يقول بابلو اسكوبار لا أحد أصبح غنيًا بالعمل من 8 صباحًا حتى 5 مساءً وهي مقولة حققت انتشارًا واسعًا عبر موقع الفيسبوك لكن انتشارها لا يعني بالضرورة أنها صحيحة، فهناك العديد من الناس الذين أصبحو أغنياء من وظائف ثابتة، لكن على كل حال ليس الهدف هو مناقشة صحة هذا الإدعاء من عدمه، بل الهدف هو النقاش حول مقارنات البيزنس الخاص والوظيفة الثابتة والعمل الحر أيضًا.
أرى أنه لا يوجد تفضيل لطريقة على الأخرى، فالبدائل صُنعت حتى تلائم طبائع البشر المختلفة، فقد أكون جيدًا في القيام بوظيفة ثابتة على عكسك أنت الذي تفضل أن يكون لك عملك الخاص. أما أحاديث الفيسبوك التي لا تخلو من تزيين صورة ريادة الأعمال وجعلها مغزى الحياة العملية الوحيد وما عداها يُعد ضربًا من العبودية فهي أحاديث سخيفة واتباعها دون دراسة أو تخطيط مسبق قد يكون أمرًا متهورًا وسيؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج كارثية قد تتسبب في العديد من الخسائر.
كشخص لدي شركتي الخاصة في إنتاج المحتوى وخدمات التسويق الإلكتروني، وأعمل ككاتب مقالات بشكلٍ مستقل، بالإضافة إلى عملي في وظيفة ثابتة، أستطيع التفريق بين الثلاث طرق كالتالي:
1 - الوظيفة الثابتة: تمتلك الوظيفة الثابتة العديد من المميزات كالتالي:
لديك راتب شهري ثابت
ساعات عمل محددة (20 ساعة أسبوعيًا في حالة الدوام الجزئي، و 40 ساعة في حالة الدوام الكامل)
مكافآت وحوافز وترقيات وآجازات أسبوعية وسنوية.
الاحتفال مع عائلتك في الأعياد والعطلات الرسمية وعطلات نهاية الأسبوع
ليس عليك تحمل ضغط العمل بعد ساعات العمل ما دمت تجيد الفصل بين عملك وحياتك الشحصية
أمان جزئي نظرًا لضمان راتبك الشهري في موعده.
أما عن بعض عيوب الوظيفة الثابتة فتشمل:
العمل من أجل الآخرين وأحلامهم وليس من أجل نفسك
من الصعب التنقل من مكان إلى آخر بسهولة أو بشكلٍ مستمر
قد يتم الاستغناء عن خدماتك في أي لحظة
قد لا يكفي راتبك حياتك ومعيشتك
قد لا تكتسب خبرة عملية أحيانًا نظرًا لقيامك باعمال روتينية.
2- العمل الحر: بعض مميزات العمل الحر تشمل:
مصادر دخل متعددة
الأجر على حسب الوقت المستهلك في العمل، كلما عملت أكثر كلما ربحت أكثر
العمل من أي مكان وفي أي وقت
العمل مع أكثر من عميل وبناء شبكة علاقات قوية
مرونة في قبول المشاريع أو رفضها
أما مساوىء العمل الحر فتشمل:
بدلًا من مدير واحد، لديك عشرات المديرين، صاحب كل مشروع تعمل عليه هو مديرك
عدم ضمان دخل ثابت
عدم وجود ساعات عمل محددة وبالطبع من الصعب تحديد فترات الآجازات، فأنت متاح للعمل دائمًا كشخص مستقل
عدم كفاية واستمرارية المشاريع التي تعمل عليها.
الضغط والتوتر والقلق بشأن المشاريع والعملاء بشكلٍ مستمر.
ضياع الكثير من الوقت في التواصل مع العملاء
3 - ريادة الأعمال ، أما أن يكون لك عملك الخاص فهذا به بعض المميزات كالتالي:
أنت مدير نفسك
جميع نجاحاتك ستعود عليك بالنفع، فأنت تعمل من أجل نجاح نفسك وأفكارك
الأرباح من نصيبك بالإضافة إلى راتب شهري ثابت (إذا كانت شركتك قائمة على أسس صحيحة بالفعل ولا تتبع مبادىء سأعمل بدون أجر لمدة عامين حتى تنجح الشركة! إذا لم يكن لك راتب شهري حتى لو مبلغ قليل لا تقم بتأسيس شركة من الأساس)
أما عيوب امتلاك عمل خاص على الأخص إذا كان شركة ناشئة:
ضغوطات عمل كثيرة
ساعات عمل غير محدودة
لا وجود للأجازات إلا بعد الوصول إلى مرحلة استقرار الشركة هذا إذا وصلت الشركة إلى هذه المرحلة وكنت قادرًا بالفعل على الفصل بين عملك الخاص وحياتك الشخصية
بدلًا من تحمل أعبائك وحدك، ستتحمل أعباء جميع من يعملون معك حتى تستطيع توفير رواتبهم في موعدها
تفكير متواصل، واجتماعات عمل لا تنتهي
الوظيفة، العمل الحر، عملك الخاص.. كلها طرق لا تفضيل بينها على الإطلاق، فلكل شخص أولوياته وسلوكياته التي تجعل أي مسار من الثلاثة أفضل بالنسبة له عن الباقين.
لذا انطلاقًا من هذا المبدأ، ما هو رأيك؟ وأي مسار من الثلاثة الذي تفضله؟ هل تفضل وظيفة ثابتة، عمل حر، أم عمل خاص بك ولماذا؟
التعليقات