في كل مناسبة اجتماعية اليوم، يكفي أن يخرج أحدهم هاتفه لتبدأ الكاميرا في التقاط اللحظات: ضحكات عابرة، حركات عفوية، وحتى لحظات قد يفضل البعض أن تبقى خاصة.

النية غالبًا بريئة، فالمصور يريد الاحتفاظ بذكرى أو مشاركة لحظة مع الآخرين. لكن المشكلة تبدأ حين لا يُسأل الأشخاص الظاهرون في الصورة عن رغبتهم في ذلك.

خذ مثلًا حفلات التخرج؛ تجد الكاميرات تلتقط الوجوه من كل زاوية، وبعد ساعات فقط تنتشر الصور على فيسبوك وإنستغرام. أو في الأعراس، حيث تُنشر الفيديوهات أحيانًا بلا إذن أصحابها، وربما تُعلَّق عليها تعليقات لا تعجب المعنيين.

حتى في التجمعات الصغيرة، مجرد أن تلتقط صورة عفوية لصديق قد تُشعره بالضيق، خاصة إذا ظهرت في وقت أو هيئة لم يكن يريد أن تُرى.

البعض يرى أن هذه عادة طبيعية تعكس حميمية اللقاء وتوثّق أجمل اللحظات. لكن آخرين يعتبرونها انتهاكًا واضحًا للخصوصية، لأن الصورة حين تخرج من الهاتف لم تعد ملكًا لصاحبها وحده، بل قد تتحول إلى مادة يتداولها الغرباء.

بين الذكرى الجميلة والخصوصية المنتهكة، يبقى السؤال معلقًا:

هل التصوير في المناسبات جزء من بهجتها الطبيعية؟

أم أنه عادة تحتاج إلى ضوابط وحدود قبل أن تفقدنا طعم تلك اللحظات؟