ناقشنا في مساهمة سابقة أهم الأسباب التي قد تدفعنا لاستكمال الدراسات العليا، لاحظت أن السبب الأكثر انتشارا هو البحث عن وظيفة، أو بمعنى أدق زيادة فرص الحصول على وظيفة.

من المعلوم أن الدراسات العليا لا يمكن الخوض فيها قبل إنهاء الدراسة الأكاديمية الجامعية، وبالتالي فأنت تقدم على تلك الخطوة في الوقت الذي من المفترض أنك تسعى فيه لبدء حياتك العملية والإستقرار فيها.

كما أشرت في المساهمة السابقة:

بعض الوظائف تتطلب بشكل إجباري حصولك على الدراسات العليا لتتمكن من الاستمرار في عملك، والبعض الآخر يتطلب حصولك عليها كأحد عوامل الترقية والحصول على مكافآت مادية ونحو ذلك.

وعموما يبقى كل ذلك استثناء من الأصل، ويظل قاصرا على مجموعة صغيرة من الوظائف.

ولكن عندما تتناقش مع أولياء الأمور تجده يفضل الدراسة، يفخر كثيرا بمن التحق من أبناءه بالدراسات العليا، بل إني أعرف بعضا منهم لازال والده يقوم بدفع مصاريف الدراسات العليا من جيبه الخاص دعما لاستمرار ابنه فيها، حتى ولو كان ذلك الابن متزوجا ويعول!!

وعلى الجانب المقابل فالأعم الأغلب من الشباب – بنسبه أكبر من الفتيات – يفضلون الوظيفة أولا كونها ستكون عملية أكثر وستساهم في بناء حياته بشكل مباشر، وإن سنحت الفرصة للدراسات العليا فلا مانع من ذلك، وهو ربما ما يفسر سبب ضعف المجال البحثي في بلادنا بشكل عام.

من وجهة نظرك – سواء كنت لازلت طالبا أو أنهيت دراستك – هل الأفضل استمرار رحلة الدراسات العليا بصرف النظر عن مستقبل الوظيفة بشكل عام، أم الأفضل البحث عن وظيفة أولا؟!