هل العمل لسنوات طويلة فى مكان واحد شرط لاكتساب الخبرة؟

لقد سبق وقرأت بوست على لينكد إن ينصح فيه العاملين عندما يدرك أن المكان الذى يعمل فيه لا يكتسب منه شئ جديد فليتركه.

بالتأكيد الخبرة النابعة من عدة أماكن مميزة لأن كل مكان يختلف عن الآخر ونتعلم الجديد كل يوم .لذلك افضل أكتساب خبرات مختلفة من أماكن مختلفة وتجديد مكان العمل كل سنتان أو ثلاث ،ولكن للاسف تلك تعد رفاهية غير متوفرة للكثير ،فكما تعرفين نسبة البطالة منتشرة بكثرة فى مصر وفى العالم العربى ،والفرد يصدق حتى يجد عمل فكيف سيتركه ويترك مصدر دخل له من أجل أخر فى علم الغيب غير مضمون،قد يجده أو لايجده .

من بين أكثر الوظائف التي تعجبني، هي تلك التي تكون متعددة الأوجه،يمكن أن تكون صعبة في البداية، لكن في ما بعد ستصبحين متعددة المعارف..

مثلا شركة للدعاية والإعلان، الإعلان يمر بالعديد من المراحل، مثلا السيناريو، الفيديو، التسجيل الصوتي، المونتاج والميكساج، ثم الإخراج وما إلى ذلك..

أرغب فعلا بتعلم كل هذه المراحل، لما لا؟

بدل أن أحصر نفسي في كتابة السيناريو فقط ولأنه اختصاصي، لما لا أكون شهرا هنا، وشهرا هناك، واتعرف على كل الفرق، كل المراحل، حتى إن غاب أحد زملائي قد أشغل منصبه..

لكن الفرق ماهو؟ أن العديد لا يريد هذا لأنه به جهد التعلم، ويخاف من الاستغلال، إذ سيصبح العمل عليه، وطلبات زملائه تكثر عليه، وكل شخص يطلب أن تاخ مكتبه كي يغيب، أو كي يخرج..

لذا من الأفضل في نظرهم أن يظل في اختصاصه، هي قد تتجاوز هذا بالرضا الوظيفي مثلا، أن تحب عملك، وأن يكون الأجر عاليا، سيكون هذا جيدا..

ماذا تفضلين بينهما، اختصاصك، أم تعدد الأوجه ولو تم استغلالك؟

التنوع في مجال العمل يسمح لك بإكتشاف مجالات عدة وتعلمك أشياء جديدة

لكن العمل بمكان واحد مع الوقت ستصبح ذو خبرة عالية في المجال ومقصد

للكثيرين للتعلم من خبراتك والإستفادة منها .

لا أنصح بالإستقالة قبل أن تجد وظيفة جديدة ولها مميزات أفضل من وظيفتك لأنك ستخسر الإثنين .

حافظ على الاولى وتعلم على الثانية.

ماذا عنك، هل ترى أنك الخبرة النابعة من عدة تجارب أفضل من الخبرة الناتجة من العمل فى مكان واحد؟

لا شك أن العمل في مكانٍ واحد لفترة من الزمن يُكسب العامل صفة "الاستقرار المهني أو الوظيفي". وهو نوع من أنواع صمامات الأمان التي تحمي العامل من شبح البطالة. فالتفكير في التغيير ينطوي عليه مخاطرة في صعوبة العثور على عمل بشكلٍ سريع. والكلام بهذا الخصوص سهل لكن الواقع يفرض معادلة مختلفة للغاية، وهي أن سوق العمل ضحل ويحتاج لصبر وربما لفترة طويلة حتى نجد عملًا آخر!

لهذا السبب قد يُجحم العديد من الموظفين عن ترك أعمالهم "المريحة" في المكان نظير الانتقال إلى مكانٍ آخر. إلا إن كان الوضع المادي للموظف مستقر وجيّد ويسمح له بأن يُغامر للبحث عن وظيفة أخرى، او أن الوظيفة البديلة جاهزة وبانتظاره ليستلمها.

أما عن الخبرة، بلا شك فإن تغيير الأعمال تُكسب خبرات جديدة حتى في نفس المجال!

اختلاف زملاء العمل والمكان بحد ذاته يُكسب تجربة جديدة للغاية. وبعض التخصصات كما ذكرتِ "الطب" من المؤكّد أن نوع الخبرة المرتبطة به تختلف مع اختلاف المكان نظرًا لاختلاف الأساليب الطبية المتّبعة والآلات والبروتوكولات في كل مشفى ومنطقة.

لكن من يجرؤ على مغادرة منطقة الراحة المتعلّقة بالمهنة ليُجرب نفسه في مكانٍ آخر في ظل شحوح الوظائف المستقرة؟

هل تملك الشجاعة كى تترك وظيفتك من أجل الحصول على وظيفة ذات خبرة جديدة؟

ربما في الفترة الحالية لا، وما أقصده الفترة التي لم أصل بعد خلالها للاستقرار المادي.

الأمر ينطوي عليه مجازفة كيرة، كما أنني ربما لا أجد راحتي في مكان العمل الجديد. فالفترة الطويلة في العمل بمكانٍ واحد تولد نوع من الراحة وكأنني في "منزلي الثاني"، وتغييره ينطوي عليه مخاطرة كما ذكرت!

بالتأكيد اختلاف الأماكن تعطي خبرة بصورة أكبر وأوسع وأيضاً التعامل مع الأشخاص وإكتساب المعارف الاجتماعية والتواصل مع فئات مختلفة من الناس يعطي خبرة في التعامل مع الناس بشكل عام مما يسهل عملك.

يستحيل أن يكون جميع الأماكن عبارة عن نسخ مكررة فبطبيعة الحال لكل مؤسسة أو شركة سياسة مختلفة ونظام عمل معين وهو ما يعطيك الخبرة المختلفة.

في حال كانت الوظيفة الجديدة بمميزات جديدة سأترك وظيفتي من أجل الحصول عليها، ولكن إن كان فقط السبب هو كسب خبرات جديدة ولا يوجد أي حوافز أخرى فسأفكر أكثر من مرة بالأمر لأنه من الطبيعي أن أطور من مهاراتي ولكن الأمر الأساسي من العمل هو الراحة والاستقرار الوظيفي بالاضافة لكسب المال من أجل الحصول على المعيشة الرغدة

لا أظن أن نعم أو لا تكمن الإجابة، أظن الإجابة تكمن في أي تعمل، هناك وظائف عملت بها واخذت خبرة قليلة جدًا مقارنة بعملي لسنوات طويلة، واخرى عملت فيها شهور معدودة ومع ذلك خرجت بمعلومات سديدة جدًا، الأمر كله في المكان وطبيعة الوظيفة