قبل أسبوع طلب مني ابن عمي خوض اختبار عوضًا عنه ، فكما تعلمون مع جائحة كونا الكثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية قامت بنقل جميع أنشطتها التعليمية عبر الإنترنت.

بدون تردد وافقت على طلبه ، فهو يستنجد بي وخاصة أنه على أبواب التخرج ، فكيف لي أن أرفض طلبه ! أو بالأحرى لم أفكر للحظة واحدة أن ما قُمت به يعد غشًا!

ف بالأمس كان يحدثني عبر الهاتف ويعرب عن فرحته ويشكرني على ما قُمت به ، فقد حصل على العلامة الكاملة .

جلست بيني وبين نفسي أفكر حول ما قُمت به ، أليس ما قُمت به يعد غشًا ! أين مصداقية العملية التعلمية ؟! لماذا تُعطى امتحانات للطلاب مع أن هناك احتمال كبير بأن هناك من يساعدهم ؟! هل هناك طريقة ما للتحقق من هوية الطالب الذي يجري اختبارًا ؟!

حتى الانشطة المطلوبة من الطلاب سواء كانت معرفية أو مهارية ، أليس ينتابها الشكوك ؟!

أعلم أن هناك جامعات تستخدم بعض التقنيات في تقويمها للطلبة لكن ما مدى مصداقية تلك التقنيات؟! ،مع الإشارة بأن بعض الجامعات في مدينتي إن لم تكن كلها لا تستخدم أي تقنية في تقويمها لتعلم الطلبة عن بعد .

لوهلة من الزمن ،شعرت بأن الشهادة الممنوحة لخريجي جامعات هذا العام يشوبها شيءٌ من الشك والانتقاص ، فربما لن يكونوا قادرين على الانخراط في سوق العمل !

هناك مقولة أعجبتني للروائي والمسرحي اليوناني سوفوكليس لكن ربما لن تجد لها صدى من قِبل البعض : "الإخفاق بشرف خير من النجاح بغش".

برأيك ..ما مدى مصداقية نتائج اختبارات الطلاب ؟ هل هناك طرق للحد من ظاهرة الغش الإلكتروني ؟ كيف لي أن أخرج جيلًا لم يعتمد على الغش أثناء ممارسته التعليم عبر الإنترنت؟!