كانت جلسة بيني وبين مجموعة فتيات تتراوح أعمارهن بين 17-20 عام، طُرح فيها سؤال:" ماذا يمثل الزواج بالنسبة لكِ؟"، ثم:"متى تريدين الزواج؟".

ذلك الأخير كانت إجابته تتراوح بين: ليس الآن أبدًا، بعد سن 26،27 عام، لا أريد الزواج مطلقًا.

أما الأول فكانت إجابته تتراوح بين: ربما هو تكامل بين اثنين، ربما لأنني أحتاج أن يكون هناك من يلازمني ويصاحبني حينما أكبر ولا يكون معي أسرتي، هو مشروع فاشل بالكلية، ليس له فائدة؛ فصديقاتي يكفونني!، مخاطرة مرعبة بالنسبة لي... فكثيرهم يمثل تمثيلًا بارعًا في فترة الخطوبة أو حتى أول الزواج ثم يذيق امرأته المر بعد ذلك.

ومن كانت إجابتها بأنه مخاطرة وأنها تخشى أن تخاطر قد أبدت لنا أن السبب وراء ذلك: هو تجارب من حولها وجراحهن؛ بسبب تجارب فاشلة وصدمات واجهنها وظلم تعرضن له بسبب من لم يتقي الله فيهن -وكانت تلك التجارب علاقات محرمة أصلًا-.

كلهن يتابعن مسلسلات وأفلام، ويقرأن الروايات الغرامية... كلهن أوضحن أنهن يخشين من عدم التفاهم، ووجود الرؤى المختلفة؛ فمثلًا واحدة منهم قالت: كيف لو قال لي لا تتعاملي مع فلان أو علان؟ وأنا أرى أن ذلك الأمر عاديٌ. كيف لو اختلفنا عمومًا؟

كلهن مسلمات يصلين صلاوتهن، ويصمن فروضهن، ويقرأن القرآن...

كيف أصبح الإسلام بعضًا من العبادات يؤديها المسلم وفقط؟ كيف نسينا أنه منهج للحياة، وأننا قد رُحِمنا من ذاك التشتت والخلاف بسبب اختلاف الثوابت بأن لنا منهج قويم نرجع له حين الاختلاف؟

فمثلًا مسألة إذا اختلف الاثنان في أنها تريد أن تتعامل مع رجل، وهو يغار عليها من ذلك، الطبيعي أن نرجع للإسلام وحكم ذلك فيه، وبما أننا مسلمون يجب أن نطبق ذلك الحكم بلا نقاش، ويكون قولنا: سمعنا وأطعنا!

دليل الزواج للرجل: فاظفر بذات الدين، ودليله للمرأه: دين وخُلُق.

كيف تعقد الأمر إلى هذا الحد؟ وإلى متى سنظل في السجن الفكري الذي وضعتنا فيه وسائل الإعلام؟!