كيف ترون أهمية الإعلام في دعم الأعمال الريادية؟

الخلل موجود في آلةأخطر وأشرس من آلةالإعلام التابع للدولة وهو "الفساد"

أعلم، ولهذا قلتُ في مقالي مسبقاً بأنّ الإعلام صوت المواطن للمسؤول، بالتأكيد هنالك في كلّ الكون فساد..

قد لا أتمكن أنا المواطن (الغلبان) من مواجهته وحدي أو مقاومته أو التخبير عنه، وبالتالي الأجدر أن أجد القناة التي يمكنها أن تنقل حالة الفساد هذه للجهات الأعلى وتسعى لعلاجها، فإن لم يكن الإعلام هو هذه القناة الواصلة، فكيف يمكن أن يصل صوتي؟؟

ألا تتفقين معي في أن القضاء على الفساد هو أولى من الاهتمام بطرح تلك المشاريع والإعلانات البراقة غير المجدية لأننا ستتصادم مع الحقيقة المرة وهي وجود الفساد؟

أيضاً لم أختلف أبداً معك.. تلك المشاريع والإعلانات البرّاقة غير المجدية كيف وصلتني؟؟

أليس من خلال وسائل الإعلام الموّجه؟؟، تلك الوسائل التي لأجل غايات الكسب (والكسب فقط) لم تراعي المصلحة العامة، ولا النزاهة، ولا الشفافية، وعملت للناس (من البحر طحينة)!!.

حين ناقشت الأمر وربطته بالإعلام، لأنني مقتنعة بأنّ الإعلام الجيد الشفاف النقي، قادر على تغيير الكثير، لأنه سيسلط الضوء على التجاوزات، وينقل الهموم، سيكون همزة الوصل بين عين (صاحب القرار) وصوت (طالب الأمر)

لكن إن فقدنا البوصلة في (أداة التواصل) كيف يمكن لنا أن ننمو ونتقدم؟؟

مؤلم الأمر كثيراً... مؤلمٌ أننا ومنذ عصور نواجه (ذات المارد) ونعرف في أعماقناأننا قادرون على (وأده)، لكن المارد يزداد تعملق، ونحن نعلم ولا نملك القدرة على المواجهة!!

هذا الإمارات رائدة الأعمال ليس في الوطن العربي إنما في العالم كله

أتفق معك تماماً.. ولذلك هي حالة استثنائية.

الفكرة هنا أن هناك مؤسسات ومستثمرون ورجال أعمال في الأمارات يحتضنون المشاريع الرياية، ولكن الإعلام سوّق للعالم بأنّ هناك حقًا مشاريع ريادية في الأمارات أمام العالم وبالفعل نجح في ذلك لأنّ الإمارات حقًا دولة ريادية.

أيضاً أوافقك الرأي.. الإعلام هنا مارس دوره تماماً، دون أيّ تأثير خارجي سلبي كان أو إيجابي.. الدور المناط به ليس أكثر.

سأخبركِ بمشاريع كانت ناشئة في بلدي ولكن مع غياب الدعم لهذه المشاريع، أصبحت هذه المشاريع "أصبحت في خبر كان"

أتمنى ذلك بحق، وسأنتظره ..

فالتجارب خير من ينقلها أهلها.. وأنت اهل لها..

مسألة أخرى فطنت لها، وقد أراها خللا، وهي أن الجميع أصبح يريد التوجه لريادة الاعمال دون معرفة ما يحدث فعلا في هذا المجال، وهذا رفع من نسبة فشل الشركات الناشئة، الجميع أصبح يؤمن بفكرة: أنشأ مشروعك..

أحسنتِ القول.. وهذا بالضبط ما حاولت نقله الليلة بمقال أين أخطأت؟؟ أن بطل المقال (الكاتب) كان من هؤلاء الذين ظنّ الأمر سهلاً.. لهذا فشل مشروعه قبل أن يبدأ.

أما الإعلام فهز مجرد أداة مساعدة، يمكن استغلالها ليس إلا، الكثير نجح من دونها، الفيصل ان يكون هنالك وجود لشخصية رائد الأعمال

للإعلام دور... المسألة هنا أن لا يقوم بأكثر من الدور المناط به ولا يتم استخدامه بشكل أو بآخر لأغراض غير الأغراض التي يجب أن يكون عليها الإعلام الحرّ.. منفصل.. ولا يتدخل فيما يحدث.. ينقل الخبر بشكل صحيح دون أي مصالح تكون عليا أو حتى دنيا.

لا يوجد إعلام نزيه

اسمح لي أن لا أتفق معك.. الإعلام الحرّ هو إعلام نزيه.. الإعلام الذي يعرف دوره تماماً، ويعرف أثره وتأثيره ويمارسه بشفافيه وصدق هو إعلام نزيه.

المشكلة اليوم في تسييس الإعلام، ليس الإعلام فقط، بل كلّ قطاع لا يمارس دوره بشكله الصحيح لأنّ هنالك من يمارس وضع بذور عفنة فيه، ، لو استطعنا أن نقضي على ذلك.. فنحن بخير.

الخلل في الوساطة، أي بنك أو مؤسسة دعم تحتاج إلى صكوك الثقة حتى تقوم بتمويل مشروعك الصغير، وبالتالي عملية المفاضلة في بلادنا لا تكون مبنية على الدراسة، ولا على الدعم، بل على العلاقات.

أتفق معك هنا.. لو أردنا أن ننجح المشاريع الريادية علينا أن ندعمها، وأن لا نضع التعقيدات أمامها.. أغلب أصحاب المشاريع الصغيرة لا يملك أصحابها الضمانات التي تضعها البنوك، ولذلك على المؤسسات في الدولة أن تضع كافة التسهيلات التي تضمن أولاً قيام المشروع واستمراره ثانياً..

ولكني أسألك هل تصدقين بالفعل جميع الأرقام والبيانات التي يطلقها أي إعلام، هل بالنسبة لك هذه الأرقام واقعية؟!

طالما سألتني بصدق.. أنا لا أصدّق الإعلام، وأعلم كيف تحاك الأمور وتدار، ورأيت أمامي كيف يمكن أن تثار بلبلات بخبر، وتنطفئ نيران بآخر.. لذلك منذ زمن بعيد تركت متابعة الإعلام.. وما أعتمده في أرقامي بالتأكيد لن يكون إلا مراجع وأبحاث وقد أستند لبعض الأخبار لكن بالتأكيد لن أضع عليها اعتمادي الكامل.

مع الأسف صحيح.. الإعلام اليوم مارس كلّ الأدوار عدا الدور المطلوب منه...

هنالك خلل.. المشكلة أننا نعرفه لكن متى يمكننا ان نصوّبه؟ لست أدري.

دعنا نكن صريحين.. الإعلام مارس دور التسويق والترويج وهو أحد الأدوار المناطة به، دون ان يكون هنالك تزييف للأمور أو تعديل للحقائق، ودون أن يكون أداة..

المؤسف في الردود هنا أن أغلبها أجمع اننا اليوم نواجه إعلام مسيّس.. مستخدم بيد أصحاب القرار وفق أهوائهم.. هذاؤيقودنا لأمر واحد فقط.. أننا لن نصدق الإعلام ولو كان صادقاً وهنا هي المشكلة.

لم يكن الإعلام يوماً غائب.. لكن المشكلة أنّ ما يظهر على السطح هو ما يريده المتنفذون أن يظهر، وما لا يريدونه بالتأكيد لن يكون واضحاً أو بيّنا..

ربما يتحسن الأمر يوماً... من يدري

أتفق معكِ تماماً.. وهذا أمر مؤسف...

زمان كنت حين أسمع كلمة (السلطة الرابعة) أعتقد (وأنا صغيرة العمر) أنها سلطة مستقلة منفصلة لا أجندات لها..

اليوم أعلم أنها كلمة تقال لكن لا سلطة مستقلة، وكلها تسير في دارّة واحدة.. مصلحة الأقوى.

صحيح تماماً، العراقيل في بيئة الأعمال سبّبت تأخراً لهذه الاعمال.. وأتفق معكٍ تماماً فيما ورد من جانبك.

لكن لم أكن أبداً أعتبر الإعلام سبباً في فشل المشاريع الريادية، وليس في كتابتي ما يشير إلى اعتباره سبباً، بالعكس تماماً جلّ ما تمّ نقاشه يؤكد ما أوردته حضرتك من أنّ الإعلام موجود ليكون ناقلاً، لكنني لا أتفق معكِ باعتباره ناقلاً للخبر بشكل سلب أو إيجاب دون أن يكون له دور في التأثير.

لفتت انتباهي هذه العبارة، وهي خاطئة تماما، تلومين الاعلام لعدم تأديته وظيفته ثم تطالبين منه أن يكون اداة في يد السلطة.

لم أطالبه بأن يكون أداة.. كما أنني لم ألمه ولم أتهمه أصلاً في عدم تأدية وظيفته!! وأستهجن أين قرأتِ هذا بالضبط؟؟

ببساطة حين قلتُ بأنه اليد التي تحمل الرسالة.. فهو تشبيه وليس ادعاء أنه أداة.. ولو أمعنتِ النظر في الأمر لوجدتني تعاملت معاه كجهة حرّة تملك كلّ المخوّلات والمعززات للتأثير على البيئة بمستوياتها الأفقية والعمودية، وبأنّ التوجيه له وتحديده ليكون أداة هو ما يجعل الموازين غير متفقة.

أول شرط للحصول على اعلام حر قادر على ممارسة وظيفته الرقابية وجاهز للتحقيق في التجاوزات وكشف الفساد هو أن يكون بعيد كل البعد عن الدولة أو أي شخص في السلطة، وإلاّ كيف سنتوقع منه مثلا الكشف عن تجاوزات وفساد يحدث في هيئات دعم المشاريع الريادية وهو قريب من السلطة؟ لن يفعل بالطبع لأنه مسير وليس حر.

تماماً.. أنا لم أقل غير ذلك.. بالعكس كان انتقادي قائم في حال لم يكن كذلك..

تحايا

مؤسف هو ذلك الأمر ولا يمكننا إنكاره..

إنها دائرة، غير صحيح ما يجري بها لكنها يجري،

المشكلة أننا نعرف أنّ الخلل موجود، وندرك ما هو الأصوب ليتم فعله، لكن ما نعلمه لا نتمكن من تطبيقه لأنّ نقاط القوى المؤثرة من تحرك الأحجار في رقعة الشطرنج!!

أتمنى أن يتغير الأمر.. أن يكون هنالك ما يمكن فعلاً أن يقلب الموازين، وتعود الأمور لمسارها الصحيح.

صحيح تماماً.. لذلك قلت بأنه يجب أن يكون رسول أمين لرسالة الدولة وصوت المواطن.

بالتأكيد الإعلام جهة ومعه المفروض جهات أخرى مساندة.. لكن في هذا العالم الافتراضي والرقمي.. نلاحظ بأنّ الإعلام أصبح على عاتقه حمل أكبر من الأحمال السابقة..

سؤال على الهامش.. (ما هي الحراقة؟؟؟) :)