الأسهل أولًا: ما هي فلسفة مارك زوكيربيرج في آلية العمل؟

أشرت لنقطة حساسة يا علي في وضعي الحالي، واليوم بالضبط فكرت في الأمر وقلت أنّني بحاجة لجلسة، لضبط ذلك...

فيما يخصّ الأمور الصعبة والبداية بها أعتقد أن الكثيرين ينتهجون هذا المنهج، وذلك حسب نظرية التهم الضفدع أو قاعدة الإنجاز لبريان تريسي، التي تتناول باختصار إذا كان لديك ضفدع ( يرمز بها للمهام) وعليك تناوله، فأي وقت سيكون أفضل ولاشك سنختار الصباح ونرتاح من الهم، وهذه قاعدة مشهورة في الإنجاز والانتاجية، وهي ما أتبعه لكن مؤخرا وجدت نفسي أتكاسل فيها، ولاحظت تراجعا في انتياجيتي وتضييع الوقت أكثر.

لكن لدي وجهة نظر حول فلسفة مارك، وأعتقد أن الأمور السهلة تعطينا تحفيزا ودفعة للمواصلة، وتبقى في ذهنك الأعمال الصعبة وهنا تفكر في أنه لابد من انجازها، في حين لو تترك السهلة في الأخير ستقول سهلة ويمكن انجازها، وقد يداهمك الوقت ولا تفعل.

أما في حالة بدءك بالأمور الصعبة فأنت ستشعر بالإنجاز والنشوة، وقد ينسيك ذلك انجاز مافي جدول مهامك.

ولكن لا يمكن إلزام شخص بفلسفة ما، فيما يخص الإنجاز يبقى لكل شخص نفسيته وما يناسبه وتقسيمه لوقته، والأهم من ذلك هو أن يجرب هذه الفلسفات والدراسات حتى يجد ما يناسبه، ولا يعتمد على الانظمة التي سطرها بنفسه، لأن النفس عادة تميل لهواها.

أعتقد أن هناك قاعدة بسيطة في العمل، وهي إذا كنت تقوم بالأشياء السهلة أولًا، يمكن أن تحرز الكثير من التقدّم.

لقد تفاجأت أن هناك صفة مشتركة بيني و بين زوكربيرج .. مع الفارق الكبير بيننا !

في السياق نفسه، هل تفضلون القيام بالأشياء السهلة أم الصعبة أولًا؟ وماذا يقصد مارك زوكيربيرج في رأيكم بالأشياء السهلة التي إن أنجزناها أولًا سوف نحرز المزيد من التقدم؟

أعتقد أن الأمر شبيه بممارسة الرياضة ، حيث تبدأ بالإحماء أولاً ثم تزيد من شدة التمرين تدريجياً حتى تصل الذروة و تحقق أفضل نتيجة من التمرين ، و أنا أتبع هذا النهج في حياتي ، حيث أنني أبدأ بالمهمات السهلة و أتجه للأصعب .

حسناً ماذا يحصل إذا بدأت بالتمرين الشاق أولاً ثم انتقلت إلى تمرين أخف ؟ ستقل طاقتي و ربما ستنعدم ، و ربما ستزيد نسبة تعرضي لإصابة أو إجهاد عضلي ، أو ربما أضطر لإلغاء حصة التمارين الإضافية الخفيفة بحجة الإرهاق الذي أشعر به ، الأمر شبيه أيضاً بالمهام اليومية ، إذا ما قمت بالمهام الصعبة أولاً و صرفت عليها كل طاقتك لن تستطيع القيام بمهام صغيرة أخرى و ستكتفي بما قمت به سابقاً .

طبعاً هذه طريقتي التي لا يوافقني عليها أحد من حولي سوى مارك زوكربيرج نفسه !

نعم منذ سنوات طويلة وانا اعتمد في استيراتيجي عمل القيام بتجزئة المهام وفي الغالب اعمل على انجاز الأمور التي تستدعي وقتا طويلا او اعمالا معقدة بل اقوم بالبدء بالأمور البسيطة والتي اشعر بها بتجقيق انجاز ولو بسيط وكذلك اقسم عملي اليومي بحيث اول ساعتين تكون للاعمال البسيطة والتي لا تحتاج لبذل كثير من الجهد.

هكذا اقسم اعمالي ويومي ودوما اشعر بان اليوم يمر بانجاز سواء كان بسيط او كبير لكن لابد ان انهيه بالرضا عما قمت به وهذا يدون في التقرير اليومي الذي اقدمه لمديري.

اكتب المهام التي يجب أنجزها في نهاية دفتر اليومية bujo ثم استخدم الذكاء الطبيعي (الحدس) في أختيار أنسب مهمة أعمل عليه حسب الوقت والحاجة والسرعة والعائد المادي والعائد النفسي وأنه سيحفزني للمزيد من الانجاز ................................

من واقع تجربتي المتواضعة أظن أن القيام بالمهام السهلة قبل الصعبة هو النهج المثالي لتأدية جميع المهام اليومية، لماذا؟ لأنه ببساطة في بعض الأحيان تكون هاته المهمات الصعبة معقدة شيئا ما و يصعب تأديتها، فتخيل معي علي أنك بدأت يومك بالفشل في أحد المهمات الصعبة بعد أن عملت بجد على تأديتها، في هاته الحالة ستجد نفسك ضيعت الكثير من الوقت و الجهد و الطاقة الإيجابية في مهمة واحدة، و هذا قد يؤدي في الكثير من الأحيان في الإحباط و عدم القدرة على إكمال جميع مهامك اليومية، على العكس في تأدية المهام السهلة ستجد نفسك أنه بعد كل مهمة قمت بتأديتها ستزيدك شغفا و طاقة لإتمام باقي المهام.

أعتقد أن الموضوع يختلف من شخص لآخر، بحسب قدرته على التحكم في طاقاته، ومدى قدرته على إستجماع تركيزه وقتما شاء.

فنجد البعض يفضلون البدء بأعمال يسهل القيام بها، ولا تحتاج لدرجات عالية من التركيز والجهد، وذلك يكون بمثابة العمليات الإحمائية قبل دخول التحدي الحقيقي.

والبعض الآخر يفضل البدء بالأعمال الصعبة لينجزها وهو في قمة تركيزه، والذي قد يضعف مع مرور الوقت.