيار خطط العمل وتخصيص الموارد الضرورية لبلوغ هذه الغايات .
وقد نجد بأن هناك مصطلح متداخل وهو التخطيط الإستراتجي الذي يتشابه مع التفكير الاستراتجي، الا أنه يوجد فرق بينهما، كون الأول يعتمد على مهارة التحليل والتفسير لكيفية انجاز المشروع، أما عن التفكير الاستراتيجي يعتمد على الابداع والحدس أكثر.
لذلك كملاحظة أخيرة التخطيط يمكن أن يتدرب عليه أي شخص بغض النظر عن مستواه، ولكن الإستراتجية تتطلب أن يكون الشخص دارسا وعارفا بالمجال وله تجربة سابقة أيضا.
سأضع معادلةً مبسّطًا للاستراتيجية من وجهة نظري :-
( وضع هدف + تخطيط = تحقيق المُبتغى والفوز )
تحديدًا لن نستخلص تعريفًا موحدًا وذلك لـ
*اختلاف الكيفية التي يتحقق بها الهدف والفوز.
* اختلاف الهدف.
لكننا بوضوح نرى العامل المشترك واهم الأسباب تكمن في شيء تمتّ دراسته والعمل عليه لفترات من قِبل قادة الأعمال وكلٌّ ينظر للاستراتيجية وآليتها بطريقته.
على سبيل المثال ، اعتقادك بوجوب تحليل الحاضر بعناية ، وتوقع التغييرات في العمل ، السوق أو الصناعة ، هذا بمثابة خطط واستراتيجية تحدد ملامح مستقبلك.
في كتابِ "استكشاف استراتيجية الشركة" يقول جيري جونسون وكيفان سكولز أنّ :- الاستراتيجية تحدد اتجاه ونطاق المنظمة على المدى الطويل، ويجب أن تحدد الإستراتيجية كيفية تكوين الموارد لتلبية احتياجات الأسواق وأصحاب المصلحة.
على سبيل المثال ، تمتلك المنظمات الناجحة والمنتجة إستراتيجية مؤسسية تدعم رؤيتها ورسالتها. كل وحدة عمل داخل المنظمة لديها إستراتيجية وحدة الأعمال ، والتي يستخدمها قادتها لتحديد كيفية تنافسهم في أسواقهم الفردية.
وإذا تطرّقنا إلى مستويات الإستراتيجية :-
١) خطة تعاونية :-
تتكون من وحدات أعمال متعددة تعمل في أسواق متعددة. وتحدد كيف تدعم المؤسسة ككل وتعزز قيمة وحدات الأعمال داخلها
يمكن للشركات القيام بذلك عن طريق:
بناء كفاءات داخلية قوية.
تطوير علاقات قوية في الفرق وبين الفرق.
تطوير مجموعة من القيم القوية التي يمكن أن يتخلف عنها كل فرد في المؤسسة.
مشاركة التقنيات والموارد بين الأقسام والفرق.
زيادة رأس المال من المستثمرين.
تطوير ورعاية علامة تجارية قوية للشركات.
٢) إستراتيجية وحدة الأعمال
وهذه تهتم بالمنافسة الناجحة في الأسواق الفردية ، وتتناول السؤال "كيف نربح في هذا السوق؟" ومع ذلك ، يجب ربط هذه الاستراتيجية بالأهداف المحددة في استراتيجية مستوى الشركة.
ومن المحتمل أن تكون إستراتيجية وحدة الأعمال الخاصة بك هي المستوى الأكثر وضوحًا للاستراتيجية في كل مجال عمل.
٣) إستراتيجية الفريق
كل فريق يحتاج إلى إستراتيجية خاصة به على مستوى الفريق ، مهما كانت بسيطة.
وفي صورةٍ تكاملية، يجب أن تتماشى إستراتيجية الفريق هذه مع وحدة العمل واستراتيجيات الشركة ، مما يعني أن جميع مستويات الإستراتيجية تدعم وتعزز بعضها البعض لضمان نجاح المنظمة.
دعنا نعرف بالأول مالفرق بينهم : التخطيط هو "التفكير قبل أن يحدث الإجراء". إنه يقرر مسبقًا ، ماذا ومتى وكيف سيتم إنجاز المهمة. إنها ليست تمامًا مثل الإستراتيجية ، والتي ليست سوى "خطة شاملة". تدور الاستراتيجية حول استخدام خدعة لتحقيق النجاح في غرض معين. إنها مهارة إدارة شؤون المؤسسة.
فالإستراتيجية أولاً ... ثم التخطيط
وهذا يعني أن جميع جوانب هيكل المنظمة، من إنشاء الأقسام والإدارات إلى تعيين علاقات إعداد التقارير، يجب أن تتم مع مراعاة الهدف الاستراتيجي للمؤسسة.
فالإستراتيجية، بالطبع، تصطف الساحات والأسواق التي ستتنافس فيها الشركة ، وتعلن عن قاعدة عملاء مستهدفة ، وتؤكد الأمور التي ستسعى الشركة من خلالها إلى تمييز نفسها.
تعد الطريقة التي تنظم بها شركتك أو مؤسستك لتحسين السعي وراء الأهداف الإستراتيجية جزءًا مهمًا من التصميم التنظيمي. فيجب محاذاة عناصر التصميم الأخرى، مثل ممارسات التوظيف وتطوير الموظفين ، وأنظمة الاتصال واتخاذ القرار ، والمكافآت ، وأنظمة الاعتراف والتجديد ، حول الهيكل المختار ، ولكن يجب عليك أولاً تحديد الهيكل الأمثل لتحقيق أهدافك الاستراتيجية.
بشكل عام، هناك خمس طرق لهيكلة شركة أو مؤسسة:
الهيكل الوظيفي (مثل العمليات والموارد البشرية والمالية وأقسام التسويق)
التنظيم حول خطوط المنتجات أو البرامج
التنظيم حول العملاء أو قطاعات السوق
التنظيم كعملية تجارية (كما دافع عنها العديد من الخبراء في "إعادة هندسة" الشركات)
التنظيم كمصفوفة (على سبيل المثال ، تقاطع مجموعات شرائح العملاء في شكل مصفوفة من خلال الإدارات الوظيفية والداعمة.
لا شك ان موضوع ماهية الاستراتيجية وانواعها والفرق بينها وبين التخطيط وبين بقية المصطلحات الادارية من الموضوعات الهامة التي شغلت كثير من المعنيين بعلم الادارة ، ومن بينهم المؤرخ ألفريد تشاندلر من كلية هارفارد للأعمال الذي كتب كتابًا نُشر في عام 1977 عن تاريخ اتخاذ القرار الاستراتيجي على أعلى مستويات الشركات الأمريكية ، بما في ذلك دوبونت وجنرال موتورز وستاندرد أويل وسيرز روبوك. كان الكتاب بعنوان "اليد المرئية: الثورة الإدارية في الأعمال الأمريكية".
أكد تشاندلر في كتابه ان الطريقة التي تنظم بها شركتك أو مؤسستك لتحسين السعي وراء الأهداف الإستراتيجية جزءًا مهمًا من التصميم التنظيمي وانه. يجب محاذاة عناصر التصميم الأخرى ، مثل ممارسات التوظيف وتطوير الموظفين ، وأنظمة الاتصال واتخاذ القرار ، والمكافآت ، وأنظمة الاعتراف والتجديد ، حول الهيكل المختار ، ولكن يجب عليك أولاً تحديد الهيكل الأمثل لتحقيق أهدافك الاستراتيجية.
التعليقات