صديقتي من أجمل هدايا السماء، كانت مصدرا مهما وأساسيا في تنمية مداركي ومعارفي. تصبح معها كل القضايا المعقدة سهلة الشرح. نجلس سوية بالساعات دون تعبٍ أو كللٍ نقوم بتحليل وتفكيك مختلف المواقف اجتماعية كانت أو اقتصادية أو نفسية.... لفهمها جيدا ولاستخلاص العبر والتعلم منها. أفهم منها بيُسر وسهولة ما لم أتمكن من فهمه من أستاذ متخصص. قد يكمن السر في الحب الكبير الذي يجمعنا، أو في قدراتها ومهاراتها في فن القول والإقناع.. 

لطالما شكل أصدقائي عالمي الجميل للتعلم، منذ الطفولة حتى الآن، أفهم من شرحهم البسيط أكثر من المدرس، وأسمع لنصائحكم أكثر من نصائح آبائي، خاصة في فترة المراهقة، وأتعلم منهم أكثر من تعلمي من تجاربي الذاتية. يعود السبب في ذلك لكوننا يجمعنا سن متقارب. ونتشارك نفس الجيل ونفكر بنفس الطريقة ونعيش في نفس البيئة أو الطبقة الاجتماعية، ونفهم بعضنا البعض ونتشابه في الكثير من الطموحات..

اتخاذ أصدقائي وسيلة للتعلم لا أقصد به التعلم عن طريق التقليد فقط، إنما أيضا مساعدة بعضنا البعض في الرفع من مستوى معارفنا ومشاركة الخبرات.

أتذكر حين كنا نراجع معا في فترة الدراسة، 

كنت ازداد حماسا وتشوقا ويصبح موضوع التعلم أكثر اهتماماً، فتكبر الدافعية للتعلم. 

كما كنا نتبادل سوية الخبرات ونتعاون، فيتحسن مستوى تحصيلي وأتمكن من معالجة الضعف بشكل أفضل من التعلم بشكل منفرد.

بالإضافة إلى ما ذكرته تمكننا من توطيد علاقاتنا وتحسين سلوكياتنا إيجابياً، كما تمكنا من تطوير قدراتنا في التعلم الذاتي والتعاوني، وتعزيز احترام الذات والآخر وزيادة الثقة بالنفس.

وبذلك فبالرغم وجود أنماط كثيرة للتعلم، إلا أنني أجد نفسي أميل للتعلم من الأقران.

 ماهي الأسباب التي تجعنا نرتاح ونفهم المعلومة بسرعة من الأصدقاء أكثر من المدرس؟ وهل تفضل التعلم من قرين من نفس الجنس أو العكس ولماذا؟