وفقا لمجلة الإيكونيميست: سعر وجبة ماكدونلز " بج ماك " في طوكيو.3.38$ بينما في الولايات المتحدة 5.81$  إنه كوكب اليابان يا سادة! 

ما ينطبق على العالم بأسره، وما تعيشه الدول جميعها من تضخم؛ لا ينطبق على اليابان منذ 25 سنة، فماذا يحدث هناك ؟!

في تاريخ 1إبريل 2016 استهجن العالم خروج مؤسس شركة "أكاجنيون" _المختصة بصناعة السكاكر _هو ومجلس إدارة الشركة، في إعلان مدته دقيقة نشر على كافة القنوات اليابانية من أجل الاعتذار عن رفع قيمة قطعة حلوى تنتجها الشركة منذ أكثر من 25 عاماً وتباع منذ ذلك الحين بسعر 45 ين ليصبح 55 ين وهنا ثار اليابانيون، وقرروا مقاطعة الشركة فكيف يتم زيادة السعر 10 ين بعد 25 سنة؟!

 هذا الأمر قد يكون طبيعياً في أي دولة أخرى، نتيجة لزيادة التكاليف وأسعار المواد الخام والنقل إلا أن ذلك لا يسمح به في اليابان. فالشعب الياباني لا يرحم غلاء الأسعار، ويقضي عليه قبل أن يتفشى! وهذه الشركة ليست الأولى التي لم تستطيع أن ترفع الأسعار على الرغم من ارتفاع التكاليف! 

ولكن؛ كيف تتعامل اليابان مع ارتفاع التكاليف؟ المنتجون والشركات اليابانية خوفًا من ردة فعل المستهلك هي من تتحمل الزيادة بدلاً منه ولو بخسارة! بحيث تزيد تكلفة الإنتاج ولكن الأسعار تبقى ثابتة فببساطة المستهلك الياباني لا يشتري المنتجات التي يزداد سعرها وليس هذا وحسب بل إنه يتمحص في الإجابة عن سؤال ما إذا كان يمكنه تأخير شراء السلعة لفترة حتى ينخفض ثمنها ويبقى في دوامة الانتظار من أجل خفض الأسعار!

 ويشير التاريخ الاقتصادي إلى أن الشعب الياباني كان من أكثر الشعوب إسرافاً! ففي الثمانينات كان الشعب الياباني بكل طبقاته من أكثر الشعوب المبذرة فكانوا ينفقون الأموال على البذخ وخاصة بعد توقيعهم اتفاقية بلازا 1985التي جعلت سعر الين يرتفع أمام سعر الدولار وبذلك انخفضت قيمة الدولار بنسبة 51% أمام الين وهذا جعل اليابانيين يستطيعون شراء المنتجات الأمريكية وبالتالي تستطيع امريكا التصدير إلى الدول الموقعة على تلك الاتفاقية بشكل أكبر وتحقق مبيعات أكبر. ونتيجة لذلك ارتفع مستوى معيشة اليابانيين حتى عام 1990 تعرض سوق العقارات لخسائر هائلة وضربت البورصة اليابانية في عرض الحائط أدت إلى افتقار الكثير من اليابانين و حولتهم لمدينين وهذا ما عرضهم لصدمة جعلتهم يغيرون طريقة تفكيرهم بالمال وبعد أن كانوا مسرفين أصبحوا حريصين في الانفاق وأصبح الإدخار سمة هذا الشعب وهو ما أدى لدخول اليابان إلى مرحلة انكماش مزمن! 

ماذا لو كنت تعيش في اليابان، كيف يمكنك تجاوز هذا الانكماش وتسعير منتجاتك بما يضمن لك عدم الخسائر ؟