كيف نحول المشاريع الموسمية إلى مشاريع دائمة؟

أعتقد أن معظم المشاريع الموسمية هي فروع من مشاريع دائمة ، فبائع الحلوى على عربة صغيرة هو غالبا يضعها أمام محل الحلوى الخاص به او له محل حلوة في مكان ما ، وبائع هدايا عيد الأم هو صاحب محل هدايا او ملابس غالبا، ولكنه يصنع لهذا الموسم شكلا جديدا وتسويقا مختلفا ،، ولكن بالتأكيد يوجد بعض من يضطر لعمل مشاريع موسمية يستغل فيها الأحداث والواقع ، وقد أظهر أنتشار فيروس كورونا هذا بشكل واضح ، فرغم كساد معظم المنتجات في الأسواق لقلة الحركة وقلة الدخل لدى معظم الناس ، إلا أن البعض استغل هذه الفرصة وربح أموالا طائلة خاصة ما يخص صنع الكحول والمطهرات والكمامات وأنابيت الأكسجين والأدوية الخاصة بالكورونا والمواد الغذائية والفواكهة التي تعمل على رفع المناعة .. وهنا لا نستطيع أن نقول لهؤلاء توقفوا عن استغلال هذا الموسم ولكن نحذرهم أن الاعتماد على المشاريع الموسمية ليس كاف لاستمرار النجاح وضمان الدخل المادي.

الأفكار الموسمية تحقق دخل سريع خلال شهرين أو ثلاث ثم تعود لحالة الركود مرة أخرى، لا أعتبر مثل تلك المشاريع أعمال ريادية، بل هي مشاريع بسيطة للغاية، موجودة لفترة قليلة ثم تختفي وهكذا.

حاليا المشاريع صاحبة الديمومة والثبات هي ما ترتبط عادة بمجال تكنولوجي أو بمجال دائم للبشر لا يستغنون عنه وفي نفس الوقت يوجد به أيضا جزء تكنولوجي، فيجب إلا ننسى أن السوق العالمي اليوم غير كل الأسواق السابقة فهو سريع التغيير ويرتبط بعصر المعلومات، ولهذا من أراد عمل مشروع ريادي وناجح عليه التفكير بعنصرين دائمين: -

التكنولوجيا.

منتج لايستغنى البشر عنه.

سأذكر لك في النهاية قصة بسيطة عن شركة eventus، تلك الشركة مسئولة عن تنظيم المؤتمرات وكل ما يتعلق بها، وفي ظل ظهور الجائحة وتباعد البشر، كان الطبيعي أن تتعرض للإفلاس، ولكن أصحاب الشركة لأنهم رواد أعمال متيقظي الفكر، فأموا بنقل عملهم إلى التكنولوجيا، فأصبحت الشركة مسئولة عن تنظيم المؤتمرات عن بعد عبر البرامج المخصصة لذلك، وبذلك استطاعت تطوير عملها.

فى رأيى دوام تلك المشاريع لا يحدث إلا بحدوث بعض التطور كى تناسب العام بأكمله.

مثلاً بائع هدايا عيد الأم يمكنه جعل مشروعه مختص بالهدايا بشكل عام مثلاً.

هدايا بسيطة بسعر مناسب لها تغليف لطيف ثم فى عيد الأم يمكنه التركيز على هدايا الأمهات والزهور بالأكثر!

وبالخدمة المميزة والتعامل الجيد أظنه سيضمن دخلاً جيداً.

لذلك أرى أن تلك الأفكار الموسمية فرصة لتحقيق الدخل السريع ومنها يمكن لصاحب المشروع خلق البداية.

لأنه بأرباح مشروع مثل مشروع عيد الأم يمكنه تأسيس مشروع أكبر وبجودة أعلى مثلما قلت.

ألا تعتقدين ذلك؟

مساهمتك ذكرتني بشاب كان يقف عند الجامعة بعربة صغيرة يُقدم مُثلجات ومشروبات اثناء فترة الصيف، وفي فصل الشتاء كان يُقدم البليلة الساخنة والمشروبات الساخنة، كانت الفكرة غريبة بالنسبة لنا في البداية، ولكن بعد فترة علمنا أنها فكرة مشروعه أن يُقدم المشروبات والمأكولات حسب الموسم، وأعجبتنا الفكرة جدًا.

أعتقدُ أن الفكرة نفسها يُمكن ان تصلح مع الجميع، فمن الممكن أن يُبدل صاحب المشروع نشاطه من موسم إلى أخر، ولكن يتطلب الأمر منه تدبير ووضع خطة عمل جيدة موضح فيها الإستهداف والتوقعات حتى لا يقع في فخ خسارة البضائع في غير موسمها.

وهل الأفكار الموسمية فرصة لتحقيق الدخل السريع؟

الأفكار الموسمية هي اما تكون فرصة لتحقيق الدخل السريع، أو فرصة لخسارة سريعة؛ فالمنافسة في هذه المواسم تكون كبيرة والكل يُقدم افضل ما عنده من جودة وسعر، لذلك لابد أن يُخطط صاحب المشروع بشكل صحيح قبل أن يدخل تلك المنافسة.

موضوع ثريٌّ. أرى أن المهم هو "الوحدة العضوية" لمنتجات هذا البائع؛ فكما ذُكِرَ أنه ينبغي أن يستغلَّ البائع المواسم بتقديم منتجاتٍ خاصة بها بشكل جيد للتربُّح، ولكن ينبغي أن يكون لديه مُنتجاتٍ يبيعها باقي العام، تندرج تحت نفس عنوان التصنيف الخاص بالمنتجات الموسمية، فلذلك يجعل له صيتًا وسمعةً بمنتجات من نفس النوع، لأنه إن باع أشياء متفرقة مختلفة، لن يُكوِّن اسمًا وعلامةً مسجلة باسمه. سأوضح ذلك بمثال: لي مجموعةٌ من الأصدقاء قد أنشؤوا مركزًا تعليميًا يستهدفُ فئة الطلاب، وذلك في "موسم الدراسة"، كما أنهم يُقدمون المركز كبيئةٍ وورشةِ عملٍ لروَّاد الأعمال، أو من أراد تأجيرَ مكانٍ بمناخٍ هادئٍ ليعمل هو وفريقه على مشروعٍ خاص بهم، وذلك "طول العام". فبذلك استفادوا من وقت الموسم وكذلك في باقي الأوقات، ولم يُغيِّروا من شكل وهيئة النشاط الذي يُقدمونه؛ فهم يُقدمون "بيئة تعليمية" في موسم الدراسة، و"بيئة دراسية" لأصحاب المشاريع في كل الأوقات وليس "مطعمًا" مثلًا! أو غير ذلك مما لا يتفق مع ما يُقدم في المواسم ذات الرَوَاج.

فكيف يضمن صاحب المشروع لمشروعه الديمومة والثبات إن كانت فكرته مرتبطة بموسمٍ معيّن؟

أن تكون فكرته الموسمية تلك جزء من فكرة أكبر تشمل كل المواسم، وهنا يمكنه تحقيق لربح الموسمي المرتفع السريع، ولكن على فترات قريبة ومتتالية

فمثلا بائع الحلويات، إن اكتفي بمنتجات رمضان فقط طوال السنة فلن يستفيد شيئا وستذهب الأموال التي يكسبها في رمضان على باقي السنة

ولكنه إن كان مشروعه عبارة عن محل حلويات به كافة الأنواع، ولكنه يستغل المواسم المتتالية، وليس موسم واحد على مدار السنة، حيث سيكون محل حلويات يعمل طوال العام ويزيد انتاجيته ودعايته أثناء رمضان ثم موسم الأعياد وغيرها من المناسبات، كل منها على حدة هو موسم، لكنه إن استطاع استغلال أكثر من موسم أظن أن الأمر سيكون مربحا لأقصى درجة

لا بأس بالأفكار الموسمية فغالبا ما يكون الشخص لديه مشروع ثابت ويكون الموسمي هو المؤقت والذي يستفيد بشكل اضافي من خلال استغلال الموسم، وأعتقد أن الربح يكون وفير في الموسم.. وربما الشخص ليس ذوو مسؤؤوليات بل يريد أن يجمع مبلغ معين أو يجرب مشروع وقد تكون فرصة جيدة لأن النتائج شبه مضمونة...

يلفتني أن بائعين القطائف مثلا يتوقفون عن بيعه خارج رمضان مع العلم أن جميعنا نحبه في أوقات أخرى فقط هناك بعض التقاليد الغريبة لدينا والتي اعتدنا عليها بدون فهم،