بإفتتاحية إعلان قوية للفيلم نرى الجملة التالية عندما تتجه إلى جوجل وتكتب تغيير المناخ هو ستجد نتائج مختلفة (بحسب المكان الذي تعيش فيه والأشياء التي يعرفها عن اهتمامتك) هذا لم يكن من قبيل المصادفة [هذا تصميم] ما أريد للناس أن تعرفه هو أن كل ما يفعلونه على الإنترنت يتم مشاهدته وتسجيله ومراقبته، وأن ما تكتبه في مربع البحث هناك فريق من المهندسين يراقبوه ويتم تحليله لاستخدام علم الهندسة النفسية العكسية ضدك وينطلق الفيلم ليستعرض كيف تتلاعب مواقع السوشيال ميديا بالمستخدمين لدفعهم لتبني وجهات نظر محددة مثل اقتراح بعض نظريات المؤامرة مثل زيادة انتشار نظرية الأرض مسطحة 6 أضعاف الحقيقة العادية في اليوتيوب مع حدوث أمر مشابه لأخبار مضللة بالفيسبوك (ومواقع التواصل كلها) ، وهو ما تؤكده الدراسة أن الخورازميات تعمل على نشر الأخبار الكاذبة 6 أضعاف الأخبار الحقيقية، على سبيل المثال الإعلانات التي تظهر لي بكثرة في الواقع الفعلي لحسي على أفعال مخلة فقط لأنني أعزب مثل إعلانات تطبيقات التعارف المشبوهة وما إلى ذلك، كذلك ما يحدث عندما أضغط أو أتحدث عن أي منتج أو أي إحتياج مثل أن أعاني بعض الصداع فيخرج لي إعلانات مخصصة لذلك ناهيك عن كيف تعمل السوشيال ميديا لديك لتعزيز غضبنا أو زيادة الاكتئاب لدينا بشكل منهجي .. وكيف تتعمد الخوارزمية من نشر الأكاذيب أو المواضيع التي تشعل شهوة الجنس أو الطعام أو أي شيء ... كل هذا - لم يكن مصادفة- فكيف تقاوم ذلك عندما تتحكم الخوارزمية بك؟
كيف تقاوم عندما تتحكم الخوارزمية بك؟ الفيلم الوثائقي The Social Dilemma
صراحةً ما عرضه الفيلم ليس بعيدًا عن الواقع بل نحن نعيشه دون أن نشعر كل يوم أصبح واضحًا أن الخوارزميات لا تعمل لخدمتنا بقدر ما تُعيد تشكيل وعينا تدريجيًا ما يُعرض علينا ليس عشوائيًا بل يُصمم بدقة لاستهداف نقاط ضعفنا النفسية سواء بالغضب أو الوحدة أو الرغبة كل شيء حتى الخصوصية أصبحت وهماً أمام هذا التتبع المستمر شخصيًا بدأت ألاحظ ذلك حين صار الهاتف يعرض لي إعلانات عن أشياء لم أبحث عنها بل فقط فكرت بها أعتقد أن أول خطوة للمقاومة هي الوعي ثم الاستخدام الواعي والمحدد لوسائل التواصل لا يمكننا إيقاف الخوارزمية لكن يمكننا على الأقل ألا نسلم لها زمام عقولنا
يمكننا إيقاف الخوارزمية لكن يمكننا على الأقل ألا نسلم لها زمام عقولنا
كيف إذا يمكننا فعل ذلك والخوارزميات هي المسيطرة بالفعل، وأي صراع ضدها ستكون نهايته الفشل طبعا.
في تلك الصراعات أعتقد أن الحل هو الاستسلام لا المقاومة، حذفت منذ فترة تطبيق الانستجرام بعد صراع طويل معه، وأشعر حاليا أن أعصابي أهدأ وأننا بعد أن كنت أقضي عليه اليوم كله لم أعد احتاجه تماما.
هناك بعض الصراعات التي يجب أن نعترف بضعفنا أمامها ونستسلم، ربنا النجاة الحقيقية في ذلك الاستسلام والتسليم، ألا تتفقين؟
أفهم تمامًا ما تقصده وأعتقد أن قرارك بحذف التطبيق هو في حد ذاته شجاعة ووعي كبير لكنني لا أرى أن الاستسلام هو دائمًا الحل بل ربما يكون الانسحاب الواعي أصدق في التعبير عن ما فعلته الاستسلام يوحي بالعجز أما ما قمت به فهو اختيار مدروس لحماية نفسك من استنزاف لا ينتهي أحيانًا نحتاج أن نعيد ضبط علاقتنا بالأدوات لا أن نلغيها بالكامل فالمشكلة ليست في الخوارزميات فقط بل في كيف نسمح لها أن تتحكم في وقتنا ووعينا ربما الصراع الحقيقي ليس معها بل مع إحساسنا بأننا بلا سيطرة وحين نستعيد هذا الإحساس ولو بشكل جزئي نبدأ نعيش بشكل أكثر اتزانًا
الحل هو الاستسلام لا المقاومة، حذفت منذ فترة تطبيق الانستجرام بعد صراع طويل معه
ولكن ماذا إذا كان عملك مرتبط إرتباط كلي بتلك المنصات هل يمكن أن يكون هذا حل عملياً يا أحمد؟
أحيانًا نحتاج أن نعيد ضبط علاقتنا بالأدوات لا أن نلغيها بالكامل فالمشكلة ليست في الخوارزميات فقط بل في كيف نسمح لها أن تتحكم في وقتنا ووعينا ربما الصراع الحقيقي ليس معها بل مع إحساسنا بأننا بلا سيطرة
نعم ما تقترحيه صديقتي مي هو أستراتيجية ذكية بالفعل ولكن نحن بالفعل لا نملك سيطرة عليها وبما أنك أشرت إلى أن الحل لا يمكن بالضرورة في الاستسلام :
لكنني لا أرى أن الاستسلام هو دائمًا الحل
لكن ما هو الحل هل الانسحاب وكفى .. ماذا إذا كان عملك بالكامل يعتمد مثلاً على صناعة المحتوى والطريقة التي تعمل بها الخورزميات؟
مثل اقتراح بعض نظريات المؤامرة مثل زيادة انتشار نظرية الأرض مسطحة 6 أضعاف الحقيقة العادية في اليوتيوب مع حدوث أمر مشابه لأخبار مضللة بالفيسبوك
فعلاً هذا الأمر ظهر لي اكثر من مرة والغريب أن أناساً تثق في تعليمهم وتعلمهم يجادلون في هذا القضية المثبتة التي لا خلاف عليها؟!! يعني قبل انتشار وسائل التواصل لم تكن فكرة تسطح الأرض منتشرة هكذا أما الآن فهي منتشرة بصورة كبيرة وكأن الفيس بوك يساهم في تضليل الناس.
وكيف تتعمد الخوارزمية من نشر الأكاذيب أو المواضيع التي تشعل شهوة الجنس أو الطعام أو أي شيء ... كل هذا - لم يكن مصادفة- فكيف تقاوم ذلك عندما تتحكم الخوارزمية بك؟
هنا أنا أختلف مع الصديق @Mostafa_Shapan في جزيئة الحذف فأراها غير عملية ولا نستغني بالكلية عن تلك الأدوات التكنولوجية. و الحل في رأيي هو في التخصيص أي تخصيص كل شيئ من تتابع و الإعلانات و الإشعارت وكل ما يخص المزعجات. نحن من يجب أن نتحكم بكل ذلك ولكن يبدو أننا نكسل عن فعل هذا.
أتفق مع خالد يا مصطفى في تفسيره وتأويله فهذا ليس الحل الأنسب بوجهة نظري لأنه حل غير عملي فمثلاً أنا لدي بعض العملاء والعملاء المحتملين المتواجدين على تلك الوسائط لا أجد وسيلة أفضل للتواصل معهم غيرها ناهيك عن الأصدقاء والعائلة، لكن أنا أقترح أيضاً حل أتمنى أن يتم الاستثمار به .. نحن نحتاج قبل أي وقتاً مضى لمنصتنا الخاصة . منصة عربية .. مثل حسوب مثلاً لكن بمواضفات وأمتيازات أكثر تخصيصاً وبفرق عمل أكبر تغطي وتخاطب بشكل واحد الثقافة والهوية العربية والإسلامية وتعبر عنها مع كل الامتيازات التي تسهل منافسة تلك المنصات .. فهل هذا يمكن حدوثه بوجهة نظرك .. وهل نحن قادرين على تحقيقه في وقتاً ما؟
فهل هذا يمكن حدوثه بوجهة نظرك. وهل نحن قادرين على تحقيقه في وقتاً ما؟
ولمَ لا؟! أعتقد نعم والصين كما علمت -وتصحح لي إذا أخطأت - لديها مثيل الفيس بوك او لديهم مثيل جوجل الصيني وغيرها من التطبيقات. ولكن هل تعتقد ان منصة عربية باللغة العربية المحدودة النطاق ستكون جذابة للمستخدمين؟ بمعنى أن الفيس بوك الحالي بلغته العالمية شمل الجميع فهل يمكن أن يستوعب تطبيق محلي الجميع أيضاً؟
الصين لديها بالفعل تطبيقاتها الخاصة التي ((تتوافق مع سياستها الحاكمة)) ومع ذلك هي تقدم بديل فعال للفيسبوك ، ولديها بنية تحتية تقنية تتيح لها إنشاء هذا التطبيق بنجاح ، والأهم لديها شعب [يعي قيمة أن يكون صوته قادم من عقله] لا يشتت بالعوامل الخارجية أو المنصات الخارجية .. ولكن هل نحن سيكون لنا القدرة على إمتلاك تلك الثقافة .. هل سندعم المشاريع الجديدة الواعدة .. فلقد قرأت عن محاولة شاب مصري القيام بتقديم تجربة جديدة طموحة منافسة للفيسبوك ، ولكن لم يقابل سوى بالسخرية من قبل أغلب المستخدمين لأن التطبيق لا يستطيع المنافسة .. ولأنه لم يملك المقومات الحقيقية لذلك (البنية التحتية التقنية المتوفرة للفيسبوك) وغيره من المنصات المشابهة .. نحن في نقطة الصفر لأننا لا نرغب في مغادرتها هكذا الأمر ببساطة مريرة .
بالطبع حذف التطبيقات هذه لأى أحد يكون عمله من خلالها شئ غير ممكن وغير عملى!
لكن إذا كنت ممن لايعملوا عليها فلما تحتفظ بها إن كانت تؤثر عليك؟!
بالطبع حفها أولى وأفضل بل وإن كان عملك هذا يمكنك أن تنفذه من على لاب أو PC بدون أى ضرر فالأفضل حذفها.
كلٌ منا أعلم بشؤؤنه.
أنا بالفعل أقوم بالعمل على اللاب توب وأحياناً الكمبيوتر العادي .. فأنا أفضل صناعة المحتوى من خلالهم ولم أعتاد أو أتقبل فكرة صناعة المحتوى من الهاتف إلا في حالة التصوير فقط لا غير .. وقد أعتدت أن أجعل التخورزميات تعمل لصالحي بقدر الإمكان من خلال التخصيص لبعض المفضلات لدي فأنا أقوم بعمل حساب مثلاً أخصصه لمتابعة صفحات مثلاً تتعلق بالبزنس وريادة الأعمال والربح من الأنترنت فتتحول كل المقترحات الخوارزمية بشكل تلقائي لنفس الاهتمامات فأتجنب أن أضيع وقتي في أقترحات تافهة وأركز من خلال التخصيص على أهتمامتي الحقيقية .
التعليقات