في بداية طريقنا في عالم الاستثمار يمتلك كل منا حماسًا كبيرًا وآمالًا أكبر، ولا ندرك أن هذا الحماس الزائد قد يضرنا في اتخاذ القرارات.
فمثلًا إذا امتلكت الفكرة والأموال الكافية لبدء شركتي الخاصة أول ما سأفكر فيه هو المغامرة وبدء المشروع طالما عندي ما يكفي لتمويله وعندي الفكرة الرئيسية، وقد يوهمني حماسي أنني قادرة على إدارة الشركة بمبدأ المغامرة دون الالتفات لعدم امتلاكي الخبرة الكافية لإدارة شركة كاملة حتى لو امتلكت التمويل الكافي!
فقبل البدء في مشروعي الخاص يجب أن يكون أول ما أفكر فيه هو: هل الشركة ستنجح في بداية طريقها بإدارتي وحدي؟ أم أنني سأحتاج لشريك أكثر خبرة مني في المجال؟
نحتاج الشريك لعدة أسباب من أبرزها: المساعدة في التمويل، أو مشاركتنا خبرته وأفكاره لإدارة الشركة والصعود بها، أو لتعدد علاقاته في المجال مما سيسهل على الشركة الانتشار بشكل أسرع وأسهل، وكذلك يمكن للشريك أن يحفز شريكه ويعزز أفكاره للصعود بالشركة.
ولكن سرت القاعدة أن لكل شيء وجهان، فالشراكة كذلك لها عيوبها، فيمكن لشريكك أن يشاركك بالأموال فقط وترى أنه مفتقر للمهارة أو يمتلكها ولكنه يثبطك باستمرار أي أن العمل معه خالي من التشجيع والتحفيز.
كما أنه قد يشاركك في التمويل والمهارة وكل شيء ولكنه صاحب مشكلات مثلًا فيوقعك معه في مشكلاته، ويمكن للخلافات الشخصية أيضًا أن تؤثر على تلك الشراكة خاصةً إذا كانت الشراكة بين الأقارب أو الأصدقاء.
كما أن الشراكة في حد ذاتها ستؤثر على الربح العائد عليك بالطبع، فستتقاسمه مع شريكك، ويجب عليك وضع تلك النقطة في الاعتبار.
لذا يجب على كل منا التفكير بشكل سليم ودقيق جدًا قبل خوض تلك التجربة، وعلينا كذلك تحديد نقاط القوة والضعف لدينا لنستطيع إيجاد إجابة واضحة وصريحة على هذا السؤال: هل أستطيع الاستقلال بمشروعي الخاص أم يجب عليّ إيجاد شريك؟
ماذا عنك؟ هل تفضل البدء في مشروعك وحدك أم مع شريك؟
التعليقات