مؤخرًا قامت الدنيا ولم تقعد على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على إثر قيام قسم اللغة الإنجليزية في كلية الألسن بجامعة عين شمس بإدراج سؤالاً لترجمة مقطع من الفيلم المصري "مرجان أحمد مرجان". وبما أننا نتحدث عن فيلم، يعني أن هنالك كلمات وعبارات بالعامية لا يتم تداولها بشكل كبير في المجتمع نفسه. مثل "كبر الجي وروق الدي" التي وردت في الاختبار.

يبدو أن هذا الأمر لم يمر مرور الكرام؛ فثمة فريقين حوله، الأول والمتمثل في راي اساتذة  قسم اللغة الانجليزية في الجامعة وبعض الطلبة يرى أن مثل هذه التساؤلات قد تفتح الباب أمام ابداع الطلبة وانخراطهم في مجال سوق العمل، فاليوم الترجمة السمعية والبصرية والدبلجة من أكثر المجالات المطلوبة في سوق العمل ناهيك أن هذا السؤال متعلق بمقرر "ترجمة الشاشة" أي مثله مثل مقرر الترجمة في الشق العلمي، الاقتصادي، السياسي والعسكري وغيره.

لكن الفريق الثاني رفض وانتقد هذا الأمر برمته، فاعتبروه استخفاف بعقول الطلبة وقدراتهم وأنه من الافضل عدم الاستعانة بالأفلام والمسلسلات في الامتحانات كونها تحتوى على كلمات بالعامية قد لا يفهما الكل.

 حسنًا.. اذا اعتبرنا فرضًا أن إدراج مشاهد معينة من الأفلام والمسلسلات في الامتحانات تستخف بعقول الناس، إذًا لماذا كمستقلين في مجال الترجمة وحتى كعاملين عبر شركات الترجمة نقوم بترجمة كل الملفات التي تحتوى على أفلام ومسلسلات، اليوم لو اطلعت على المشاريع عبر مواقع العمل الحر سنجد مشاريع متعلقة في مجال "ترجمة الشاشة" ولا سيما مجال السينما والمسلسلات! 

إن كان الاعتراض على بعض  المصطلحات العامية، فاليوم أصبحت هذه المصطلحات جزءً أساسيًا وحيويًا من أي لغة، تفاعلاتنا الاجتماعية لا تخلو من خلال بعض المصطلحات الدراجة في مجتمعاتنا العربية. والدليل على ذلك الميمات التي انتشرت كالنار في الهشيم في الفترة الأخيرة. فلِمَ لا نكون على اطلاع على هذه المصطلحات حتى لو لم نكن من البلد الذي تصدر من مثل هذه المصطلحات!