قبل أيام ضُجت وسائل التواصل الاجتماعي على فيديو لفتاة من ثانوية العامة كانت تتحدث عن طبيعة الامتحان في ذلك اليوم وما مدى سلاسته و سهولته. الفتاة تحدثت بأن الامتحان كان سهلًا جدًا وأنه يخلو من الاسئلة التعجيزية بل يراعي الفروق الفردية أيضًا. أو كما قالت باللغة العامية " الامتحان لوز" 

في الحقيقة هذه التصريحات طبيعية ولا غبار عليها. لكن عندما أكملت حديثها وبتصريحاتها التي وقعت كالصاعقة على آذاننا كمستمعين للفيديو و لنقف مشدوهين تمامًا وجعلت بعضنا يضغط على أسنانه من الغيظ ويكاد يهشمها والاخر يعض أنامله ويتمنى أنه لو لم تكمل الفتاة تصريحاتها عندما قالت "جاء شاب وقام بتغشيشنا 40 علامة على سؤال "ضع دائرة" من خلال الشباك" هكذا كان تصريحها.

هذه التصريحات الصادمة كشفت عن منظومة الغش. قد يعتبر البعض أن الغش هي ظاهرة تحدث في كثير من الدول، وأن الذي صدمه من هذه التصريحات هو جرأة الفتاة أو عفويتها أو حتى كما اعتبرها البعض نابعة عن جهل الفتاة كون مثل هذه الامور لا يمكن التصريح بها. 

ولأن حركة جناح فراشة في أمريكا قد تسبب حدوث اعصار في الصين أي ما يسمى بأثر الفراشةButterfly Effect ، قامت وزارة التربية والتعليم بإلغاء سؤال "ضع دائرة" في الامتحانات المتبقية، حتى لا يحدث حالات غش مماثلة وهذا لم يحدث منذ سنوات!

طريقة معالجة الموضوع من قبل الوزارة لاقت انتقادات واسعة من قبل المختصين وأصحاب الخبرة بالإضافة إلى الطلبة، لكن لا أنكر أن هنالك من أيد ما قامت به الوزارة. 

 يبدو أن مثل هذه الحادثة فتحت الستار عن منظومة التعليم في بلانا العربية، وخاصة الثانوية العامة، فهل حقًا الاجيال الحالية والمستقبل ستبني المستقبل كما يقول البعض أم أن الواقع مغاير تمامًا لما نحلم به! أيضًا هل في فترة ما يتم إلغاء الثانوية العامة؟

استوقفني منشور لدكتور جامعي عندما وضع خارطة للتعليم في بلدي عام 2033 ، البوست كان يحتوي على خطوات أراها مهمة مثل؛ لا مدراس بعد الصف الثامن  بل لابد أن تكون هنالك قاعات امتحانات الكترونية و مختبرات علمية، أيضًا  لا ثانوية عامة، والاقسام الادبية تُلغى. فرعا الدراسة هما: الرياضيات والاحياء. أيضًا ثمة حلول أخرى أيضًا.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل ما قامت به وزارة التربية والتعليم خطوات صحيحة، ألا يوجد طرق معالجة أخرى، أيضًا إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لمنغ الغش في الامتحانات، ماذا ستكون هذه الطريقة؟