"الخبرة الآن والأموال لاحقًا"، مقولة هارولد جينين المثيرة للجدل

في عالم الأعمال يتم دفع الأجور على صورتين: المال والخبرة. احصل على الخبرة الآن وسوف يأتيك المال لاحقًا.

بالنسبة لي كدليلة أتفق جدا مع هارولد، وقبل قليل فقط كنت في نقاش مع كاتبة محتوى متقدمة مقارنة بي، وتكلمنا حول نفس الفكرة، وكان رأيي الخبرة أولا والمال لاحقا تماما كما عبرت أنت ياعلي.

لكن ذلك لايعني أن الخبرة تأتي فقط دون مال، يمكنك اكتساب الخبرة مقابل أجر زهيد، ومع الفترة يأتي المال لأن تراكم الخبرات يجعلك تجني المال بسهولة، مقابل تقديم قيمة ذات جودة عالية.

هل توافقون هارولد جينين في تفضيله مصادر الخبرة كأولوية على المقابل المادي؟ أم أن لكم رأيٌ آخر

وهل الأموال تسبق الخبرة علي؟ العمل لفترة معينة سواء كان في التدريب العملي الذي نحصل عليه في الجامعات أو حتى بعد التخرّج مباشرة واكتساب خبرة ميدانية لا تتعدى شهر أو شهرين كحد أقصى ربما من خلال التطوع أو التدريب؛ كفيل بأن يجلب المال في وقت لاحق. ف ببساطة قلة من أصحاب العمل من يوظفون الأشخاص الذين لا يمتلكون الخبرة وهذا يكون بناءً على الواسطة والمحسوبية. أي نعم الأموال مهمة جدًا ولكن لكي نحفر أسماءنا بقوة في عالم الأعمال فنحن بحاجة إلى الخبرو والإبداع والكفاءة وإلا سيأتي يومًا ما ونجد أنفسنا في الشوارع.

بالرغم من أهمية عنصر الخبرة في المجالات الاستثمارية والعملية، إلا أن عنصر الدخل العالي مهم جداً أيضاً، ولابد من السعي لزيادته بشتى الطرق، فلا ينبغي التسليم المطلق لهذه الفكرة والاتكاء عليها، وطالما أن الدخل الوفير لن يتحقق من الوظيفة لعدم توافر الخبرة الكافية في بداية سنوات عمل الموظف الأولى، فإنه لابد من تعدد وتنوع مصادر دخل الفرد لكي نحصل على مزايا المحورين، فالخبرة سيتم الحصول عليها نتيجة الممارسة العملية في الوظيفة، والدخل العالي سيتحقق نتيجة تنوع مصادر الدخل والاستثمار في مجال معين.

أوافقه واود أن أضيف:

• من الأهمية أن يكون ضمن أهداف الشخص بصورة استيراتيجية أن يسعى جاهداً ليبحث عن دوره في المجتمع وأن يستثمر جهوده ووقته وعلاقاته، في تنمية جوانب الاستثمار المادي التي تنعكس على إرضاء الذات وإحساسها بقيمتها ويزيد من قدراتها وإمكاناتها في التعامل مع العوامل والظروف المتغايرة بنجاح.
•  لتصبح لامعا، تحتاج إلى رؤية واضحة. ما نعنيه بذلك، هو أنه ينبغي أن يكون لديك فكرة جيدة عن مجال عملك والاستثمار الاستراتيجي وكافة الأمور ذات الصلة بذلك، وعليك أنك تكون دائما الاطلاع والتعلم واكتساب المهارات والخبرة
• مثال:  في عالم التدريب فإن الصعوبة الوحيدة التي يواجهها المدرب أو حتى الشخص عدم امتلاكه معلومات عملية حقيقية حول كيفية الاستثمار. وهذا يقودنا الى الحاجة لكيفية الاستثمار والحاجة الى الخبراء وأصحاب العلاقة والتجربة والمواقع التي توفر الاستثمار الناجح (تحقيق عائد مادي في المستقبل)..

أتفق بشدة وذلك لأن الخبرة هي السبيل الوحيد لزيادة المال بشكل تصاعدي، فالعالم الذي نعيش فيه الآن يقدّر التميز، والمعرفة هي الأهم وليس المنتج. كلما كانت لديك خبرة أكثر صرت ممن لا يمكن الاستغناء عنهم وتصاعدت قيمتك بشكل كبير.

لذلك أشجع الجميع ونفسي أيضًا على السعي في طرق اكتساب الخبرة مثل التدريبات غير المدفوعة والأعمال التطوعية والصغيرة، قد لا نرى فائدتها بشكل مباشر ولكنها تظهر في المستقبل وبصورة مؤكدة.

أدفع المال من أجل الحصول على الخبرة. إن كنت قد خرجت بفائدة واحدة فقط من كتاب الأب الغني والأب الفقير، هي أهمية اكتساب الخبرات، بذل المال والوقت والجهد من أجل الحصول عليها. وبسرعة (عامل الزمن يعطي الاسبقية وهي ميزة تنافسية في سوق العمل).

• العمل التطوعي المجتمعي يطور مهارات التعامل مع الآخرين، التعرف على احتياجات الآخرين، التأثير الايجابي.
• تجربة التدريس: اعرف طلاب جامعين يتطوعون لتدريس طلاب المرحلة الابتدائية. مهارة اسناد المهام واستيعاب قدرات الآخر. وجدت اهميتها في التفويض الإداري.
• العمل بمقهى، اجل خدمة الآخرين يوطد المسؤولية الذاتية.
• مرافقة الخبراء والمساهمة في متابعة أعمالهم.
• في عملي بمجال المبيعات، وجدت بعض المحترفين من فريق العمل يقدمون خدمات مجانية فقط لتعزيز نوعية العملاء في معرض اعمالهم . تعلمت انها نقطة تفاوضية مع عملاء آخرين.

هذه المقولة، تذكرني بأول تجربة لي في العمل الحر، بالرغم من العمل كان عائده ضئيل جدا مقارنة بالمجهود، إلا أنه كان دائم و مع عميل كنت أتمنى أن أعمل معه لخبرته ولتمكنه كثيرا في الأمور التقنية، وبعد 6 أشهر من العمل معه شعرت أنني تغيرت و أداءي تطور حتى شخصيتي تغيرت، أصبحت مختلفة، منضبطة، أراعي التفاجيل وجودة العمل، وكل هذه الأمور حدثت تلقائيا من كثرت إحتكاكي بالعمل.

اليوم، بعد عامين من العمل الأول، يمكنني أن أقول أن له الفضل علي لما حقتته اليوم.

هل توافقون هارولد جينين في تفضيله مصادر الخبرة كأولوية على المقابل المادي؟ أم أن لكم رأيٌ آخر؟

بالتأكيد أوافقه، في مقابلات العمل يشترطون الخبرة، وحتى تكتسب الخبرة لابد أن تعمل، لذلك إيجاد عمل الأول صعب المنال إلا أنه إذا حضر لابد من الشخص أن يتمسك به ويختبر قدراته والأمور التي لابد ان يطورها من نفسه.

، حتى وإن كان مقابل تلك الخبرات في الوقت الحالي لا يفي بالغرض.

هذا ما يحدث بالفعل، فالبدايات غالبا ما تكون المرحلة الأصعب بالمسار الوظيفي.

هل توافقون هارولد جينين في تفضيله مصادر الخبرة كأولوية على المقابل المادي؟

أكيد الخبرة يكون لها الأولوية بمرحلة ما، لكن البعض قد لا يمتلك رفاهية هذا الإختيار؛ فالمقابل المادي كثيرا ما يكون الهدف الأساسي لبعض الموظفين، وهذا ليس عيبا، وقد تختلف أولوياتهم مع مرور الوقت، مع تحقيقهم بعض الإستقرار المادي الذي يمكنهم من التركيز على إكتساب خبرات جديدة، وتطوير خبراتهم الحالية. فالوضع مرهون بالأولويات.