"وافق على الفرصة التي لا تناسبك".. هل توافقون برانسون في رأيه المثير للجدل؟

غالبًا ما يكون الإنسان ملئ بالقدرات التي لا يعرفها عن نفسه، فقد كنت كثيرا ما اؤجل الالتحاق بأي عمل او تطوع لنظرتي بأنني لست جاهزة بعد، يجب عليا تطوير من مهاراتي وهكذا وأن أكون مستعدة تماما إلى أن أخبرتني صديقة لي أني لن أكون أبدًا مستعدة 100% فيجب علي الالتحاق بالعمل والتعلم بشكل موازي، والتجربة أثبتت لي كلام برانسون :

إذا قدم لك شخص ما فرصة رائعة ولم تكن متأكدًا من قدرتك على فعل ذلك فقُل له نعم، ثم تعلّم كيف تفعل ذلك لاحقًا.

التجربة ستثبت لك إذا كنت قادر على تعلم الأمر وإتمامه أم لا

في الشركات التي تعمل على رفع مستوى اداء موظفيها وتمنحهم القدر الكافي من الحرية، فإنها تتيح لهم الدخول في المخاطرة في العمل، وبالقدر الذي تراقبه المؤسسة ولا يضر بها ضررا لا علاج له. ان هذه المخاطرة وثقافة العمل بها تتيج للموظفين سبل التجربة وايضا الابداع والابتكار وهذا هو الفرق بين الشركات التي تتبنى منهجية المخاطرة في بيئتها وتتيح للموظفي بممارستها وبين تلك المؤسسات التي تجبر موظفيها على اداء مهامهم دون اي اخطاء وبالقدر المسموح بها في توصيف الوظيفة او المهمة

ان عنصر الابتكار والابداع يقود المؤسسة الى تدوير الافكار وصناعتها وبالتالي يمكن بفكرة واحدة كسب رضا الجمهور واستقطابه ونيل ثقة الجمهور بالمؤسسة وبل جذب اكبر عدد من جمهور المنافسين كما ان بيئة المخاطرة تتيح الفرصة للموظفين لكي يرفعوا من ادئهم وبالتالي ترتفع الانتاجية ومستوى الرضا الوظيفي وهو العامل الذي تبحث عنه المؤسسات وتنميه بمختلف الطرف الممكنة.

بالنسبة إليكم، هل تتفقون مع برانسون؟ أم أن لكم آراء أخرى؟

بصراحة لقد جربت هذه الطريقة من قبل أكثر من مرة من باب التحدي، وسارت الأمور على ما يرام والتزمت وتعلمت، ولكنني لم أحقق نجاحاً باهراً في كل مرة قمت بها بهذه الحركة، من هذا المنطلق يمكنني القول أنني اتفق معه إلى حد ما، ولكن لا أضمن لك نسبة نجاح عالية كتلك التي تأتي بعد دراسة وتحليل للإمكانيات والمهارات .

الأمر يعتمد بشكل كبير على بريق الفرص، فعندما تقدم لك فرصة برّاقة قد توافق باندفاع على التمسك بها خشية أن لا تتوفر لك فرصة شبيهة في المستقبل، لأن الفرص لا تأتي يومياً والكثير من التجارب والنجاحات تبدأ بفرصة مفاجئة تم استغلالها جيدًا .

فأنا أرى أن تحليل قدراتنا في البداية على تنفيذ هذه الفرص أو لا هو شيء مهم أيضًا.

انا لا أوافقك على هذا المنظور يا علي، وسأضرب لك مثالا عن وجهة نظري، ليس الجميع لديه الثقة في نفسه ليفكر لكن لديه الثقة ليخاطر مثلا:

أنا قبل فترة جاءني عرض عمل كان خارج منطقتي راحتي وجديد كليا ولم يسبق لي تنفيذه، وكان لدي وقت لأفكر لكنني كنت أعرف مسبقًا أنني سأجد الحجج الكافية للرفض فوافقت دون تفكير وبذلت جهدي وكان عملا ممتازا.

بالتأكيد لا يمكن التعميم لكن هذه وجهة نظري الخاصة.

هل تتفقون مع برانسون؟

أتفق معه وأظنه يعمل بمبدأ أنّ الأثرياء يوافقون على كل فرصة من أجل التطور والفقراء يضيعون الفرص بحجج واهية ( أقصد ذهنية الفقر والثراء)

أتفق معه تماما من باب خبرتي المتواضعة..

فأنا كم مرة وردتني طلبات لأعمل عليها أول مرة والحمد لله كللت كلها بالنجاح وتقييماتي ممتازة وهذا ماخلق بداخلي ثقة مضاعفة, وأنا بطبعي أهوى التحدي لهذا تواءمت جدا مع جو العروض المستحدثة التي تصلني.

فأنا أرى أن تحليل قدراتنا في البداية على تنفيذ هذه الفرص أو لا هو شيء مهم أيضًا.

ولكن أحياناً نكون جاهلين عن ما نمتلكه من قدرات مخفية تحتاج مثل هذه الفرص لإظهارها، فبجميع الأحوال بمجرد قبولك للفرصة لن يكون هناك خسارة من جانبك حتى وإن ظهر لك بالبداية أنك غير قادر على هذه الفرصة فحاول وحاول " Try and Try, One Day You Can Fly"، إذ أن كلنا قادرون على التعلم ولكن وقت التعلم هو الذي يختلف من فرد لأخر. وعلى أقل تقدير ستضيف لك هذه الفرصة شرف المحاولة وكسب التجربة.

اوافق برانسون لحد ما وبوجود شروط، فإذا كانت تلك الفرص لا تتناسب معنا ولكن ترفع من انتاجيتنا فالاكيد ان خوض غمار التجربة يمكننا من اكتساب الكثير من التجارب.

ولكن اذا لم نكن على استعداد لا نفسيا ولا معرفيا من تنفيذ هذه المهمة فلما المغامرة اذن؟

بالرغم من ان صفات أي رائد هي المخاطرة والمغامرة ولكن دائما ما افضل ان يتم النظر للفرص التي نتقدم لها بجدية.

لقد اتبعت هذه النصيحة حين عملت في مجال التسويق الهاتفي، وقد فشلت حقيقة، لذا فأتفق معه جزئيًا، أي أنه يجب أن نقتنص الفرص في المجالات التي تخصنا أو حتى نحن على اطلاع عليها، وأن لا نذهب لفرص قد تكون متاحة لنا لقصور رؤية مقدم الفرصة فمن النادر أن ننجح في مثل هذه الفرص البعيدة كل البعد عن مجالات تخصصنا أو اهتماماتنا أو خبراتنا، ولكن لكل تجربة وضعها الخاص، ففي حال اتيح لي تدريب في مجال بعيد عني بغرض التوظيف قد أستغل الفرص لأنني سأكتسب معرفة جديدة، وقد أكتسب معها عمل جديد