لدي أحد الأقرباء  تخرّج في كلية الطب وتقدم للوظيفة وبالفعل نجح في الامتحان الوظيفي وكان عليه أن يؤدي القَسم الطبي في مراسم علنية قبل مزاولته لمهنة الطب، فَهِمَ و حفِظ النص جيدًا حتى ينخرط في الوظيفة، لا شك بأن هذا الأمر يحدث في مهن أخرى مثل المحاماة و القضاء والعسكر وما إلى ذلك، لكنني حقيقًة لم أجد هذ الأمر موجود في مجال المال وريادة والأعمال والشركات، أي نعم قد تخبرني بأنّ هناك  مواثيق الشرف و مدونات السلوك -التي تشمل قواعد وبنود لابد على الموظف قراءته وربما تم التطرق حولها هنا على المنصة- في هذا التخصص، لكن هل آتت أكلها حقًا ؟ قد يرفض البعض القَسم المهني و يتشدق برأيه ويرى أن الشركات ليست بحاجة له، حتى أنه قد يتفوه ببعض العبارات مثل؛ أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وأننا في عصر التكنولوجيا، فيمكن للموظف أن يكتفي بقراءة مدونة السلوك ويتبعها بحذافيرها، مع أنني أشك في أن الكل يقرأها، لكن إن كان هذا صحيحًا؛ لِماذا الأزمات والفضائح المالية والتجاوزات المهنية عصفت ببعض الشركات! كلّنا قرأ عن أزمة و انهيار شركة إنرون للطاقة نتيجة سرطان الفساد الذي كان يستشري في النظام المحاسبي آنذاك، كما نتذكر ما حدث قبل أربع سنوات مع شركة سامسونغ عندما قام وريثها " لي جاي يونغ" بالرشوة والاحتيال، وهناك  شركة ثيرانوس Theranos   والتي روجت لإعلان عن منتج غير موجود أصلًا، وهناك من يسرب معلومات الشركة التي يعمل أو عمل بها، الأمر محزنٌ حقًا، أتخيل لو المسؤول عن الشركة أو الموظف بها يؤدي القَسم أمام الجميع ويقول: "سأدير شركتي بكلاء ولاء" " سأعمل بجهد واتقان" " سأقدم خدمات بجودة عالية للعملاء" "سأحترم خصوصية العملاء والزبائن والموظفين أيضًا" "سأتبع السرية في عملي" " سأكون مثالًا يحتذى به في النزاهة الشخصية أمام الموظفين". وهكذا، ألا يعدُ الأمر مُجديًا!

يبدو لي بأنّ القسم  ليس مجرد إجراء شكلي، هو أبعد بكثير من ذلك كوننا سنتعهد بفهم متطلبات الوظيفة، إذًا  ألا نرى بأن هناك بونًا شاسعًا بين من يؤدي الحلف باليمين ومن يقرأ مدونة السلوك؟! أشعر بأنّ  الفرق بين الأمرين يساوي الفرق بين الثريا و الثرى.

ما رأيك أنت، ألا نحتاج إلى إلى مثل قَسم أبقراط ولكن في مجال المال وريادة الأعمال؟ أم أنّ الأمر مختلف عمّا يحدث في مجالات أخرى؟!