كنت أظن أن جودة الكتابة تقاس بثقل العبارة، بعمق المفردات، وبالقدرة على شدّ القارئ بجملة طويلة تشبه خطبة، لكن الواقع الرقمي يقول غير ذلك: لم يعد الجمهور يبحث عن نص يُحفظ، بل عن جملة تُشارك.

صناع المحتوى اليوم يقولون لك: خفف من اللغة، لا داعي للمجاز، ولا تتفنن في البلاغة. لماذا؟ لأننا في زمن "تمرير الشاشة" لا زمن إعادة قراءة الفقرة.

لكن السؤال الصادم: هل المشكلة في اللغة نفسها أم في جيل القراء؟

هل تخلينا عن البلاغة لأنها لا تصلح لهذا العصر فعلًا؟

أم لأننا كُسالى نريد كل شيء مبسطًا كفيديو قصير على تيك توك؟

وهل التبسيط يعني دائمًا تفاهة، أم يمكن أن يكون بابًا إلى العمق إذا أُحسن استعماله؟

أنا شخصيًا أكتب وأعلم أن البعض يرى أن إنتاجي الفكري قديم الطراز، لكنه على الأقل يحمل وزنًا ومعنى. أما "المحتوى السريع"، فسرعان ما يُستهلك ويُرمى في سلة النسيان.

فأيهما نختار؟ أن نكتب للتاريخ أم للترند؟

هنا بيت القصيد:

هل تظنون أن البلاغة ماتت فعلًا أم أن القرّاء هم من غيّروا ذائقتهم؟

دعونا نفتح النقاش بلا مجاملة.