في إحدى اسكتشات برنامج SNL بالعربي، شاب يدعُى " كاظم الساحر" وهو لاعب خفة، ظهر في مصلحة حكومية لتخليص بعض أوراق سفره لروسيا لدورة تدريبية في مجال السحر، ولكن " مدام عفاف" تكون له بالمرصاد حيث تغرقه بالطلبات التعجيزية وهو ينفذ ما تطلب باستخدام سحره، إلى أن أخبرته بنبرة تحدّي أنه أخيراً قام باستيفاء جميع الأوراق لكن يجب انتظار مدة تتعدى الأسبوعين لإنجاز طلبه، فيستخدم سحره ليسافر في لحظة إلى روسيا.
حسناً، من هي " مدام عفاف" ممثلة الـ HR؟
" مدام عفاف" هي المسؤول عن كل ما يخصك عند العمل في منظمة أو شركة، من بداية قدومك حتى رحيلك، أو رحيلها، وهي الطريقة الوحيدة للخلاص منها.
لكن هل يجب فعلاً الخلاص منها؟
قسم الموارد البشرية في أي شركة أو منظمة هو من أكثر الأقسام حيوية وأهمية، فهو المختص بالأفراد، من اختيارهم حتى تدريبهم ومكافئتهم.
لكن أعتقد بخلاف ما هو رائج في مجتمعاتنا، فإن " مدام عفاف" هي مركز قوة جبار لدى أي نشاط تجاري، فنجاحها كموظفة هو دافع لنجاح منظمة كاملة. نرى شركة APPLE في التسعينات تنشر إعلان عن رغبتها في موظفين يملكون " عقول مربعة في عالم مدور"، الأمر الذي زاد الشركة قوة في العقود القادمة، وهو إنتاجية موظفيها وإبداعهم. تتساءل من المسؤول عن هذا الإعلان؟ صحيح! " مدام عفاف" ذاتها.
لكن كأي وظيفة تم قولبتها لدخول الشرق الأوسط، فقد تم إخفاتها وتحويل مكتبها لمكتب لا يٌطاق بين الأروقة، وما أرى سببه أنه إفتقار بعض موظفي الموارد البشرية إلى الإبداع، إنعكس ذلك على تهميش المبدعين الحقيقيين ورفضهم دخول الشركة، فباتت دماء الشركة جافة ومملة وغير قابلة للتجديد.
ماذا تظن أنت أنه السبب في تردي هذه الوظيفة في أوطاننا، وخوف الموظفين منها والتي تعد هي حاميتهم أصلًا؟ وهل هذا الافتراض صحيح؟
التعليقات