المنظر من خلال نوافذ المشفي خلاب يذيب القلوب في تأمله وتعشي بعدها الاعين من النظرِ و لكن للأسف ذلك الجمال محبوس بزجاج كالقضبان ميت قاسي يقتل بكل برود جمال اللحظة.

وعندما سالت عن سبب اغلاق النوافذ اجابة الممرضة بكل ثقة كاني اسألها عن اسمها، "ممنوع" و عندما سألتها عن السبب نظرة إلي و اردفت قائلة بكل هدوء "ممنوع".

هي تحفظ القانون عن ظهر قلب و لكن تكره الإعتراف بعدم معرفتها لسبب وجود مثل تلك القوانين فحتي لو كان وراء حرمان المرضي من هذا المنظر البديع سبب عقلاني فأكثر الناس يميلون إلي التسليم إلي القوانين كأنها اية من آيات الله كالشمس و القمر و النجوم خلقنا فوجدنا الشمس تطلي المباني الباردة كل صباح بشعاع اصفر خلاب لتمحو عنها البرود و خلقنا فوجدنا زجاج كالقضبان يحرمنا من مناظر نفتقدها في وسط الغابات الإسمنتية اللتي أصبحنا فيها المساجين و السجانين نشيد فيها كالمجانين و ننسي حبنا الأول منذ خلقنا و اللذي إليه و جهنا و ظل سره في ضميرنا . . . و سيبقي قلبي طور التجلي.