قرأت مقالًا لمحمود أبو عادي تناول فيه دراسة لفتت انتباهي بشدة، تتحدث عن الرابط العجيب بين سلوك الإنسان الأخلاقي وشعوره بالنظافة الجسدية واستعرض فيه دراسة مثيرة أجراها عالم النفس "سبايك لي" عام 2010، والتي سلطت الضوء على العلاقة العميقة بين الأخلاق والشعور بالنظافة الجسدية. أظهرت الدراسة أن ارتكاب الأفعال غير الأخلاقية يجعل الإنسان يشعر وكأن جسده "متسخ"، ما يدفعه إلى الرغبة في تنظيف نفسه بطريقة تتوافق مع الفعل المرتكب ،فالكذب بالكلام يزيد من الرغبة في غسل الفم، أما الكذب بالكتابة فيزيد الرغبة باستخدام معقّم اليدين.

ويشير أبو عادي إلى أن هذه الظاهرة النفسية تُعرف باسم تأثير ماكبث (The Macbeth effect)، وهي تعبّر عن الرابط غير الواعي بين تصرفاتنا الأخلاقية وحسّنا بالنظافة. كما كشفت الدراسات أن القيام بفعل أخلاقي يقلّل الرغبة في التنظيف، بينما يؤدي غسل اليدين إلى انخفاض شعور الإنسان بالذنب بعد ارتكاب فعل سيء.

وهذا يعكس فكرة مهمة حول كيفية تأثير أخلاقنا على تصرفاتنا اليومية، وأن العلاقة بين النفس والجسد أعمق ممانتصور.