يبدو السؤالُ غريباً للوهلة الأولى، لكن هنالك من ينظرون إلى الطالب العبقريّ، بأنّ عبقريته ذاتية وبالتالي فإنّه لا يحتاجُ معلماً

بدايةً إنّ تعريف المعلم هو تعريف قاصر، فالمعلم المتخصص ليس موجوداً في المدرسة من أجل تعليم مادته الدراسية فحسب، إنّه في المدرسة من أجل رفع مستوى الخُلق والتربية وتقويم السلوك للطالب وتعزيزه وإحتوائه

أتذكر بأنّني دَرّست طالبة اسمها سجى كانت بمنتهى العبقرية، حتّى أنني أتذكر خطها كان فائقاً، وبصراحة حتّى كان يبدو أجمل من خطّي وأنا معلمتها ، لكنها كانت تعاني من الانطواء، كنت أحبها وأشركها في العديد من الأنشطة وأعززها بشتّى الطرق، وأسدي لها مهاماً لتشعر بأنها قيادية، مضت السنين وانتقلتُ من تلك المدرسة ، إلا أنني تفاجأتُ يوماً برسالة على صندوق الرسائل في حسابي انستغرام من سجى، تخيلوا ماذا ترسل لي ؟

 كانت قد رسمت صورتي وأرسلتها لي ، وكتبت لي جملة ، "أنت يا معلمتني ساعدتني في كسر حاجز الانطواء الذي كنت أعاني منه" ، سعدتُ أيّما سعادة وشعرت بأنني استطعت أن أُخرج سجى من حالة الاكتئاب تلك ، وها هي تُنمّي مواهبها وتغدو رسّامة، لقد كانت سجى فتاةً موهوبةً حقّاً لكنها احتاجت إلى معلم .

مثل هذه المواهب بحاجة إلى تمنيتها وتطويرها، وإذا تحدثنا عن سجى وموهبة الكتابة فهذا أمر لا شيء بالنسبة لمن يملك موهبة في الرياضيات والمواد العلمية، فهنا كيف كمعلمة سأتعامل مع هؤلاء الطلاب! هل سأفصلهم عن الطلاب العاديين وأضعهم في فصل منفصل أم أنهم لا يحتاجوني كمعلمة ويجب نقلهم إلى برامج تعليمية أخرى أو مدراس موهوبة؟