لطالما قضيت أوقاتاً طويلة وبذلت جهودًا حثيثة من أجل تحقيق أهدافي، ومثلي مثل الكثيرين تارةً أصيب الهدف، وتارات أخرى أبتعد عنه؛ ما جعلني في فترة من الفترات أصل لذروة اليأس والإحباط . ولأنني لا أمل من السعي كنت دائماً أبحث بشغف عن أي معول جديد يساعدني في حراثة طريقي. 

ذات مرة دعيت لدورة تدريبية تدور حول: قواعد المدرب العالمي " روبن شارما" لتحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف. أسرني بريق العنوان و جذبني نحو محاولة جديدة تصل بي إلى البر الذي أتمنى. وبالفعل هذا ما حدث! فمن اليوم الأول اتخذت قراراً بالتطبيق، والبدء بتفيذ كل قاعدة ستمر علي، وشعرت بالالتزام حيال ذلك. ومن أبرز القواعد التي قمت بالتركيز عليها : 

قاعدة المكاسب اليومية الصغيرة: والتي عند القيام بها باستمرار ستؤدي مع مرور الوقت لنتائج مذهلة . 

فقد طبقتها من خلال القيام بالاستماع لكتاب الكتروني، أثناء ممارستي لرياضة المشي؛ وخلال شهر تشكلت لدي ملكة فكرية في مجال ريادة الأعمال وكان هذا الرقم يزداد باستمرار. 

 قمت بحفظ 10 كلمات فرنسية كل يوم وكان حصيلة ذلك حفظ 3000 كلمة خلال سنة .

حضور محاضرة الكترونية يوميًا جعلني أجتاز عشر دورات تدريبية خلال شهرين في مجالات مختلفة.

إعطاء محاضرة أسبوعية في مجال القانون التجاري الخاص بكل دولة عربية على حدى جعلني أطلع على كافة القوانين التجارية العربية والمقارنة بينهم ..

قاعدة الالتزام: يرى شارما أن أساس التغيير هو الالتزام وليس الاهتمام! فإذا أردت أن أحقق هدف ما، أو أن أتعلم مهارة، أوحتى أطلق مشروعي الخاص؛ فعليّ أن أكون ملتزمة. فالاهتمام لا يكفي لتحقيق النتائج وهو يوحي بالرغبة فقط! ومن سمات الرغبات أنها قد تفتر بأي وقت بينما الالتزام فهو يعني تحقيق النتيجة مهما كلف الأمر. لذلك أصبحت أسأل نفسي قبل الاقدام على أي خطوة هل أنا ملتزمة حقًا أم أنني مهتمة وحسب؟ 

  قاعدة التفاؤل المسبق: فلا تنتظر أن تنجح من أجل أن تصبح متفائلاً؛ ولكن كن متفائلاً لتصبح شخصًا ناجحًا. وهذا عكس ما أفعله عادةً فكثيرًا ما أربط سعادتي وحالتي المزاجية؛ بتحقيق هدف ما. وبالتالي أقضي الكثير من الوقت بحالة سيئة وطاقة منخفضة بوسعها أن تقتل همتي تمامًا.

قاعدة الابتعاد عن المشتتات: لا أنكر أنني كنت عرضة للتشتت والإلهاء كوني أسمح للتكنولوجيا باختراق خصوصيتي والتعدي على أوقاتي، فلا يمكنني عد المرات التي انقطعت فيها عن اتمام عمل ما من أجل الالتفات للتنبيهات العشوائية التي اتلقاها بلا موعد محدد. لذا قمت بالتخلص من كافة مواطن الإزعاج مهما كانت، وحتى هذا اليوم انا لا التفت للتنبيهات إلا في الوقت المخصص لها. ما يدفعني للتركيز الأكبر والانجاز الأسرع.

كان مجموع القواعد 47 قاعدة تدور حول الصدق ، الالتزام ، مواجهة المخاوف ، القيادة ليست مجرد لقب، مساعدة الآخرين، العطاء، الاستيقاظ مبكرًا، الشغف، .... وغيرها قد يعتقد البعض أنني صغت كل ماسبق من أجل الترويج لفكرة اتباع قواعد روبن شارما للوصول إلى النجاح؛ ولكن هذا ليس دقيقًا! فصحيح أنني حصلت على نتائج رائعة من جراء ذلك؛ ولكن هذا لا يعني أن شارما وضع دليلًا للنجاح، أو أنه قدم للعالم مفاتيح الأبواب المغلقة. 

ولا أن المدرب الذي قام بتوصيل المعلومة ونشر الإلهام بين المتدربين هوالرسول الذي يدعو لاتباع ملة شارما من أجل الدخول في عالم النجاح. فكل تلك القواعد وغيرها مرت علينا مرارا وتكراراً، منها ما هو ديني أو أخلاقي أوعلمي أو حتى تربوي ولكننا لم نطبقها كما يجب. وما فعله شارما يشبه أن أذهب لطبيب عام أشكو له سوء حالتي الصحية فيخبرني: أن علي شرب المياه والبعد عن التفكير والاهتمام بالرياضة والقيام باتباع حمية صحية و تناول بعض المكملات ..وهنا إذا التزمت بذلك سأشعر بتحسن؛ على الرغم من عدم إجرائي تحاليل مختصة، أو تناولي لعقاقير علاجية. وفي حال لم ألتزم بذلك؛ فحتما ستسوء حالتي .وهنا أكون أنا السبب في ذلك!

 لذا قررت أن استفيد من الوصفة ولكني على يقين أنها ليست اختراع بل ويمكنني أن أصوغ قواعد نجاح أفضل منها إلا أن هذا ليس مهماً والمهم أن أطبق بطريقة أفضل فقمت بإجبار نفسي على البدء وخلق منافسة بيني وبين زملائي حول متابعة تطبيق بعضنا البعض وكان ذلك محفزًا لجميع الأعضاء وبالفعل كل منا تغيرت نتائجه وتقدم خطوة على الأقل نحو طريق النجاح .

وأنت هل تؤمن بأن هناك وصفة سحرية للنجاح؟ وما هو النهج أو القاعدة التي حين اتبعتها أثرت على نتائجك؟