بالنسبة لفئة كبيرة من الناس، هم لا يستمتعون أو يتحفزون للعمل، بل يتخذونه كطريق لابد منه للوصول لهدف آخر، المتعة بالنسبة لهم في الوصول وليس في الرحلة.
وبالنسبة لنفس الفئة، وكأي فئة، يكونوا متحفزين أثناء لعب لعبتهم المفضّلة، سواء كانت عادية كالشطرنج مثلًا أو الكترونية، ويرغبون في الاستمرار لأطول فترة ممكنة، ولكن لمَ يمتلكون الحافز للعب أكثر بكثير مما يمتلكونه للعمل؟ هذا هو دور تقنية gamification وتُترجم "تلعيب" أو "لوعبة".
الغرض من هذه التقنية هو استخدام نفس الأساليب التي تُستخدم في الألعاب لتحفيزنا على العمل أيضًا. هل فكرت في فعل ذلك من قبل؟
هذه أهم ثلاثة أساليب مُستلهمة من الألعاب يمكننا تطبيقها لتحفزنا أثناء العمل:
1. الهدف والرسالة: في بعض الألعاب، قد يكون الهدف هو حماية الملك أو البلد من غزو خارجي، أو بناء مدينة جديدة. وفي العمل، علينا أن نتذكر دائمًا الهدف النبيل وراء عملنا وكيف يرتبط بقيّمنا. فهدفك كمترجم هو توصيل أهم المعارف لأبناء لغتك، وهدفك ككاتب هو إثراء معرفة القراء، وهدفك كمسوّق إيصال المنتج للشخص الذي يحتاجه حقًا وينتفع به، وطبّق ذلك أيًا كان مجال عملك.
2. التطور والانجاز: في الألعاب، اكتساب نقاط جديدة وملاحظتنا للتطور المستمر هو ما يدفعنا للاستمرار، وهكذا في العمل، يجب أن نلاحظ مقدار تقدمنا مقارنةً بما كنّا بالأمس، أو حتى خلال نفس يوم العمل.
3. توفر التحدي الأمثل: أكثر ما يحفزنا في الألعاب هو وجود تحدي سواء كان ضد شخص آخر أو بسبب وجود توقيت محدد يجب الوصول لنهاية اللعبة قبله، وهكذا في العمل، يمكننا ايجاد شخص في نفس المستوى لنتحداه حتى نحقق نتيجة أفضل. ويمكن كذلك التحدي من خلال تقليل الوقت المعتاد لانجاز نفس المهمة؛ فإن كانت هذه المهمة تتطلب منّي 60 دقيقة، سأضع لنفسي تحدي لإنهائها خلال 55 دقيقة، وبعد أن يكون ذلك معتادًا يمكن تصعيب الأمر أكثر.
ماذا عنكم، كيف تحفزون أنفسكم أثناء العمل؟
التعليقات