تبدو الواجبات المنزلية كشبحٍ يختبئ في حقيبة كلّ طالبٍ عائدٍ إلى المنزل، لكنّ السؤال، لماذا يُحسّها الطلاب كذلك ؟

كمعلمة أفهم طبيعة طريقة تفكير طلابي، إنّهم إذ يغادرون المدرسة ويغلقون الحقيبة، يريدون أن ينتهي امتداد البيئة التدريسية عند جرسِ نهاية الدوام وإعلان المغادرة!

برأيي إنّ الواجبات المدرسية ليست أشغالاً شاقة يلقي بها المعلم على كاهل الطالب كما تمّ صياغة هذا الأمر فكرياً وتوارثه المجتمع جيلاً بعد جيل، وهل إنْ تمّ استثناؤها سيكون الأمر أفضل؟ ولماذا لا نستطيع فعلَ ذلك ؟

إنّ الواجبات المنزلية هي فرصةٌ ليُراجع الطالب دروسه بشكل واعٍ مما يجعله يحفظ المعلومات بشكلٍ أسرع ويكون قادراً على البناء عليها لاستقبال معلوماتٍ جديدة في اليوم التالي، لا أشكّ في جدوى الواجبات المنزلية، فلا يمكن أن أبدأ حصةً جديدة دون أن أتكئ على مهارات الحصة السابقة، ولا يمكن أن يحفظ الطالب مهارات الحصّة السابقة إلا إذا تابعها من خلال الواجبات المدرسية

في ظلّ التكنولوجيا والعجلة الرقمية السريعة، علينا كمعلمين أن نبتكر آلية جديدة للواجبات، رغم قدسية الدفتر والقلم وتحريك يد الطالب للكتابة مما يعينه على المذاكرة، لكن علينا أن ندرك التغيير الحاصل في العالم، فنعطي الطلاب أِشكالاً متجددة من الواجبات، بحيث لا يشعر بأنها عبء ولا يشعر أيضاً بالملل 

مثل عمل مسابقات تعليمية ومراجعة الواجبات عن طريق تطبيق كاهوت التعليمي والذي يمكن من خلاله أن يحل الواجب عبر شخصيات ديزني التي يحبها بطريقة مبتكرة وجميلة، ويمكن لنا أيضاً أن نعطي الواجب على شكل مشروع يشترك فيه أكثر من صديق فيصبح ذلك الشبح المنزليّ متعةً مليئة بالشغف والمثابرة.

 لِذا من يقول أن الواجبات المنزلية بلا فائدة وانها تثقل كاهل الطلبة فهو مخطئ تماماً.

هل أنت تؤيدني في أهمية الواجبات الدراسية أم أنّ الواجبات لم تعد لها أهمية كما لا تناسب الجيل الحالي؟