ذالك اليوم ...
هل يعتبر chatGPT مصدر للكسل بالنسبـة للمتمدرسين أو أداة لتساعدهم على تطور أكثر ؟؟
الواقع أن ChatGPT سلاح ذو حدين ؛ فعلينا ككل تقنية أن نحسن استخدامها وإلا ستكون داعية إلى الكسل و سبباً في التأخر الذريع. وذلك لأن بعض الطلاب يستسهلون و يروحون يعملون واجباتهم من خلال تشات جي بي تي بدون تحقق أو فهم. فهم لا يدققون في المعلومة ولا يضيفون عليها الكثير من عنددهم ولذلك فهو مصدر خطر على مدى تفاعل العقل و الدماغ مع المعلومات او المطلوب. أذكر أني قرأت أن مدرساً في الولايات المتحدة طلب من طلابه بحثاً في مادة التاريخ. اكتشف عن طريق أدوات معبنة أن طلابه قاموا باستخدام تشات جي بي تي. فعنفهم بل ويبدو أنه لم يعطهم العلامات كاملة. وهو على حق؛ لأن تشات جي بي تي وسيلة للتسهلي علينا وليس داعية للكسل. المشكلة أن يسخدمه الطلاب بدون تحقق كأنه ينقلون عن مصدر موثوق مائة بالمائة ولذلك لابد من الشك في المعلومة ومراجعتها.
هذا السؤال دائماً ما يُطرح على مسامعنا في أي شيء خطير أو مؤذي ونحن نعرف مدى إيذائه، ودائماً الجواب برأيي يجب أن يكون: يعتمد ذلك على كيفية استخدامه. فمثلاً برأيي يمكن استخدام ChatGPT كوسيلة للمماطلة والكسل والاختصارات الغبية جداً فعلاً، أي يمكن للمتعلمين استخدامه للحصول على إجابات لأسئلتهم دون الحاجة إلى بذل جهد لتعلم المواد بأنفسهم، وبالطبع هذا يمكن أن يؤدي إلى نقص في الفهم وانخفاض في الأداء الأكاديمي بشكل كبير، ولكن من ناحية أخرى يمكن استخدام ChatGPT كأداة تعليمية، أي يمكن للمتعلمين استخدامه للحصول على تعليقات حول عملهم ومعرفة الإجابة على أسئلتهم بعد محاولة اكتشاف ذلك بشكل جدي وذاتي، ويقدّم أيضاً فرصة تعلم مفاهيم جديدة. يمكن أن يساعد هذا المتعلمين على تحسين فهمهم للمادة أيضاً وتطوير مهارات التفكير النقدي لديهم.
يعني باختصار أنّهُ من الصعب علينا القرار في ما إذا كان ChatGPT مصدرًا للكسل أو أداة لمساعدة المتعلمين على التطور بشكل أكبر وتشكيل دافع للمتعلم، لإنّهُ يمكن أن يكون هذا أو ذاك في يد أي شخص وبأي لحظة، هو كسلاح يجب أن نُحسن استخدامه جيداً.
أنا اعتبره مساعد لا غير، لا يمكنه تقديم المعلومات كلها وبطريقة دقيقة، استعملته ووجدت العديد من الأخطار، رغم ذلك يساعدني في الأفكار سواء للمحتوى أو للمقالات، بعض اجاباته تكون منطقية وأخرى لا وبها أخطاء كبيرة صراحة وليس أخطاء صغيرة، في مرة زميلتي سألته عن شخصية وضعت اسمها وطلبت تعريف، أعطاها تعريف لأكلة اسمها يشبه اسم هذه الشخصية.
هو أمر واقع وعلينا التعامل معه واستثماره أحسن استثمار، وبالتأكيد كغيره من التقنيات هو سلاح ذو حدين..
في هذا السياق أذكر تجربة أحد المعلمين مع تطبيقات الترجمة مثل Google Translate أوّل ظهوره، كان يقول لي "لا يمكن الاعتماد عليه لأنه يخطئ" ومع الأسف؛ كل زملائه الذين استثمروا تطبيقات الترجمة آنذاك قد زادت سرعتهم الإنتاجية أضعاف دون أن تقل الجودة حتى!
وما أشبه اليوم بالأمس، قد نخشى من chatGPT فنتأخّر عن الرّكب.. وقد نستخدمه بأسلوب خاطئ فينعكس علينا كسلاً وضياعاً للوقت.
لذا فالموضوع يبدأ من عند المستخدم -سواءً كان مدرّساً أو غير ذلك- وليس من عند chatGPT وهنيئاً لمن يستثمر التقنية لصالحه ويضاعف إنتاجه.
التعليقات