هل يمكنني تقديم منتجاتي مجانًا والربح في نفس الوقت؟

سياسة ناجحة وذكية في الوقت نفسه، حيث تعتمد عليها العديد من الشركات وليس فقط الفيس بوك، لو نظرنا حولنا نجد اليوتيوب، انستجرام، سناب شات، ومعظم مواقع التواصل الإجتماعي تتجه إلى نفس الفكرة وهي الربح من الخدمات والإعلانات وبدون أن يشعر المستخدم !

ولكن ما لاحظته مؤخرًا هو بدء الشركات الى انشاء باقات بإشتراكات شهرية بإمتيازات أعلى، فمثلًا اليوتيوب قام بطرح Youtube Premium مقابل مبلغ شهري، وهذا ما جعلني اتسائل هل من الممكن ان تفرض علينا هذه الشركات ذات يوم اشتراكات شهرية؟

فنحن وصلنا لمرحلة الإدمان سواء للإستخدام أو المشاهدة، ومن السهل أن ندفع مقابل استمرارية الخدمة، فما رأيك في إمكانية لجوء الشركات إلى إلغاء المجانية وفرض رسوم على الخدمات للمستخدمين؟

هذه السياسة فعّالة للغاية، وتؤثر بالفعل في طريقة استقبال الناس للخدمة المُقدمة لهم، كما ذكرتِ مثلا: فيسبوك.

ويمكننا أن نُزيد أيضا الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي، التي لولا مجانيتها لما كان الإقبال عليها كما هو عليه الآن.

الفكرة أن عُنصر (المجانية) مغري جدا، حتى أن بعض المواقع تدفعنا لنسجل فيها لأنها مجانية فقط.

وربما لا نفتحها أو نستخدمها أبدا، لكننا نُسجل فيها لأننا لا نتكلف شيئا مقابل التسجيل، ومن الناحية الأخرى الشركة أو أصحاب الخدمة يستفادوا من تسجيلنا، ومن زيادة الأعضاء، في تحقيق إعلانات وانتشار أكبر.

الأمر أشبه بعملية شراء خفية.

نفس السياسة تستخدمها العديد من الشركات، من خلال توفير شحن مجاني مثلا وسط منافسين كُلهم يفرضون مصاريف الشحن على العملاء، فيشعر العميل أنه مميز، رغم أن الشركة تأخذ ثمن الشحن بطريقة أخرى، لكنها ليست تحت مسمى (مصاريف الشحن).

الأمثلة الناجحة على ذلك كثيرة ، ومنصات التواصل الإجتماعي خير دليل ، ولكني أنظر للأمر بمنظور آخر

ضعي السعر الذي ترينه مناسبا لما تقدمينه من خدمات

وعليك دائما وأبدا أن تناقشي القيمة وليس السعر

عند بدء التفاوض لا تناقشي أبدا السعر ، فهذا رهان خاسر

بل ناقشي القيمة والفائدة التي تقدمينها

وقتها فقط لن تعيشي ذلك الصراع

هذه السياسة تصلح مع الخدمات وليست المنتجات الملموسة والتي كل وحدة منها له تكلفة معينة يعمل صاحب المنتج على تحصيلها من خلال تسعير المنتج بسعر يمكنه من إستعادة التكلفة والربح أيضا.

أما عن الخدمات فكلٍ حسب الفئة المستهدفة له والغرض من إنشائه، فالفيسبوك مجاني ولكن هناك مصادر للربح عديدة وأهمها facebook adv، أيضا المواقع الإلكترونية والمحتوى المقدم منها، فالدخول والإستفادة منه مجاني ولكن الربح يكون بطريقة غير مباشرة مثل جوجل أدسنس او التسويق الإلكتروني.

لذا لا يمكن تطبيقه على المنتجات الملموسة برأيي.

سياسة ناجحة للمشاريع والشركات التي تستند إلى رأس مال ضخم وفي نفس الوقت تسعى إلى كسب أكبر عدد ممكن من العملاء وتوسيع قاعدتها واكتساح المنافسين بسهولة.

الكثير من هذه الشركات والمشاريع تعمل على طرح ميّزات أخرى "مدفوعة" بعد العريف بخدماتها وجودتها، وفي نفس الوقت تُحافظ على الخدمة مجانية الوصول.

معظم تطبيقات الإنترنت تعمل على هذا الأساس. أهم هذه التطبيقات هي تطبيقات الألعاب التي تتوافر للتحميل مجانًا على Google play أو App store، ولكنها تعمل على تقديم مهام إضافية للاعب أو إلغاء القفل عن ميّزات أخرى عبر الدفع المسبق، وذلك بعد تعريف اللاعب على ماهيّتها وتعلّقه بها. كما أن الإعلانات جزء أساسي من منظومة الربح الخاصة بها.

أجد أن معظم مواقع الإنترنت والمدونات في بدايتها تعمل على نفس هذا المبدأ، وهي تقديم محتواها بشكل مجاني للزوّار، على أمل ان تُساهم الزيارات الأكبر بتفعيل إعلانات جوجل أدسنس وبالتالي تُحقق الربح من ذلك. لكن هي مهمّة صعبة بعض الشيء خاصةً مع تطور عنكبوتات جوجل في إيصال المحتوى إلى الزوّار ومستخدمي محرّك البحث.

آهلًا إيناس

ما رأيك في سياسة بيع المنتجات بشكل مجاني والربح من الإعلانات والخدمات؟

هذا ما أفعله في مشروعي "الحديقة السرية" حساب لقراءة القصص للأطفال، أنشر جلسات قراءة مجانية "اونلاين" وأقدم خدمة جلسات القراءة للمكاتب/ للمدارس والروضات...

اعتقد أن الحصول على شيء بشكل مجاني يجعل مشتري الخدمة هو نفسه السلعة، إذ يتم بيعه وبيع بياناته وشخصيته لشركات الإعلان لتحلله جيدًا وتدرك كيف يمكنها الحصول على أمواله :"D

إذ أننا في فيسبوك نحن هو السلعة المقدمة لشركات الإعلان