"لا تتبع المال": كيف ترون مقولة طوني شاي المثيرة للجدل؟

وما رأيك في مقولة"فورتشن" الذي يقول فيها كلما زادت سيطرة الأشخاص على ما يمتلكونه من أموال، تمكنوا من السيطرة على حياتهم بشكل أفضل.

بالعودة لما قاله طوني، أتفق معه الى حد ما، السير نحو المال بإستمرار بدون مراعاة لشغف الفرد وميولاته قد يقضي عمره كله في السير نحو المال، ليكتشف في الأخير بأنه لم تكن هي الحياة التي يريدها.

ولكن لابد أن نشير الى نقطة، هناك نوعية من الأشخاص المال يعمل على تحفيزهم، وهو العامل الأساسي في نهوضهم مبكرا، وسبب في تطويره للذات والنفس، ولكن التعلق الزائد بالمال قد يؤدي الى عواقب وخيمة، وأيضا ماذا لو كانت هذه الرؤية لا تقود الى المال؟ هل نستمر فيها؟

ولو نطيل الحديث سنجد بأنني سننطلق من نقطة المال يفعل كل شئ، وننتهي من نقطة المال يسهل كل الأمور.

أوافقه الرأي ولكن بحذر. في البداية الاهتمام بالمال يأتي في المركز الثاني بعد الرؤية والشغف التي نحمله تجاه مشروعنا أو عملنا ولكن يصبح الأمر مشكلة في رأيي حين ينزل لمستويات أبعد من الثاني.

بما أنك مصري يا علي أعتقد أن سمعت بطبيب الفقراء رحمه الله وعلى قدر ما أحببت ذلك الرجل على قدر ما مقت نفوره من المال وزهده. فرأيت ذلك قد أعطاه أقل من حقه بكثير ومنع عنه الكثير من المال الذي كان ليحسن من عيادته وبالتالي من خدمته وكان ليحسن من جودة حياته أيضًا. ولشد ما أصابني التفاجئ عندما رأيت الاحتفاء الكبير به والكره الكبير الذي وجه للأطباء الذين يهتمون بالمال.

لذا فعلينا عندما نتبع تلك المقولات التي تقول لا تهتموا بالمال ولا تجعلوه كأولوية أن نرى حقًا أين نضعه. بالنسبة لي أضعه في المركز الثالث على الأكثر بعد الرؤية والخبرة المكتسبة من العمل. ولكن وجوده لا يزال مهمًا وإن لم يضمن العمل لي عائدًا ماديًا مرضيًا فما فائدة استهلاكي لنفسي مقابل ما يقوله طوني فقط؟

يقولون أن أفضل الأشياء في الحياة مجانية. وهذه الأشياء تقدر بثمن او لا تشتري بالمال .. ولكن هذا لا يعني اننا قد نتخلي عن المال فهو العمود الفقري في حياتنا وبل العنصر الاساسي في استقرارنا وقدرتنا على انجاز الكثير من الأمور في الحياة.

بالمقابل إن الحاجة إلى الاستقرار المالي وهوسنا غير الصحي أحيانًا بالأشياء المادية يمكن أن يكون حافزًا ممتازًا سيدفعنا خطوة إلى الأمام على طريق رحلتنا. ومع ذلك ، لن يكون هذا كافيًا في النهاية.

ووجقيقة انه عندما تطارد أحلامك ، لا ينبغي أن يكون المال هو الشيء الوحيد الذي يدور في ذهنك. بدلاً من ذلك ، عليك أن تطارد رؤيتك واستيراتيجيتك حتى تحصل على النتائج المرجوة.

اتبع رؤيتكَ ولا تبحث عن المال، والمال سوف يتبعكَ في النهاية.

أتفق مع هذه المقولة، وهي أساسية في عالم الثراء حيث أن أغلب أثرياء العالم اليوم، كانوا يتبعون رؤيتهم وعائدهم لم يكن شيئا يذكر ومع ذلك استمروا حتى بلغوا ما بلغوه.

في حين الذين كانوا يركضون خلف المال سقطوا عند أول مطبّ وتراجعوا لأن هدفهم ببساطة المال وليس الرؤية أم القيمة التي يسعون لتقديمها.

أتفق معه تمامًا؛ لأن نجاح المشروع لا يقتصر على المال فقط، بل على قيم ومبادئ واستراتيجيات الشركة.

مقولته ليست مثيرة للجدل بل على العكس تماما هي القاعدة الأولى لنجاح أي مشروع, أن يكون نابعا عن رؤية لا عن رغبة في كسب المال كهدف أولي. لأن الفكرة هي التي تجلب المال وبالتالي يجب أن تكون الفكرة ذات أساس متين وبرؤية واضحة المعالم واستراتيجية وهكذا ستجلب لنا المال لأنها فكرة قوية.

كمثال موقع Goodreads الذي سبق وذكرته في مساهمة سابقة لك, لقد أتى صاحبه برؤية ورسالة وأهداف واضحة وقد كان مشروعا لا يطمح للربح والعائدات المالية, لكنه تحول لاحقا من أشهر المواقع العالمية ذات العائد المادي الضخم.