قال لي صاحب شركة : لا يوجد في العمل كرامة؟ ولو اصريت على كرامتك في أي وظيفة فلن تستمر في العمل في أي مكان ؟ لابد من المرونة والتحمل والصبر ؟
فما رأيكم؟؟
بعيدًا عن أي مثالية، ولكن هل تعرف أنّ كرامة المرء هي رأس ماله الحقيقي، وذلك لأنّ اللّه حين خلقه كرمه، فقال {ولقد كرمنا بني آدم} أي بما معناه يا إبراهيم ... الأصل في الإنسان أنّ يعيش كريمًا، لأنّه خُلق كذلك، وكل ما خالف هذا فهو شاذ، وعلى غير قياس.
وهناك فرق بين حقك كفرد في الكرامة، وبين قيامك بأداء واجبك، وذلك في مدراج العمل /الوظيفة، أو كسب لُقمة العيش، وشؤون الحياة ... وكـتوضيح أكثر الإمتثال، والطاعة، وتقضية واجبك، والتحمل، والصبر، والمرونة شيء، والإهانة، والذل شيء آخر .. والخلط بيهنم أمر خاطئ.
قال لي صاحب شركة : لا يوجد في العمل كرامة؟
لا أعرف كيف هذا صاحب شركة، لو ترى المانجر الذي أعلى مني في العمل، وطريقة تعامله معي بخصوص العمل، حتى عندما اخطئ أو أقصر بعملي ...إلخ، يقوم بسؤالي عن الأسباب، وإيجاد حلول لإعادة زيادة الإنتاجية، ولذلك أنا اُحسد لأنّي أعمل مع مينتور بهذه العقلية ... لأنّ كرامة الإنسان شرط ومبدأ أساس من مبادئ العيش في الحياة، بل ومن مبادئ العمل، فهو لن يستطيع أن ينتج وأن يبدع وهو في قيد الإهانة والاستذلال...
في النهاية أنّت لست مُجبر للعمل في هكذا وظيفة، مع عقلية مثل صاحب الشركة، لن تتعلم شيء، لأنّ رزقك ليس بيده، بل رزقك بيد الحي، الذي يقول (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
ذكرتنى جملتك بكبار السن قديما "وحتى الآن" عندما يقومون بنصح المرأة قبل زواجها أن تنتبه على زوجها وتتنازل وأن تعرف أنه في الزواج لا توجد كرامة أو أشياء من هذا القبيل، هذا المثال أجده لأشخاص متخلفين فكريا ويتبعون العادات والتقاليد، لماذا على المرأة القيام بذلك والزوج لا يستحق أو غير مبالى أصلا؟ فمابالك بالعمل.
لهذا أنا سأجيبك بقول نجيب محفوظ لا سعادة بلا كرامة.
لابد من المرونة والتحمل والصبر ؟
إذا كانت في حدود معقولة نعم لم لا؟ إذا لم تصل لمرحلة أن يذلك أشخاص أو يمسوا بكرامتك.
أعرف الكثيرين يعملون بدون كرامة ويمكن القول أنهم يعملون بذل ولا يشكل هذا فرق كبير لديهم لهذا سيجيبون بأنه عليك أن تتخلى على كرامتك مقابل العمل.
ملاحظة: أخبرك هذا لأنه صاحب الشركة ويعتقد أنه الجهة الحاكمة والمسيطرة.
لا يوجد في العمل كرامة؟ ولو اصريت على كرامتك في أي وظيفة فلن تستمر في العمل في أي مكان ؟
بالعكس تمامًا، مثلما تبحث الشركة عن موظف مُناسب لابد أن يبحث الموظف عن شركة مُناسبة تضمن له أبسط حقوقه وهي الكرامه، فكيف يمكن أن تثق في شركة لا توفر لك حقوق معنوية أن تفي معك بالحقوق الأخرى المادية، وبقدر اصرارك على كرامتك ستجد مكان مُناسب لتعمل فيه، ولكن مثلما كرامتك حق لك عليك اعطاء الشركة حقوقها وإتقان عملك على أكمل وجه وإثبات ذاتك وحينها لن يحدث شي يستدعي المساس بكرامتك .
لابد من المرونة والتحمل والصبر ؟
نعم لابد من المرونة والصبر والتحمل وقت الأزمات ولكن ليس المرونة والصبر وتحمل الإهانة !
فمثلًا بعد أزمة كورونا تأخرت بعض الشركات في دفع عمولات الموظفين، هُنا يتطلب الصبر والتحمل طالما أن مكان عملك يستحق، وخاصة أنها أزمة خارجة عن إرادتها .
أما تحمل وصبر على الإهانة فهو سيؤدي لتهاون بحق الموظف وليس إستمرارية في الوظيفة
لا يوجد في العمل كرامة
كلام غريب، أسمعه للمرة الأولى.
هل أسأتُ الفهم، أم أن لك تعريفا آخر للكرامة؟
ولو أصريت على كرامتك في أي وظيفة، فلن تستمر في العمل في أي مكان
يعوضني الله بعمل لا تضيع فيه كرامتي.
لا بد من المرونة والتحمل والصبر
ألا أستطيع الجمع بين كل تلك الصفات، مع إبقاء كرامتي محفوظة؟
هذه وجهة نظري الواقعية، ولم أُرد أن أبدو مثاليا بجوابي هذا.
اعتقد أن مديرك يسقط ما يراه في الحياة عليك أنت، بعض المديرين يعتقد موظفيه كالعبيد الذين يجب عليهم أن يصنع بهم ما يشاء ليعلمهم خبرته وحنكته كما لو أنه معلم البشرية، جميعهم يفعل هذا من واقع وجود سابقة في ذكرياتهم بأشخص بخلوا عليهم بالمعاملة الآدمية فقرروا هم بدورهم من إعادة الدورة مرة أخرى وجعل من هم أسفل من تدرجهم الوظيفي يعانون كما عانوا
يذكرني هذا بقول مشهور لدكاترة الجامعة في مصر للطلبة بأنهم ذاقوا الأمرين لوصولهم لهذا المنصب، يقولون هذا مبررين سوء تعاملهم مع الطالب وإخفاء المعلومات عنه!
صراحة أول مرة أسمع" لا يوجد في العمل كرامة" أي عقل وأي منطق سيتقبل هذا ألا يعلم أن أغلى ما يملك
الإ نسان هو كرامته إذا فقدها اسود العالم من حوله (ولقد كرمنا بني آ دم)
من وجهة نظري القائد الإداري الحقيقي الذي يستحق أن يتولى مسؤولية الإدارة عن جدارة و استحقاق هو الذي يدرك مبدأ كرامة الإنسان الذي يعمل تحت سلطته ويجعلها هدفا من أهداف مؤسسته ووسيلة من وسائل قيادته نحو قلوب الموظفين العاملين معه.
اهم شيء الكرامة
الموظف بلا كرامة ينظر له بازدراء
كنت اعمل مع موظفين يتحملون الاهانة
شخصيا لم اكن احترمهم لانهم هم لم يحترموا انفسهم و سمحوا للاخرين باهانتهم
ايضا هذه النوعية يتم التخلي عنهم بسهولة لان لا احد يتحمل الاهانة الا لو كان يشعر بان لديه شيء ضعيف يقدمه
المرونة و الصبر شيء و الكرامة شيء اخر.
يقول هذا الكلام بكل بساطة لأنه صاحب الشركة.
هناك حدود تقف عندها آراء المدير، تحددها صلاحياته النظامية.
رفع الصوت، والألفاظ النابية، وإلقاء أوامر ليست من صلاحياته أو ليست من مسؤوليات الموظف مثلا، من حق الموظف نظامًا وأخلاقًا أن يوقفه عنده حده ولو توقف عمله عند هذه الشركة، فوقوف عمله لا يعني مطلقًا توقف رزقه، فالرزق على الله وحده، وإيقافه عن عمله في هذه اللحظة يعني أنه مظلوم، وعلى حق.
وهذا الكلام هو الأصل.
ولكن إذا كان المدير رائعًا وذكيًا والعلاقة في تلك البيئة صارت كالعلاقات العائلية؛ فرفع الصوت أحيانًا، والمرونة في إلقاء الأوامر حتى خارج المسؤوليات كمثال سيكون مقبولًا من موظفيه؛ لأن مسيرته معهم صارت كمسيرة أصدقائهم وأهليهم، وإذا كان كبيرًا في السن، سيكون كالأخ الكبير أو كالوالد، وسيعتبرون ما حصل زلة حبيب تغمر في بحر الحسنات.. وإن تكرر.
لذلك الأمر ليس بهذه الحدية، وترجع بالدرجة الأولى لطبيعة العلاقة بين المدير والموظفين، وقد رأيت إدارات يمشي فيها المدراء والموظفون على أراضٍ شوكية، لحساسية ما بينهم، كل واحدٍ قلق من الآخر.
وعشت في إدارات كان المدير والدًا وأخًا كبيرًا وصديقًا.. يخدمهم ويخدمونه، يديرون المكان كما تدير العوائل السعيدة بيوتهم.
مستوى الكرامة يتم تشكيله و تعريفه حسب الوضع الاجتماعي و الاقتصادي
الوظيفة في شكلها الصريح , هي عبارة عن عبودية لتنفيذ أعمال طلبها الآخرين و العبودية ضد الكرامة > هذا الاعمال يتم تحسينها لتصبح ما يسمى بـ " الوظيفة" أو باب الرزق
الحكمة من الله في تقسيم الرزق بحيث يعمل الآخرين لدى شخص يطيعون أوامره مقابل القليل من المال , كما قال تعالى : (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَٰتٍۢ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا)
بالتالي , المسألة كلها متوقفة على تعريف الكرامة .
الوظيفة ان كانت بظروف مناسبة لا تقارن بالعبودية!
العبد يعمل عند سيده و لا يستطيع ان يرفض العمل و قد تتخللها اهانات و المقابل شيء بسيط يكفي سد الرقم
بينما الموظف يستطيع ترك العمل و لا يستطيع صاحب الوظيفة اجباره على العمل بشكل يخالف العقد أن وجد
بل احيانا لا يمكن فصل الموظف أو يجب تعويضه بمبلغ محترم
اما الثمن قد يكون قليل أو كثير بملايين الدولارات
بل احيانا الموظف يتمنن على صاحب العمل بأنه يعمل لديه
لذا مشابهة الوظيفة بالعبودية لا تصح الا بحالات ضيقة.
أغلب الوظائف حول العالم لا ترضي صاحبها .. بالكاد تسد رمقه
كلها عبارة عن تعريف للكرامة > ما بين تحسين و تشويه
من أين أتيت بوصف "أغلب" ؟ هناك تحسينات كبيرة في القرن الحالي تُجرى على الرضى الوظيفي!
أمّا إن كنّا بصدد الحديث عن حالات محددة في الدول الفقيرة التي يسعى الفرد مثلما قلت لسد رمقه فهذه حالات تقع في البداية على ثلاثة جهات
في الواقع فكر الموظف وهو المقياس الأول ففي حال رفض ذلك لن يتم الدخول إلى الجهات الأخرى وهي المدير المتسلط ونقابة الموظفين أو الجهة الرقابية على هذه الأفعال.
إذا ان التواصل بشكل جيد مع الجهات الثلاث تلك وفرض العقوبات لا أعتقد أن مدير سيذل موظفه إلى هذا الحد!
التعليقات