وجدت لسؤال "ما الفائدة المجنية من المدرسة؟" جوابين مفترضين:

  • أولا: من أجل التعلم واكتساب المعرفة

  • ثانيا: من أجل التوظف والحصول على دخل بواسطة الشاهادات الأكاديمية

إلا أنني اكتشفت أن المدرسة ليست بالخيار الوحيد بل الخيار الأسوء (وهذا ما سأوضحه في السطور الموالية) ومادامت كذلك وجب التخلي عنها كما تتخلى عن كل شيء عديم المنفعة بدل تحمل عبئه

من أجل التعلم:

المدرسة مؤسسة تعنى بالتعليم وفق منهج محدد و هذه هي وظيفتها الرئيسية و لكن التعلم ليس بمقيد بمكان أو زمان معين وهذا ما أكده تلة من الأفراد الذين أصبحوا علماء ومخترعين بلا مدارس على طليعتهم توماس اديسون مخترع المصباح الكهربائي و صاحب 1093 براءة اختراع، ماركوني المخترع الذي توقفت محطات الإذاع العالمية دقيقتين من الصمت حدادا عليه لأنه مخترع المذياع، و غريغور منديل مؤسس علم الوراثة، وغيرهم كثر.

هؤلاء علموا انفسهم بأنفسهم نحن نفرد الذكر عن التعلم الذاتي الذي أبدى نجاعته ويأكد بدوره ان التعلم النظامي أو المدرسي ليس بالخيار الوحيد بل بالخيار الأسوء مقارنة به، على عكس التعليم التقليدي داخل المدرسة أو الجامعة، يُعتبر التعليم الذاتي هو الأفضل بمراحل لما يتمتع به من مُميزات لا تقتصر فقط على التعلم متى تشاء و أين تشاء و ما تشاء بالكيفية التي تشاء.

يقول ليوناردو دافنشي:

كما أن الأكل بدون الشعور بالجوع يضر بالصحة...كذلك التعلم بدون شغف يفسد الذاكرة

فالأهم هو حب و شغف التعلم وهذا ما يزرعه فيك التعلم الذاتي حيث تصبح باحثا عن المعلومة التي تريد و تعالجها وتفهمها بطريقتك ومن ثم الحفاظ والمداومة عليها، بخلاف التعليم المدرسي الذي يبيد فيك هذا الشغف حيث تصبح متعودا على السعي من أجل من الحصول على درجات غير آبه لغير ذلك.

أقوال العظماء عن التعلم الذاتي:

في الواقع أي عملية تعليم هي تعليم ذاتي، المُعلم مجرّد مرشد يشير لك إلى لطريق. ولا توجد أي مدرسة مهما كانت كفائتها، قادرة على إعطائك تعليماً حقيقياً

" لويس لامور كاتب وقاص أمريكي"

أؤمن بكل ثقة أن التعليم الذاتي، هو التعليم المُثمر الوحيد على وجه الأرض.

"اسحاق عظيموف روائي أمريكي"

أنا لا أؤمن بالكليات والجامعات، لكني أؤمن فقط بالمكتبات، فمعظم الطلاب لا يمتلكون المال اللازم للتعليم. عندما تخرجت من المدرسة الثانوية، لم يكن لدى أسرتي أي مال، لألتحق بالجامعة، فكنت أذهب للمكتبة ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة 10 أيام

"راي برادبري كاتب رعب و فنتازيا امريكي"

المدرسة هي الوكالة الإعلانية التي تقنعك أنك بحاجة للمجتمع كما هو. إنها تجعلك تعتقد أن للحياة سرّ لا يعرفه إلا هؤلاء المدرسين، ولا يمكن لك أن تعرفه إلا من خلالهم، أو تكتسب منزلة أعلى في المجتمع بدون هذه الوسيلة.

"إيفان ايليش فيلسوف وقس استرالي يدعم التعليم المنزلي"

كل ما تعلمته تعلمته من الكتب

"ابراهام لينكون الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية"

كل هؤلاء المفكرين و الشخصيات العظيمة ( تفاديت وضع المزيد من الأقوال حتى لا يطول الموضوع) أجمعوا على أهمية التعلم الذاتي و أفضليته.

الآن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيحل التعلم الذاتي عبر النت محل التعليم المدرسي ؟

هذه الوثائقيات سوف تجيبك أفضل مني:

فهي تكشف لك التطور التكنولوجي الذي أضحينا نعيشه وكم المعلومات الهائل المتوفر أنترنيتيا وهذا العامل بدوره يعمل على زحزحة التعليم الأكاديمي لما فيه من خلل و قصور، ويسعدني أن أحيطك علما أن من التوقع انقراض التعليم التقليدي المدرسي مستقبلا، في عام 2004 بدأت أكاديميّة خان بطرح الكثير من الكورسات التعليميّة في شتى المجالات، واليوم تقدّر هذه الدورات بما يقارب الـ 2400 دورة، والتي تم تحميلها ما يقارب 116 مليون مرة!

وتبعتها أيضًا العديد من المواقع والمؤسسات الأخرى التي سارت على نفس النهج، والتي أصبحت تمارس نوعًا من المضاربة مع الجامعات التي غالبًا ما تُقدّم دوراتها بأسعار باهظة، أمّا هذه المؤسسات فقد كانت مجانيّة في كثير من أجزائها!

لذلك يمكن القول أنّ التدريس الجامعي قد يضمحل في السنوات القادمة ليحل مكانه التعليم الحر، الذي سيوفّر المعلومة للجميع بدون الحاجة للكثير من الشروط والقيود.

ولعلَ أبرز الوظائف التي ستختفي من هذا المجال هي التالية:

المعلمون.

المدربون.

الأساتذة.

أمّا الوظائف التي ستُخلق في المجال هي:

مصممي الدورات.

مؤسسات التعليم

التعلم من أجل التوظيف و الحصول على دخل:

أولا مسألة الدخل هو رزق من عند الله سبحانه و تعالى فليس بمجرد أن تتخرج ستتوظف وليس بمجرد أن تتوظف ستجني المال،وهناك من ظن واهما أن كسب المال مقيد بالحصول على شهادة جامعية، هل هذا صحيح، إذن إليك هذه الدعامات:

يقول جيم رون رائد أعمال وتنمية بشرية أمريكي:

التعليم المدرسي يوفر لك لقمة عيش أما التعليم الذاتي يوفر لك ثروة.

  • أثرى أثرياء العالم مجردون من الشهادات الجامعية التافهة ولم يكملوا دراستهم باعتبارها عائق أمامهم، وعلى رأسهم بيل غيتس أغنى رجل عالميا حسب فوربس، مايكل ديل بثروة تقدر بأكثر من 20 مليار دولار وهو المدير التنفيدي لشركة ديل، ميكي ارسون رجل أعمال أمريكي بثروة تقارب 10 ملايير دولار، ولا يجب أن نهمل العالم العربي فهناك أانياء لم تطأ أقدامهم قسم المدرسة مثل ميلود الشعبي رجل أعمال من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش.

  • غوغل أكبر الشركات دفعا للمرتبات في العالم لا تعير اهتماما كبيرا بالشهادات الأكاديمية فمثلا 14 % من الموظفين لم يلجوا الجامعة.

  • شبكة الإنترنت تسمح لك بطرق أبواب الثراء بطرق شتى فهناك قصص ريادية ناجحة بلا مدرسة ولا يحزنون، كمثال الشاي يونغ نغوين مطور لعبة flapy birth فقد قرأت أنه يجني 50 ألف دولار يوميا، وهذا المثال مجرد نقطة من بحر.

كل هذه الأسباب بالإضافة إلى طبيعة التعليم في الوطن العربي و نسب البطالة وكذا رغبتي في التخلف عن القطيع جعلتني أعزم على ترك صفوف التعليم الأكاديمي

هل تؤيد أم تخالف قراري ؟ وهل هناك من سبق له أو ينوي الإقدام على هذا القرار ؟