فيلم Home: ما أخطر تحدي يواجهه البشر وينذر بفناء الحياة على الأرض؟

أكبر خطر على البشرية هم البشر أنفسهم. أتذكر في فيلم الماتريكس تم وصف البشر بالفيروسات لأن البشر يذهبون إلى مكان ما وثم ياخذون منه المنافع الكافية ثم يتركونه مدمر أو في حالة أشبه للدمار وفي الحقيقة هذا ما فعتله البشرية بكوكب الأرض، فبسبب تجربة ننوية غبية من الولايات المتحدة تأثر الغلاف الجوي وبسبب العوادم وخلافه واجهنا خطر الاحتباس الحراري، وبسبب استخدامنا لمنتجات صعبة التحلل مثلا البلاستيك تم تلويث المياة وهددنا الكثير من الكائنات البحرية.

أحيانا أفقد الأمل في صلاح هذا الكوكب حقيقة ولكن الحل يأتي بالأمل وما تفعله المنظمات المهتمة بالبيئة سواء بمحاول زرع أشجار لجعل الكوكب يتنفس كما نقول أو محاولة استخدام الطاقة النظيفة بشكل أوسع على نطاق العالم، برأي هذا هو الحل الأمل في محاولة الإصلاح ولن أقول ليبدء كل منا بنفسه ولكن لنبدء جميعا يد بيد.

لقد سبق لي أن شاهدت هذا الفيلم الذي عرض صوراً تشبه تماماً صور البطاقات البريدية التذكارية للكوكب الذي نعيش في كنفه في أجمل سنواته الأخيرة وسلط الضوء على الأماكن النادرة من الأرض التي لم تُدمر بعد بمقاطع تحبس الأنفاس هذا قبل أن يُصبح كل شيء يُنبئ بحدوث كارثة بيئية وشيكة في قادم السنوات.

الفيلم ركز على السردية الكلاسيكية وتبنى في بدايته نظرية التطور لداروين مصوراً أن الطفرات المتتالية كانت هي المصدر الوحيد لهذه الحياة ضارباً بذلك عرض الحائط فكرة خلق الله لكل شيء على وجه الأرض من العدم.. مثل هكذا وثائقيات لا تقدم شيئًا جديداً بحد ذاته سوى أنها تسلط الضوء على طبيعة الانسان الجشع الذي يقوم بقطع الفرع الذي يجلس عليه ويدمرالطبيعة "البرية" الخلابة حوله دون أدنى تفكير بعواقب أعماله. وإن كان الهدف هو بعث رسالة تحذيرية لسكان الأرض بالاعتماد على حجة "إنقاذ" ما تبقى منها إلا أنه ألغى سردية بديلة في غاية الأهمية وهي أثر الانسان الإيجابي على هذه الأرض. فمفهوم الطبيعة البرية الأصلية أصبح في الحقيقة أمرًا نادرًا، إذا ما وجد إلى الآن بعد، لأن يدا الإنسان طالت كل شيء وقد غيّرت الطبيعة منذ آلاف السنين لتناسب احتياجاته.

في الواقع، معظم البيئات الطبيعية في العالم قد تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر بأنشطة الإنسان. تحولت الغابات إلى أراض زراعية، وتم إنشاء حقول الأرز، و تجفيف المستنقعات للزراعة، دعونا نأخذ فرنسا على سبيل المثال، جبل مونت بلانك لم يكن موجودًا قبل مائة عام، والجبل كان مكانًا خطيرًا و في البراري، تم زراعة أشجار الصنوبر لتجفيف المستنقعات في النورماندي. في هذا الصدد، أنصح بقراءة كتاب "جغرافيا التوزيع السكاني".

هذا من جهة ومن جهة أخرى، أهمل الفيلم التطرق للأنشطة الحالية التي تبناها الانسان للحفاظ على الطبيعة بالتركيز على الاستدامة في الزراعة والصناعة، وزيادة استخدام الطاقات المتجددة، والتوعية بأهمية الحفاظ على الغابات والمحيطات، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وحماية الكائنات الحية المهددة بالانقراض، وتطوير التقنيات الصديقة للبيئة.

لذا برأيي أخطر تحدي يواجه البشرية هو كيفية تحقيق التوازن بين احتياجات الإنسان وصحة الكوكب دون تهويل الامور وأن يعمل الإنسان على إيجاد حلولاً سريعة للتحديات البيئية المعاصرة كالحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئات الطبيعية المتبقية وضمان استدامتها للأجيال القادمة بدلاً من البكاء على الماضي..

جشع الانسان في التطور هو أكبر خطر على البشرية، الجشع الذي أوصلنا للتلوث بكل أنواع بالنسبة لي هو اخطر ما قدمه البشر للأرض التغييرات المناخية الحاصلة في الارض وما وصلنا له اعتبر اكبر خطر على البشرية.

المناخ هو أهم التحديات التي تواجه البشرية زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتغير المناخ تشكل تهديدا كبيرا على الحياة في الأرض. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة حدوث الكوارث الطبيعية، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتأثيرات سلبية على الزراعة والغذاء. كذلك يؤدي إلى انقراض الكائنات الحية وفقدان التنوع البيولوجي وربما مع الوقت نصل لاستحالة الحياة على الأرض ولا يمكننا العودة أدراجنا للخلف.

ربما كان الجواب أقرب لي، أن الخطر الحقيقي يكمن في الأفكار المتطرفة التي تعد سبباً رئيساً في شتى أنواع الممارسات التي تهدد البشرية وتنذر بخطر عظيم لاحق.

هذه الأفكار التي كان من الضروري علينا معالجتها في وقت مبكر قبل أن تتطور وتتضاخم فتكون سبباً في كواراث طامة أكبر. ولعل الأفكار هي من أنشأت العنصرية والحروب والاستهتار في خرق البيئة.

أظنّ أن الحروب يمكن أن تجمع بين كل السلوكيات التي يمكن أن تدمر البشرية بالفعل، لأنها ذات أثر مباشر على استهلاك الموارد وتلوث البيئة ونشر الجهل والفقر، وفناء البشرية وغيرها من الأمور التي قد تتتسبب بالفعل في دمار البشرية.

فهناك مخاطر أخرى كالأوبئة والحروب والأفكار المتطرفة وغيرها من السلوكيات البشرية التي تودي بحياة الملايين ومازالت ستحصد المزيد.

بين عديد السيناريوهات التي تناولت فكرة نهاية العالم في السينيما من موتى أحياء وروبوتات متحكمة وغيرها من الأمور الميتافيزيائية، أعتقد أن هذا أكثر خطر واقعي يمكن أن نتسائل هل سيتحقق فعلا؟ فبناءً على الاحصائيات والتحذيرات فإن الأخطار البيئية والآلة الحربية تتزايد فعلا داقة ناقوس الخطر مقارنة بما يثبت حقا إمكانية تولد عنصر الحياة لدى الموتى مما يخلق "زومبي" أو وجود حياة على الفضاء تنبأ بغزو قريب للأرض أو غيرها من أمور أخرى تناولتها الأفلام والمسلسلات من باب الخيال ليس أكثر.

فمن بين كل هذه السلوكيات الخاطئة ما برأيك أخطر تحدي من بينهم يواجه البشرية؟

لعل الخطر الأكبر يكمن حاليا في المختبرات، الخطر من تدهور الجشع البشري أكثر فأكثر والاستثمار في حرب فيروسات قد تفوق تهديد السلاح النووي، هذا الخطر هو بمثابة تجميع لكل من تهديد الحياة على الأرض وتهديد للبيئة ذاتها عبر توجيه الأوبئة في مسار الحروب بأفكار جدّ متطرفة، فهذا حسب تصوري يشمل كل الأخطار مجتمعة في آن واحد.